صور.. قصة جاسوس أرسله زعيم كوريا الشمالية للتفاوض مع الأمريكان.. كيم جونج أون بعث مساعده الخاص للحديث مع بومبيو.. وفورين بوليسى: مسئول بيونج يانج الموجود بواشنطن ساعد كيم للصعود للرئاسة ونجا من عمليات التطهير

قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن مبعوث زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، إلى واشنطن كيم يونج تشول، هو جاسوس سابق، أحسن الزعيم الكورى اختياره للتفاوض مع وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، بسبب خلفية بومبيو الاستخباراتية بحكم أنه شغل منصب مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل توليه حقيقبة الخارجية.

ونقلت المجلة الشهيرة عن المسئولون قولهم إن اجتماع كيم يونج تشول فى نيويورك مثل أعلى زيارة لأى مسئول كورى شمالى إلى الولايات المتحدة، خلال 18 عاما، بهدف إنقاذ القمة المرتقبة يوم 12 من الشهر الجارى فى سنغافورة.

وأوضحت أن الاجتماع الرسمى لكوريا الشمالية مع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو لإنقاذ المحادثات النووية مثله رئيس تجسس سابق مرتبط ببعض من العمليات العسكرية رفيعة المستوى فى بلاده فى السنوات الأخيرة، بما فى ذلك الهجوم الإلكترونى على سونى بيكتشرز عام 2014 والذى تسبب فى إحراج واسع النطاق للشركة والملايين فى الخسائر.

كيم يونج شول

والتقى كيم مع بومبيو فى نيويورك مساء الأربعاء فيما وصفها المسؤولون بأنها أعلى زيارة إلى الولايات المتحدة لكوريا الشمالية منذ 18 عاما، وكانا يتناولان طعامهما المكون من سمك الفيليه والآيس كريم بالفانيليا، وفقا لوزارة الخارجية، قبل أن يعاودا إجراء محادثات رسمية صباح الخميس.

وذكر تقرير فورين بوليسى أن تلك المحادثات وإمكانية أن يقوم الرجلان بتأسيس علاقة شخصية تشكل أساسا محوريا بالنسبة لاحتمالات عقد قمة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونغ أون بهدف تخليص بيونج يانج من برنامجها النووى، وفقا للمحللين.

وقال ميكى بيرجمان، وهو مفاوض مخضرم مع الكوريين الشماليين ونائب رئيس مركز ريتشاردسون للمشاركة العالمية، وهى منظمة غير ربحية مكرسة لضمان إطلاق سراح السجناء السياسيين فى جميع أنحاء العالم: "إن الأمر يتعلق بالمزيد من العلاقات الشخصية، لأننى أعرف مقدار القيمة التى يضعها الكوريون الشماليون فى هذا الأمر".

المبعوث الكورى الشمالى إلى أمريكا

ولفتت المجلة إلى أن كيم هو واحد من أقوى الشخصيات الكورية ويجلس دائما وراء الكواليس ويبقى على قيد الحياة مهما كانت المعارك فى نهاية المطاف، على حد وصف دبلوماسيين ومسئولين استخباراتيين سابقين.

ويشير ظهوره كدبلوماسية كوريا الشمالية مع واشنطن إلى أنه يتمتع بنفوذ غير عادى فى بلد يدور بشكل شبه حصرى حول الزعيم كيم جونغ أون.

وقد خدم كيم البالغ من العمر 73 عامًا، وهو نائب رئيس حزب العمال الحاكم فى البلاد، ثلاثة أجيال من الديكتاتوريين الكوريين الشماليين، وتمكن من النجاة من موجة مميتة من عمليات التطهير التى أوقعت العديد من نظرائه فى أعلى المستويات فى حكومة كوريا الشمالية بعد أن تولى كيم جونغ أون منصبه فى عام 2011.

وقال سو مى تيرى، وهو محلل سابق فى وكالة الاستخبارات المركزية، وهو الآن زميل بارز فى كوريا فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "جاء كيم جونغ أون إلى السلطة وطهر مئات الأشخاص ولم ينج هذا الرجل من التطهير فحسب، بل نجح فى أن يصبح الذراع اليمنى للزعيم". لأنه "يمكنه التحدث باسم كيم جونغ أون. لا أعرف أى شخص آخر يمكنه فعل ذلك"، وفقا لتيرى.

وحكت المجلة أنه بين عامى 2009 و2016، كان الجنرال كيم يترأس وكالة الاستخبارات والأمن السيبرانى فى كوريا الشمالية، ومكتب الاستطلاع العام، حيث كان مرتبطًا بهجمات إلكترونية سيئة الانتشار ضد الغرب والهجمات القاتلة ضد كوريا الجنوبية.

ويعتقد مراقبون أنه تم تخفيض رتبته لفترة وجيزة فى عام 2012 بعد جولة من شبكات التجسس الكورية الشمالية فى كوريا الجنوبية لكنه عاد للظهور بعد ما وصف بأنه "إعادة تأهيل".

وقد ساعد فى رعاية كيم جونغ أون أثناء صعوده إلى السلطة، وفقا لجونغ باك، الباحثة فى معهد بروكينجز التى عملت كمحللة فى وكالة الاستخبارات المركزية. وقالت: "إن منظمة التجسس مهمة للغاية.. خاصة أثناء عملية التنصيب لذا يجب عليه أن يفعل شيئًا ما فى هذا الموقف بشكل جيد لمدة سبع سنوات حتى يأتمنه كيم".