هل تعيد تركيا أموال مصر المنهوبة؟.. كيف استولت الدولة العثمانية على ثروات المصريين تحت مسمى "الضريبة".. دعوى تطالب أنقرة برد الأموال التى حصل عليها العثمانيون.. ومؤرخون: تهور وليس قانونيا

شعار الدولة العثمانية وعلم تركيا وأحمد زكريا الشلق ومحمد عفيفى
شعار الدولة العثمانية وعلم تركيا وأحمد زكريا الشلق ومحمد عفيفى
كتب محمد عبد الرحمن

فى دعوى جديدة تطالب باسترجاع الأموال المصرية، تقدم المحامى حميدو جميل، بدعوى قضائية تلزم الحكومة المصرية، بمقاضاة الحكومة التركية، من أجل رد الأموال التى كانت تحصل عليها تركيا ممثلة فى الدولة العثمانية.

 

وكشفت الدعوى المقدمة أمام محكمة القضاء الإدارى، أن مصر استمرت فى دفع الجزية للدولة العثمانية بالخطأ فى الفترة من عام 1915 حتى عام 1955، أى "40عاما"، وبالتحديد بلغ إجمالى ما تم دفعه بالجنيهات الذهبية 23 مليونا و174 ألفا و984 جنيها ذهبا.

 
شعار الدولة العثمانية
شعار الدولة العثمانية
 

وفى عام 1517 اعتبرت مصر جزءا من الدولة العثمانية، وذلك بعد انتصار الجيش العثمانى بقيادة السلطان سليم الأول على القائد والسلطان المملوكى طومان باى، وإعلانه مصر ولاية عثمانية، وبذلك أصبحت ملزمة بدفع الجزية سنويا مقابل حمايتها.

 

وكانت تلك الجزية يحددها السلطان العثمانى، فعلى سبيل المثال فى عام 1866 أصدر السلطان فرمانا بزيادة الجزية التى يستوجب على الخديو إسماعيل دفعها من 376.000 جنيه إلى 720.000 جنيه، وذلك مقابل منحه لقب خديو بدلا من والى، وكانت تلك الأموال يدفعها الحاكم ولا يسمح للحاكم السابق مغادرة مصر حتى يدفع ما عليه من غرامات.

الدولة العثمانية
الدولة العثمانية
 

وحسبما يذكر كتاب "تاريخ مصر الجزء الرابع - المجلد الثانى، الجزء 3"، للمؤرخ ساويرس بن المقفع، بأن بداية دخول الجبايات والجزية المدفوعة للدولة العثمانية بدأ فى مصر فى عهد السلطان العثمانى محمد الأول (1730- 1754)، حيث أصدر فى ربيع أول 1147 هـ/ أغسطس 1734 ثلاث فرمانات إلى السلطة الحاكمة فى مصر بخصوص تنظيم ضريبة الجوالى، ويقضى الفرمان الأول بأخذ الجوالى من الملتزمين المماليك ويعطى لأمانة الباشا العثمانى، وقضى الفرمان الثانى بتقسيم النصارى واليهود إلى ثلاث فئات الأولى تدفع 400 بارة والوسطى 200 بارة والأخيرة 100 بارة.

 

وينقل الكاتب مما أورده أحمد شلبى بأن النظام الجديد لضريبة بدأ فى مصر فى أكتوبر عام 1734، لكن هل ما دفع من أموال يمكن استرجاعه، وهل يحق لمثل تلك الدعوى المذكورة أعلاه، أن تعود بما دفعته الدولة من أموال المواطنين للدولة العثمانية، أم أنها دعوات لا قيمة لها أمام القانون الدولى؟

 
محمد عفيفى
محمد عفيفى
 

الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، قال إن مثل هذه الدعاوى ظهرت من قبل، فالبعض طالب برد تعويضات من المملكة البريطانية تعويضا عن سنوات الاحتلال الإنجليزى لمصر، وآخرون يتحدثون عن سلفة قدمتها الحكومة المصرية لنظيرتها البريطانية إبان فترة الاحتلال والحرب العالمية الثانية فيما سمى بالقصيدة الاسترلينية، وأخيرا الدعوات التى تطالب برد الجزية التى دفعت للدولة العثمانية.

 

وأضاف "عفيفى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الأمور فيما تخص ذلك لا تحكم هكذا، وينظمها القانون الدولى، مشيرا إلى أن العلاقات فيما يخص مصر وبريطانيا وتركيا، تمت فيها العديد من الاتفاقات الدولية وتم حل أى أزمة، وليس من الطبيعى خروج دعوات تطالب برد أموال بعد عشرات السنين وكان المسئولون حينها لا يفكرون.

 

وأوضح الدكتور محمد عفيفى أن مثل هذه الدعوات ليست قانونية ولا نستطيع تنفيذها، وأنها دائما ما تظهر كنوع من الحس الوطنى، وعادة يكون صاحبها ليس مؤرخا أو عالما بالتاريخ، متما: التاريخ ليس له علاقة بما يظهر من دعوات.

 
احمد زكريا الشلق
احمد زكريا الشلق
 

بينما قال الدكتور أحمد زكريا الشلق، إن هذه الدعوات ليس لها قيمة، خاصة أنها انتهت من زمن وكانت تحدث بالتراضى، موضحا: "مكناش بنبقشش على السلطان العثمانى، لكن أموال تدفع بالتراضى من كل الولايات التابعة للدولة مقابل الدفاع عنها".

 

وأضاف "الشلق" أن الدولة العثمانية احتلت مصر، وحولتها من دولة مستقلة ذات سيادة إلى ولاية تابعة لها، وكنا جزءا منها وبالتالى سار علينا ما يسير على الولايات الأخرى، بدفع ما يسمى "الخراج" لأن الجزية كان يدفعها غير المسلمين، من أجل الدفاع عنهم، كونهم فشلوا فى ذلك.

 

وأتم الدكتور أحمد زكريا الشلق بأن خروج مثل هذه الدعوات من حين إلى آخر ليس لها قيمة، وهى نوع من التهور الذى يظهر وقت الخلافات السياسية.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

الأكثر قراءة

تطورات ملف رحيل وسام أبو علي.. أخر 3 عروض وموقف الأهلي واللاعب

جنازة جوتا.. أرنى سلوت وفان دايك و"الريدز" فى مقدمة الحضور.. صور

ندوة اليوم السابع تتساءل عن استعداد القوى السياسية لانتخابات مجلس الشيوخ.. المشاركون: سنكون أمام أكبر تحالف انتخابى.. 13 حزبا وتجمعا سياسيا فى "القائمة الوطنية من أجل مصر" والاستحقاق النيابى القادم نقلة تاريخية

عودة منتخب ناشئي اليد غدا بعد احتلال المركز السادس ببطولة أوروبا المفتوحة

هل يكون وسام أبو علي اللاعب رقم 8 فى قائمة الراحلين عن الأهلى؟


بعد اهتمام الأهلى والزمالك.. البنك يتمسك باستمرار أحمد ربيع فى الموسم المقبل

البرتغال تودع جوتا اليوم.. وليفربول يخصص رحلة جوية لحضور الجنازة

حادثة تهز تونس.. زوج يقتلع عينى زوجته للحصول على كنز.. اعرف التفاصيل

رغم الإغراء الإماراتى.. إبراهيم عادل يبحث عن الاحتراف الأوروبى بين العروض الـ3

فى قلب البحر الأحمر.. القصير أكبر محطات الفوسفات فى مصر والعالم.. أنشأ فيها الإيطاليون مستعمرة كاملة واستخدموا أول تلفريك وقطارات لنقل الخام قبل قرن من الزمن.. و"كافى" أول سفينة فوسفات تبحر إلى الهند 1916.. صور


الطقس اليوم السبت 5-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

الزمالك يستعد للموسم الجديد بلائحة قوية من إعداد يانيك فيريرا

باشتراك شهرى يبدأ من 20 جنيها.. نظام جديد لتأمين دخل العمالة غير المنتظمة

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

ذكرى وفاة رجاء الجداوى.. حكايات للفنانة الراحلة مع خالتها تحية كاريوكا

بالميراس ضد تشيلسي.. بالمر يفتتح أهداف البلوز بالدقيقة 16 "فيديو"

كومبانى: مواجهة سان جيرمان تحدى كبير.. وسنقدم كل ما لدينا للفوز

اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى

تصل إلى الحبس 7 سنوات.. عقوبة تنتظر السائق المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى