آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان المسعفة الشهيدة رزان النجار جنوب غزة - صور

تشييع جثمان الشهيدة الفلسطينية رزان النجار

كتب محمد رضا – تصوير (رويترز – أ ف ب)

السبت، 02 يونيو 2018 01:51 م

شيع آلاف الفلسطينيين، اليوم السبت، جثمان المسعفة الفلسطينية الشهيدة رزان النجار، التى قتلت على أيدى قوات الاحتلال أثناء محاولتها مساعدة أحد المتظاهرين الجرحى على حدود غزة، أمس الجمعة.

وخرجت جنازة الشهيدة الفلسطينية وسط حشود هائلة من المواطنين الذين حرصوا رجال ونساء على المشاركة فى تشييع جثمان "رزان" إلى مثواها الأخير، فى جنازة مهيبة فى خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما سيطر حزن هائل على أسرة الشهيدة وجميع المشاركين فى تشييع جثمانها، كما حرص الأطفال فى المناطق القريبة من مرور الجنازة على متابعة سيرها فى حزن وآسى.

وعقب انتهاء تشييع جثمان "رزان النجار"، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلى، أدت إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح فى شرق خان يونس، كما ذكر شهود عيان وأشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة، وانطلق المواكب الجنائزى للمسعفة الفلسطينية رزان النجار التى لف جثمانها بالعلم الفلسطينى ووضعت فوقه سترتها الملطخة بالدماء، تتقدمه سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من مستشفى الأوروبى جنوب خان يونس إلى بلدة خزاعة شرق المدينة، حيث كان الآلاف فى وداعها، وردد المشيعون هتافات من بينها "بالروح بالدم نفديك يا رزان" و"الانتقام الانتقام"، كما طالبوا فى هتافاتهم حركة حماس بالثأر لدماء النجار، مؤكدين انهم سيواصلون المشاركة فى تحرك مسيرات العودة على حدود القطاع.

ومن جهته، قال رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة خالد البطش، فى كلمة قبيل أداء الصلاة على جثمان النجار، إن "المنظومة الدولية أمام اختبار بعد اغتيال المسعفة رزان"، مشيرًا إلى أن "دماء الشهيدة رزان شاهدة على عنجهية الاحتلال وآلة بطشه بحق الفلسطينى"، وأكد "استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية"، مؤكدًا أنها "تُعبر عن إرادة شعبنا وكلمته الرافضة لكافة مخططات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومحاولة دفعه للوطن البديل بعيدًا عن أرضنا ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية".

وكانت رزان النجار قتلت وأصيب نحو 100 شخص برصاص وقنابل غاز أطلقها الجيش الإسرائيلى، فى الجمعة العاشرة للاحتجاجات ضمن "مسيرات العودة" قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وقال الناطق باسم الوزارة لوكالة "فرانس برس"، إن "رزان النجار التى كانت تبلغ من العمر 21 عامًا أصيبت برصاصة فى الصدر أثناء قيامها بدورها الإنسانى فى إسعاف المصابين مرتدية معطفها الأبيض المميز للمسعفين"، مؤكدًا أنها "لم تغادر ميدان العمل الإنسانى والإسعاف التطوعى منذ بداية مسيرات العودة فى 30 مارس الماضى بمناسبة "يوم الأرض".

ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلى، اليوم السبت، إنه يحقق فى مقتل مسعفة فلسطينية على يد قوات إسرائيلية على ما يبدو أثناء احتجاجات على الحدود مع قطاع غزة أمس الجمعة، وقال مسئولو صحة وشهود، إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص المسعفة المتطوعة رزان النجار (21 عاما) عندما ركضت للوصول إلى مصاب قرب السياج الحدودى شرقى مدينة خان يونس جنوب القطاع.

(تحديث)

وقال الجيش الإسرائيلى، إن مسلحين فلسطينيين كانوا هاجموا قواته على طول الحدود بالرصاص وقنبلة يدوية، وفى بيان اليوم السبت، قال الجيش الإسرائيلى، إنه سيحقق فى وفاة "النجار"، ويأتى ذلك بعدما شارك آلاف الأشخاص فى جنازة النجار فى غزة، اليوم السبت، منهم أشخاص كانت عالجتهم خلال احتجاجات سابقة على الحدود، وحمل المشيعون جثمانها ملفوفا بالعلم الفلسطينى ومروا بعدد من الشوارع، ونقل المشيعون جثمانها إلى منزلها أولا استعدادا لنقلها إلى مثواها الأخير.

وقال سكان إنه عُرف عن النجار تواجدها فى مواقع الاحتجاجات، وجرى تداول صور لها تصفها بالملاك على مواقع التواصل الاجتماعى الفلسطينية، وبمقتل هذه المسعفة يرتفع عدد من سقطوا من الجانب الفلسطينى فى احتجاجات أسبوعية بدأت فى 30 مارس فى قطاع غزة إلى 119 قتيلا، ويقول الفلسطينيون إن معظم القتلى وآلاف الجرحى من المدنيين العزل الذين واجهوا استخداما مفرطا للقوة من جانب إسرائيل.

وفى بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أدان وزير الصحة جواد عواد، مقتل المسعفة أثناء عملها، مضيفا أن "قتل جيش الاحتلال للمسعفة برصاصة فى الصدر وبشكل متعمد يعد جريمة حرب وإصرارا لدى هذا الجيش على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات التى تدعو إلى حماية المسعفين أوقات النزاعات"، وقال الجيش الإسرائيلى، فى بيان، إنه "دائما ما يسعى لاستخلاص الدروس والحد من عدد القتلى والمصابين فى منطقة السياج الحدودى مع قطاع غزة، لسوء الحظ تتعمد منظمة حماس الإرهابية وبشكل منهجى تعريض حياة المدنيين للخطر".