تونس تسابق الزمن لوقف نزيف الإقتصاد.. الحكومة تستعد لتحريك أسعار الوقود للمرة الثالثة خلال عام.. وزير المالية: الزيادة "مقبولة" ولا يمكن تحمل فرق السعر العالمى.. وإجراءات الإصلاح تصطدم بمعارضة نقابات عمالية

الحكومة التونسية تعالج نزيف الاقتصاد
الحكومة التونسية تعالج نزيف الاقتصاد
كتبت آمال رسلان

دخلت تونس فى سباق مع الزمن لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية ووقف النزيف المتواصل الذى يعانى منه هذا القطاع، حيث تتوالى قرارات الحكومة التونسية منذ بداية العام 2018 وفقا لتوصيات صندوق النقد الدولى، تلك الإجراءات التى بدأت تأتى أوكلها بتسجيل ارتفاع نسبي لأول مرة في نسبة النمو مقارنة بحالة الركود في عامي 2015 و2016.

وفى إطار القرارات الحكومية لبرنامج الإصلاح الإقتصادى قال وزير المالية التونسى رضا شلغوم، إن الحكومة تعتزم تحريك أسعار الوقود لمحاولة تغطية العجز بين سعره المحلى والسعر العالمى، موضحا أنه فى حالة عدم وجود تعديل من قبل الدولة فسيفوق العجز المالى لبند المواد البترولية فقط 4000 مليار، مؤكدا أن الحكومة تعهدت فى مجلس نواب الشعب بأن جزء من الكلفة ستتحملها الدولة فى حين أن الجزء الثانى سيكون عن طريق التعديل فى أسعار المحروقات فى حدود نسبة مقبولة للمواطن.

 وأكد فى حوار اليوم مع إذاعة "موزايك اف ام" التونسية، أن تلك الخطوة تأتى بهدف الحفاظ على التوازنات المالية، لافتا إلى أن سعر برميل البترول محليا والمقرر فى قانون المالية للعام الحالى فى حدود 54 دولار فى حين أن سعره الحالى عالميا يتجاوز الـ 76 دولار، وأشار إلى أن الفترة الانتقالية التى مرت بها تونس كان لها كلفة على ميزانية الدولة وعلى مستوى النمو والتشغيل بالإضافة إلى التأخر فى إنجاز الإصلاحات اللازمة.

 

وأوضح الوزير أنه ليس لدينا موارد ذاتية ضخمة تمكننا من الخروج بسرعة من وضعيتنا الحالية وفى المقابل أن إمكانية تجاوز وضعيتنا ممكن من خلال الإصلاحات فى إطار توافقات اجتماعية وسياسية، مشيرا إلى أن مشكلة الاقتصاد الحقيقية هى سيولة بالأساس ويتطلب تدخل البنك المركزى الذى يتمتع بالاستقلالية والمسئول على إعادة تمويل الاقتصاد وإيجاد التوازنات المالية، مشيرا إلى أن تونس مازالت من بين البلدان التى لم تدخل فى استعمال التقنيات الحديثة لتمويل الاقتصاد.

وكانت تونس قد حركت أسعار المحروقات فى بداية أبريل الماضى لثانى مرة منذ بداية العام، ومن المقرر وفقا لبرنامج الإصلاحات الذى أقره صندوق النقد الدولى لتونس ستقوم الحكومة كل ثلاثة اشهر بمراجعة أسعار المواد البترولية وصولا إلى إلغاء الدعم كليا.

وسجّل الدينار التونسي، تراجعا مقابل الدولار ، ليبلغ 2.605 فيما يواصل انزلاقه أمام اليورو ليبلغ 3.092 في مستويات تاريخية و غير مسبوقة للعملة الوطنية، وفق مؤشرات البنك المركزي التونسي، و سيتسبب تراجع الدينار التونسي أمام باقي العملات الدولية ، في ارتفاع مؤشر التضخم و ارتفاع تكلفة المعيشة في تونس.

وفى تلك الأجواء الاقتصادية الصعبة وإجراءات الإصلاح يشكو التونسيون من غلاء المعيشة، وتطالب النقابات المهنية فى مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل بزيادة الرواتب، فى حين ترفض الحكومة جميع المطالب بل وتنوي تأجيل زيادة رواتب موظفي القطاع العام حتى العام القادمة لتلبية شروط صندوق النقد الدولي للتأهل إلى تلقي شريحة جديدة من قرض.

ووفق مصادر حكومية فإن الوضع صعب والدولة ليس لديها موارد، حيث ترى أن تنفيذ زيادات 2018 يجب أن يكون في 2019 لأن الوضع المالي الحالي لا يسمح بصرف أي زيادات هذا العام، وبلغت نسبة التضخم المسجلة في نهاية أبريل الماضي 7.7% وقد بقيت على حالها في الشهر التالى، وفق بيانات رسمية، فى حين سجل عجز الميزان التجاري، مستوى قياسيا في العام الماضي، بقيمة 15.5 مليار دينار (6.2 مليارات دولار)، بحسب المعهد التونسي للإحصاء.

وفى ظل رفض الحكومة لمطالب اتحاد الشغل بزيادة رواتب العاملين تصاعدت الدعوات لإقالة الحكومة حيث اتفق حزب نداء تونس، والاتحاد على الضرورة القصوى لإيجاد حل سريع للأزمة الراهنة، عبر إنجاز تغيير حكومي شامل والإنطلاق الفوري في تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية المطلوبة، حيث أكد الاتحاد استعداده الكامل  للشروع في إنجاز ما تم الإجماع عليه وطنيا، من إصلاحات اقتصادية، العاجل منها والإستراتيجي ولكن بعد إقالة الحكومة”.

 

 

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وظائف بالأردن براتب 350 دينارا شهريا.. إنشاءات وتربية دواجن أبرز المجالات

3 مواجهات مثيرة اليوم فى الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

%92 من القراء يؤيدون تكثيف حملات ضبط عصابات الاستيلاء على أموال المواطنين

الطقس اليوم.. ذروة الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

قتيل خلال محاولة اقتحام لمقر الحكومة الليبية فى طرابلس


المحطة الأخيرة.. زيارة ترامب للإمارات.. رسائل سياسية واتفاقيات مليارية تعزز 5 عقود من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. ترامب يتعهد بتخفيف معاناة غزة.. بن زايد: استثمار 1.4 تريليون بأمريكا خلال 10 سنوات

أجمل شواطئ مصر فى مطروح والساحل الشمالى تستعد لاستقبال عشاقها.. مدينة مرسى مطروح عاصمة المحافظة تتجمل لاستقبال ملايين المصطافين.. أجهزة المحافظة تستعد لبداية المصيف عقب امتحانات النقل بالمدارس.. صور

الجيش الإسرائيلى يعلن رسميا بدء عملية عربات جدعون وتوسيع الحرب على غزة

يوفر 3715 فرصة عمل.. أبرز المعلومات عن ملتقى توظيف مصر بالقليوبية

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة


إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

رادار المرور يلتقط 1006 سيارات تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

جدول ترتيب الدورى المصرى "دورى نايل".. الأهلى يتصدر

رويترز نقلا عن إن بي سي نيوز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني لليبيا

محمد صلاح ينتقد جماهير ليفربول بسبب معاملة أرنولد

الأمم المتحدة: نضغط بشدة على إسرائيل لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات لغزة

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

إعلام عبرى عن مسئولين بجيش الاحتلال: ترامب بدأ يتخذ خطوات تضر بإسرائيل وتعزلها

تعرف على نص رسالة إبراهيم سعيد من محبسه إلى الجمهور عقب أزمته الأخيرة

أسرة العندليب تحسم الجدل نهائيًا.. جواب بخط يد حبيبته ينسف حقيقة زواجه منها.. وتؤكد: شائعة من ناس مفترض أنهم أصدقاؤه وبعد31 سنة ظهرت الحقيقة.. كنت عايش لأهلك وفنك.. ومرضك خلاك تخاف تتجوز وتظلم معاك زوجة وأبناء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى