كيف حطمت جميلات "فارس" قيود المرشد فى ملعب "آزادى" × 20 صورة؟.. متشددون حاولوا عرقلة قرار دخول النساء للملاعب وروحانى تدخل لإنهاء الأزمة.. وظهور قوى للجنس الناعم لمشاهدة مباراة إيران والبرتغال

إيرانيات يشجعن المنتخب الوطنى الإيرانى إلى جانب الرجال

كتبت - إسراء أحمد فؤاد

الإثنين، 25 يونيو 2018 12:30 م

حطم الجنس الناعم فى إيران قيود المرشد التى فرضت عليهن قوانين تمنعهن من الدخول إلى الملاعب الرياضية لمشاهدة فريقهم المفضل، لكن خففت طهران مؤخرا هذا الحظر بعد أن قررت السلطات الإيرانية فتح أكبر ملاعب لكرة القدم فى طهران أمام آلاف النساء والرجال لأول مرة منذ الثورة الإيرانية فى 1979، وفتح مساء الأربعاء الماضية ملعب "آزادى" الحرية أبوابه أمام النساء والعوائل الإيرانية لأول مرة منذ 4 عقود لمشاهدة مباراة المنتخب الإيرانى والإسبانى على شاشات كبيرة نصبت خصيصا داخل الملعب.

وبحسب تقارير إيرانية جاء قرار فتح "ستاد ازادى" الذى يتسع لنحو 100 ألف شخص فى العاصمة الإيرانية لعرض مباراة المنتخب الإيرانى فى كأس العالم روسيا 2018، حيث أصدر وزير الداخلية الإيرانى عبد الرضا رحمانى فضلى تصريح قبل دقائق من بدء المباراة يجيز دخول النساء إلى الملعب، وبحسب تقرير نشره موقع عصر إيران الإلكترونى، لم تطبق بلدية العاصمة القرار وبقى معلق لساعات، مما أدى إلى احتجاج مئات الأسر والفتيات أمام بوابة الملعب، وفى النهاية تدخل مكتب روحانى بشكل مباشر لإنهاء الأزمة.

الايرانيات فى الملاعب

وأشارت معصومة ابتكار مساعدة روحانى لشئون المرأة، إلى أن روحانى تدخل مباشرة من أجل فتح أبواب الملعب أمام الجماهير الإيرانية، معتبرة أن "مفتاح الملعب فى يد روحانى"، قائلة "تم فتح أبواب ملعب آزادى بتعليمات شخصية من روحانى". واعتبر نشطاء إيرانيون أن السماح بدخولهن يوم الأربعاء الماضى إلى الملعب تعد خطوة أولى على طريق تحقيق مطالبهن. بينما قالت عضو البرلمان طيبة سياوش التى تقوم بحملة منذ فترة للسماح للنساء بمشاهدة المباريات مباشرة في الملاعب، إنها تأمل أن يمهد القرار الطريق لتغيير أوسع فى السياسة.

ويأمل الإيرانيون فى تكرار الحدث والسماح لهن بدخول الملعب الإثنين لمشاهدة مباراة إيران والبرتغال، وصرحت النائبة الإيرانية لوكالة إيسنا "فور أن يظهر المشجعون احترامهم للقوانين، نأمل أن يكون من الممكن عرض مباراة إيران والبرتغال فى نفس الملعب (الإثنين المقبل) وسيكون ذلك مؤشرًا على بدء مشاهدة العائلات للمباريات التى تجرى فى إزادى".

المراة الإيرانية

ويعود قرار حرمان النساء من الحضور في الملاعب الرياضية لأول مرة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، بدعوى حمايتهن من السلوكيات المشينة للمشجعين الذكور، وينص القانون على منع حضور المرأة فى الملاعب خوفا من الاختلاط مع الرجال على حد قول المسئولين.

ومع تزايد الضغوط والحظر الذى يمارسه النظام على المرأة، قامت بعض النساء بمجازفات متحدية قوانين المرشد، وقامت التخفى فى زى رجال لدخول الملاعب، غير أن السلطات تمكنت مؤخرا من اكتشاف تلك الحالات وألقت القبض عليهن، ففى مايو الماضى اعتقلت السلطات فتاة تسللت من بين الجماهير إلى ملعب آزادى بالعاصمة طهران، مرتدية ملابس رجال، لحضور مباراة كرة القدم بين فريقى استقلال طهران والعين الإماراتى، وتعددت تلك الحالات ففى يونيو 2014، اعتقلت السلطات طالبة الحقوق غونشه قوامى وعدة نساء أخريات، حين حاولن حضور مباراة فى "الدورى العالمى للكرة الطائرة" الرياضى فى طهران.

المرأة الايرانية

وتحت ضغط دعوات المنظمات الأجنبية العالمية الرافضة لقانون حرمان النساء، حيث أطلقت هيومن رايتس ووتش حملة #Watch4Women، فى أكتوبر 2015، وحثّت مسئولين من الاتحاد الدولي للكرة الطائرة على استبعاد إيران من استضافة مسابقات كرة الطائرة، حتى تنهى حظر مشاهدة المباريات على النساء، ومع تأكيد رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) سيب بلاتر، على رفع الحظر المفروض على حضور النساء مباريات كرة القدم فى الملاعب، تم تخفيف القيود بعض الشىء من خلال قرار أصدرته وزارة الرياضة فى عام 2015 للسماح بحضورهن مباريات بطولة العالم للكرة الطائرة التى أقيمت فى مايو من نفس العام، الأمر الذى أغضب أنصار حزب الله المتشددة وهددت وقتها بقمع دموى للنساء حال تنفيذ القرار.

وتحدت المرأة سلطة المرشد، بعدما خلى ملعب آزادى من النساء فى مباراة التأهل لكأس العالم فى روسيا 2018، بين المنخب الإيرانى والأوزبكستانى والتى أقيمت مايو العام الماضى، حيث خرجن فى الشوارع إلى جانب الرجال للاحتفال بهذا الإنجاز ولم يمنعهن قانون الحرمان من دخول الملعب من النزول إلى أيضا إلى الشوارع وتقديم الرقصات ابتهاجا بالصعود للمونديال.

ولاتزال المرأة الإيرانية غير مسموح لها التواجد فى مباريات كرة القدم والسباحة والمصارع للرجال، رغم السماح لهن بحضور بعض مباريات كرة الطائرة والسلة والتنس واليد، لكن تعوّل النساء على حكومة روحانى المعتدلة المناهضة لحرمانهن من الذهاب إلى الملاعب الرياضية، فى منحهن حقوق مساوية للرجال فى دولة المرشد، ونيل المزيد من الحريات الشخصية.