امرأة صنعت تاريخاً

د. نهلة الصعيدى
د. نهلة الصعيدى
بقلم : د. نهلة الصعيدى
امرأة جليلة شريفة النسب، من نساء المسلمات الهاشميات الحرائر فى مدينة عمورية، صرخت مستغيثة لما أُخذت فى الأسر «وااامعتصماه»، وذلك لما دخل ملك الروم حصن «زبطرة» وقتل خيرة أهلها، واسترق الباقى، وأخذ فى الأسر ألف امرأة من المسلمات.
 
إنها قصة تبرز لنا كيف كُرمت المرأة فى الإسلام، وتمتعت فى ظله بمكانة عظيمة فالرسول، صلى الله عليه وسلم، أوصى بالنساء، وعلى مر التاريخ حرص الحكام على التمسك بتلك الوصية، وتبدأ أحداث القصة حينما استغل الروم انشغال المعتصم بالقضاء على بعض الفتن الداخلية، وأغاروا على عمورية تلك المدينة الفاصلة بين حدودهم وحدود المسلمين، وهناك فى عمورية كان الروم يسيئون معاملة أهلها، ويقتلون الرجال، ويسبون النساء، ومن ضمن هؤلاء النساء كانت صاحبة هذه القصة، وكان هناك رجل عربى متنكر استطاع أن يرى ما حدث، ويعرف مكانها، فسار إلى المعتصم وأبلغه بما كان، فجهز جيشه، وأعد عدده، وخرج للغزو، وتمكن من تدمير أنقرة، وأسر جنودها، وسبى نساءها، ثم جعل العسكر ثلاثة عساكر ميمنة، وميسرة، وقلب، وأمر كل عسكر أن يكون له ميمنة وميسرة، ثم سأل المعتصم قواده: أى بلاد الروم أمنع وأحصن؟
 
فقيل له: «عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهى عين النصرانية، وهى أشرف عندهم من القسطنطينية، فعزم المعتصم على غزوها وفتحها».
 
واجتمعت كل العساكر بقيادة «المعتصم» عند عموريّة، وتحصن أهلها بالأبراج، وجعل المعتصم كل قائد من قواده على ناحية من أبراج المدينة، وجعل المسلمون يرمونهم بالمنجنيق، والروم يردون عليهم الضرب، والروم فى منعة شديدة داخل أبراج المدينة.
 
وعلم «المعتصم» من عربى متنصّر، تزوّج فى عمورية وأقام بها، أن موضعًا من المدينة جاءه سيل شديد، فانهار السور فى ذلك الموضع، فأمر المعتصم بتشديد الرمى بالمنجنيق على هذا الموضع، ومحاولة دخول المدينة منه، وأمر بردم الخنادق التى أقامها أهل عمورية حول أسوار المدينة، ودار قتال شديد انتصر فيه المسلمون بالنهاية، ودخلوا عمورية لست ليال من شهر رمضان، سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وتم قتل نفر كثير من أهل الروم المحاربين، كان على رأسهم قائدهم، وهكذا سقطت عمورية بعد معركة طويلة صعبة استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يومًا، من أجل استغاثة امرأة بالمعتصم، قال لها لما وصل إليها: هل لبى المعتصم نداءك؟
 
وهكذا كان نداء هذه المرأة سببًا فى فتح عمورية، وكان للمعتصم الفضل فى عودة المرأة حرة كما كانت.
فيا معاشر النساء أكثرن من إعداد أمثال المعتصم، فالأمة تحتاج للرجال، والأوطان لا يحررها مخنثون مغيبون، يا معاشر النساء أكثرن من إعداد القادة، فالأمة سئمت أرباب البلادة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

في كل مكان.. عنوان ألبوم جوزيف عطية الجديد.. اعرف التفاصيل

زد يرحب بضم كريستو ضمن صفقة بيع العش للأهلي

محافظ القاهرة يحذر: غرامات تصل إلى 10 آلاف جنيه لذبح الأضاحى فى الشوارع

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد الإنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة

الفصائل الفلسطينية ترد على "عربات جدعون" بعملية "حجر داود"


الرئيس الصربى يعتزم حظر تصدير الأسلحة من بلاده فى حال الشك بالمتلقى النهائى

القوة المقدسة.. رجال دين يلعبون دورا هاما فى سياسة غانا.. الدين والسياسة يتشابكان بشكل عميق فى الدولة الإفريقية.. قساوسة يتمتعون بنفوذ أخلاقى كبير على المواطنين.. وتأثير كبير على الناخبين وصناع السياسات والقادة

الزمالك يبلغ الراحلين عن الفريق بموقفهم بعد نهائى كأس مصر

الزمالك يختتم تدريباته استعدادا لمواجهة فاركو بختام الدورى

ضبط عاطل بتهمة الإتجار بأقراص الكيف فى الوراق


عادة كل سنة.. قس يشترى خروف العيد لمشاركة المسلمين فى الأضحية (فيديو وصور)

آخر فرصة.. وظائف شاغرة حتى نهاية مايو بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

قانون حماية المستهلك.. 7 سلع لا تُرد ولا تستبدل أبرزها الملابس الداخلية

قضية الطفل ياسين تعود من جديد.. استئناف على حكم المؤبد للمتهم أمام الجنايات

موعد مباراة الزمالك وفاركو في دوري نايل والقنوات الناقلة

تحذير هام من معهد التغذية: لا تشترِ هذه اللحوم فى عيد الأضحى المبارك

منتخب مصر للشباب مع تشيلي مستضيف البطولة واليابان ونيوزيلندا فى كأس العالم

محمد رضوان وكيلانى وتامر فرج وعزوز عادل فى خطوبة مصطفى منصور وهايدي رفعت

بعد أسبوعين من الزواج.. سيدة تطالب بالخلع: "هددنى ورفض رد مصوغاتى"

دفاع نوال الدجوى: لا تعلم حتى الآن خبر وفاة حفيدها أحمد وسنخبرها بعد فصل النيابة فى الواقعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى