"السلاح المثالى" كتاب جديد يحذر من الحروب السيبرانية.. ويكشف: واشنطن استهدفت البرنامج النووى لكوريا الشمالية.. ضعف البنية التحتية لبيونج يانج جعلها هدفا غير مفيد.. وروسيا تخترق الحكومة الأمريكية منذ التسعينات

الانترنت
الانترنت
كتبت: إنجى مجدى
ظهرت تكنولوجيا للتدمير على مر التاريخ، بدءا من البارود فى القرون الماضية وصولا إلى الأسلحة البيولوجية والنووية فى العصر الحديث، حيث تمر كل تقنية بدورة من التطوير والتسليح. لكن بعيدا عن الدماء والعنف ظهرت تكنولوجيا جديدة قادرة على إحداث الفوضى تنطوى على الأزرار الإلكترونية وهى ما تسمى بالأسلحة السيبرانية التى ترافق عصر الإنترنت.
 
 
تختلف هذه التكنولوجيا عن سابقتها فى أنها سريعة ومستمرة التطوير. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكى، فإنه فى كتاب جديد بعنوان "السلاح المثالى"، يقدم الصحفى الأمريكى ديفيد سانجر، سرد موسوعى للأحداث ذات الصلة بالسياسة فى عالم الفضاء الإلكترونى.
 
سانجر، وهو مراسل شئون الأمن القومى فى الصحيفة، يتحدث عن وقائع حقيقة تتعلق بالحرب السيبرانية بما فى ذلك أختراق أنظمة الاتصالات وتعطيل الخوادم. وهو يتجنب الميل للحديث عن سيناريوهات افتراضية متقفة ومخيفة، لكنه يعتمد على تقارير الصحفية، التى جمعها وزملاؤه من خلال مخبرين متطوعين، وكذلك المنشورات الرسمية، جنبا إلى جنب مع لقاءات أجراها سانجر مع مسئولين بما فى ذلك الرئيس الأمريكى.
 
وفى كتاب سابق تحدث سانجر عن قصة التخريب الإلكترونى لبرنامج إيران النووى عن طريق دودة كمبيوتر تُعرف باسم "ستوكسنت". غير أن الشيق فى كتابه الجديد هو ما يكشفه من جهود مماثلة ضد كوريا الشمالية، حيث تكثف إدارة ترامب محاولات عرقلة يونج يانج عن امتلاك أسلحة متقدمة. يتأمل سانجر في ما إذا كان الفشل المتسلسل في اختبارات الصواريخ البالستية الكورية الشمالية عام 2016 يعود لهجوم شبيه بـStuxnet.
 
 
وهو يرجح بقوة هذا الأمر لكن دون تقديم أدلة دامغة، إذ يعتمد فقط على التلميحات المحتملة فى التعليقات الرسمية. وبالنظر إلى ما وراء الصواريخ، يشير سانجر إلى أن تخلف كوريا الشمالية يجعلها هدفا غير مألوف للحرب السيبرانية. فعلى حد تعبير أحد كبار المسؤولين فى القيادة الإلكترونية فى الولايات المتحدة  "كيف تطفئ الأنوار في بلد ليس لديه القدرة الكافية لتشغيله؟".
 
"السلاح المثالى" يتعلق على الأكثر بالأنشطة السيبرانية لأعداء الولايات المتحدة أكثر من أى برامج أمريكية. ويقول: إنه على الرغم من أن تخلف معظم البنية التحتية الكورية الشمالية قد يجعلها هدفاً غير جيد بالنسبة للآخرين للهجوم، لكن بفضل برنامج تدريب القراصنة فإنها باتت لاعبا كبيرا فى الحرب السيبرانية. وقد ظهر ذلك من خلال الهجوم الذي وقع عام 2014 على Sony Pictures رداً على فيلم أغضب زعيم كوريا الشمالية.
 
ويشير الكتاب إلى لاعب أكثر خبرة وهو روسيا، التى يقول سانجر: إنها كانت تخترق أنظمة الحكومة الأمريكية فى تسعينات القرن الماضى. وتقول نيويورك تايمز: إن وصف الكتاب للتدخل السيبرانى الروسى في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 هو شامل ومقنع، مشيرة إلى أنه يجب لأى شخص يشك فى مدى وخطورة الجهود الروسية، أن يقرأ الكتاب.
 
الكتاب يسعى للتحذير من تهديد متنام يرى الكاتب أنه لا يحظى باهتمام من قبل المسئولين. ويبدو أن إلغاء جون بولتون مؤخراً لمنصب منسق الأمن السيبرانى فى مجلس الأمن القومى، يؤيد تحذير سانجر بشأن عدم الاهتمام الحكومى الكاف للموضوع. وكما يلاحظ سانجر نفسه، فإن رفض ترامب الاعتراف بدور روسيا الخبيث في انتخابات عام 2016، خشية أن تقوض شرعيته السياسية، لا يؤدى إلا إلى تفاقم مشكلة صياغة استراتيجية وطنية بشأن الأمن السيبرانى.
 
 
 

ويتحدث الكتاب عن شاغل أخر يتعلق بدور القطاع الخاص، ليس فقط كمطور للتكنولوجيا ولكن كمشغل أيضا. فبينما كانت تعتقد المؤسسات الأمريكية أن ما هو جيد لشركة جنرال موتورز هو جيد للبلد والعكس صحيح. فإن وادى السيليكون، الذى تضرر جراء الكشف عن التعاون السابق بينه والوكالات الحكومية مما أثار مخاوف المستخدمين بشان الخصوصية، لا يرى الأمور بهذه الطريقة.

ويعرض سانجر التحيز الصحفى ضد السرية ويلقى اللوم مرارا وتكرارا على ما يسميه "جنون العظمة" حول حماية المصادر وطرق العمل، فى المناقشات العامة الخاصة بالأمن السيبرانى، وهو ما يعتبره السبب الرئيسى فى غياب الاستراتيجية الكفء. إذ يرى أن هذا النهج من الإخفاء لن يحسن الفهم العام للقضايا الأساسية التى تنطوى على ذلك.

ويشير الكاتب إلى أسباب أخرى وجيهة لعدم الكشف عن كل شيء تعرفه واشنطن عن الأنشطة السيبرانية للحكومات الأخرى. لكنه فى الوقت ذاته ينتقد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لعدم تقديمه المزيد من القضايا العلنية حول تدخل روسيا فى الانتخابات، ومع ذلك فإنه لا يفسر كيف كان بإمكان أوباما فعل ذلك دون أن يبدو أنه يتدخل فى الانتخابات نفسها.

وتشير نيويورك تايمز إلى أن القيمة الكبيرة لـ "السلاح المثالى" فى كونه المصدر الأكثر شمولاً للقراءة للحصول على المعلومات والتعرف حول مأزق السياسة التى تسببت فيها تكنولوجيا المعلومات الحديثة وإمكاناتها التدميرية.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

I’m Glad My Mom Died مسلسل جديد لـ جينيفر أنيستون.. اعرف تفاصيله

محمد إمام وهشام ماجد ومعتز التونى فى حفل زفاف حفيد عادل إمام (صور)

زيزو والشحات ومحمد شريف أبرز أبطال فيلم "صفقات برعاية بر الوالدين".. فيديو وصور

رامى إمام يحتفل بزفاف حفيد عادل إمام بحضور المقربين

مصادر للقاهرة الإخبارية: رد حماس تضمن فتح المجال لمفاوضات غير مباشرة للتهدئة 60 يوما


رادار المرور يلتقط 1097 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

مصادر للقاهرة الإخبارية: مصر وقطر تواصلان جهودهما للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة

محمد فؤاد يغنى "أنا بين إيديك" لابنته وزوجها فى حفل زفافهما (صور)

شوقى غريب يقود المريخ لتحقيق الفوز على أهلى مدنى فى افتتاح الدورى السودانى

الصور الأولى من زفاف ابنة محمد فؤاد.. وهانى رمزى أول الحاضرين.. صور


العالم هذا المساء.. كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية بقطاع غزة.. إصابات فى انفجار هائل بمحطة وقود بروما.. وترامب يجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى

الفصل فى دعوى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بقانون 1977

تنسيق الجامعات 2025.. قائمة كليات يشترط القبول بها اجتياز اختبارات القدرات

موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

صحتك بالدنيا.. اكتشاف مركب فى زيت الزيتون يقتل الخلايا السرطانية خلال 30 دقيقة.. كيف تتشابه أعراض اضطرابات الهضم مع أمراض القلب ومتى تشكل خطورة.. مشروبات تحمى من الجفاف.. واعرفى إزاى تعملى طبق عاشورا صحى

وزير الدفاع الإسرائيلى يعترف: يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو وآساف زمير فى غزة

بعد اعتزال شيكابالا.. هل يسعى الزمالك لتجديد تعاقد عبد الله السعيد

وفاة سائق قطار 43 سنة تعرض لنوبة قلبية بعد توقفه بمحطة التحرير بالبحيرة

الجزائر تحتفل غدا بالذكرى الـ 63 لعيد الاستقلال

فيلم أحمد وأحمد يحصد 6.7 مليون جنيه خلال يومى عرض بالسينمات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى