بعد سقوط ألمانيا من عرش المونديال.. أنجيلا ميركل تواجه شبح السقوط من قيادة أوروبا لصالح فرنسا.. انقسامات القارة حول سياسة الهجرة تلقى بظلالها على الداخل.. والمرأة الحديدية عليها الاختيار بين منصبها ومبادئها

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
كتب - بيشوى رمزى
صدمة كبيرة تواجهها ألمانيا بالخروج من بطولة كأس العالم، المقامة حاليا فى روسيا، من الدور الأول، إثر هزيمة المنتخب الألمانى المفاجئة من نظيره الكورى الجنوبى بهدفين دون مقابل، وبالتالى السقوط من عرش كرة القدم العالمية، خاصة وأنه الفريق الفائز باللقب فى نسخته الأخيرة فى عام 2014، إلا أن الهزيمة الرياضية ربما لن تكن الحدث الأسوأ بالنسبة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هذا الأسبوع، فى ضوء العديد من التحديات الصعبة التى تواجهها خلال المرحلة الراهنة.

ميركل، التى احتفظت بمنصبها فى قيادة ألمانيا لأربعة فترات متتالية وجعلت من نفسها أيقونة الوحدة الأوروبية، ربما تواجه معضلة حقيقية إثر حالة الانقسام تجاه السياسات التى تتبناها المستشارة الألمانية فيما يتعلق بمسألة الهجرة سواء فى الداخل الألمانى أو على المستوى الجمعى الأوروبى، وهو الأمر الذي يطرح العديد من الشكوك حول قدرة "المرأة الحديدية" على استعادة زمام الأمور فى المرحلة المقبلة.

معضلة ميركل.. صعود القوميين فى الداخل والخارج

لعل المشكلة التى تواجهها المستشارة الألمانية قد تجلت ملامحها فى الانتخابات الأخيرة، والتى عقدت فى العام الماضى، فعلى الرغم من نجاحها فى الاحتفاظ بمنصبها على رأس السلطة لفترة رابعة، إلا أنه فى المقابل تمكن التيار القومى المناوئ للهجرة من تحقيق نجاح غير مسبوق، ليمثل تهديدا حقيقيا لتوجهات ميركل وائتلافها المكون من الحزب الديمقراطى المسيحى، والاتحاد المسيحى الاشتراكى داخل البرلمان.

وصعود القوميين فى برلين تزامن مع مستجدات دولية وقارية، كانت بمثابة صفعات قوية على وجه ميركل منذ ما قبل الانتخابات الألمانية، لعل أهمها خسارة الحليف الأمريكى، والذى كان أكبر الداعمين للمستشارة الألمانية على المستوى الدولى، فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، إلا أن الأمور تغيرت مع صعود ترامب، ذو التوجهات القومية، لرأس السلطة فى الولايات المتحدة، والذى لا يشاركها توجهاتها سواء الداعمة للهجرة أو حتى الوحدة الأوروبية.

ميركل بين ترامب وأوباما
ميركل بين ترامب وأوباما

وربما كان صعود ترامب ملهمًا للكثير من التيارات القومية فى القارة العجوز، حيث تمكنت العديد من الأحزاب اليمينية من تحقيق مكاسب غير مسبوقة، داخل العديد من دول الاتحاد الأوروبى، من بينها ألمانيا، وذلك فى الوقت الذى سيطر فيه القوميين على مقاليد السلطة فى دول أخرى، وعلى رأسها إيطاليا، لتشهد الكتلة الأوروبية مرحلة جديدة من الانقسام.

انشقاق سياسى.. تحالف ميركل على شفا الانهيار

والانقسام لم يتوقف على الاتحاد الأوروبى، بل امتد إلى الداخل الألمانى، وكذلك إلى داخل التحالف الحاكم فى برلين، فى ظل الخلاف بين المستشارة الألمانية ووزير داخليتها، حول كيفية التعامل مع أزمة المهاجرين، وهو ما يمثل تهديدًا صريحًا لفكرة بقاء الحكومة الألمانية فى المرحلة الحالية.

فمن جانبه، قدم شريك ميركل فى التحالف هورست سيهوفر، زعيم الاتحاد الاشتراكى المسيحى والذى يشغل منصب وزير الداخلية فى الحكومة الحالية، خطة للتعامل مع اللاجئين، تقوم على رفض طلبات اللجوء من المسجلين فى أى دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبى، ويعطى الحق للشرطة بترحيلهم فورا على الحدود، وهو الأمر الذى ترفضه ميركل باعتباره مخالفا لمبدأ حرية الحركة بين دول الاتحاد، ويمثل أساسا لفكرة الوحدة الأوروبية، التى طالما ما أعربت عن دعمها لسنوات منذ صعودها إلى قمة المشهد السياسى فى برلين، ولكن يبقى رفض ميركل لمقترح وزير داخليتها سببًا لحالة من الانشقاق غير المسبوق، الذى ربما يؤدى إلى انهيار التحالف الحاكم، وهو الأمر الذى أكده سيهوفر، والذى دعا المستشارة إلى إيجاد خطة بديلة لمعالجة أزمة اللاجئين فى أقرب وقت ممكن.

 
ميركل وملامح القلق تبدو طاغية على وجهها فى اجتماع وزارى
ميركل وملامح القلق تبدو طاغية على وجهها فى اجتماع وزارى

 

الخيار الصعب لميركل.. ألمانيا أم أوروبا

وهنا يبقى الخيار واضحًا أمام المستشارة الألمانية، إما أن تتخلى عن مبادئها الأوروبية الداعمة للوحدة، وبالتالى تتنازل عن قيادتها للاتحاد الأوروبى، أو أن تترك تحالفها فى مهب الريح، وهو ما يعنى أنها سوف تخاطر بمنصبها الذى احتفظت به منذ عام 2005.

ويرى قطاع كبير من المحللين أن أوروبا تحتاج فى المرحلة الراهنة، إلى قيادة جديدة، فى ضوء مطالبات عدة بالإصلاح، وربما يصعد على السطح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والذى تمكن منذ وصوله إلى الإليزيه فى العام الماضى من فرض اسمه بقوة على الساحة الأوروبية فى ظل رؤيته الإصلاحية.

وفى المقابل، لم تتجاهل ميركل، ماكرون، قبل المواجهة التى سوف تخوضها أمام الدول الأوروبية ذات النزعات القومية، حيث حرصت على تنسيق موقف موحد مع باريس قبل القمة الأوروبية، يوم الأحد المقبل، وذلك فى إطار حشد أكبر عدد من القوى الأوروبية للوصول إلى اتفاق حول الهجرة، فى إطار ما يشبه الصفقة، والتى تقوم على الحصول على دعم فرنسا للرؤية الألمانية فى هذه المسألة، مقابل دعم برلين لطموحات باريس لتحقيق تضامن مالى بين دول الاتحاد الأوروبى  من خلال إرساء ميزانية مشتركة للتكتل.

 
ميركل لم تجد سبيلا آخر سوى التنسيق مع ماكرون
ميركل لم تجد سبيلا آخر سوى التنسيق مع ماكرون

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الخميس 21-8-2025

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

جمهور الراب يستقبل ألبومين جديدين لويجز ومروان موسى 29 أغسطس

"MAGA" تضغط على واشنطن بعد هروب مسئول إسرائيلى مدان بجرائم جنسية ضد الأطفال

اجتماعات فى طرابلس بين البعثة الأممية وقيادات أمنية قبل جلسة مجلس الأمن بشأن ليبيا


شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

مدفيديف: روسيا ترفض نشر قوات الناتو تحت مسمى قوات حفظ سلام فى أوكرانيا

ميسارفوت.. حركة يقودها مراهقون إسرائيليون لرفض حرب نتنياهو ضد غزة.. اندبندنت: تزايد أعداد الشباب الرافضين للتجنيد العسكرى.. يؤكدون: لن نلتحق بجيش يرتكب إبادة جماعية.. وفرار 100 ألف جندى.. وأهالى الرهائن يصعدون

الصحة: 125 مليون شخص حول العالم يتأثرون نفسيا وجسديا لإصابتهم بالصدفية

المتحدة تعلن الشراكة مع تيك توك لنقل الافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير


أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. السويد تطلب المشاركة فى الضمانات الأمنية لأوكرانيا.. روسيا تعاقب إعلام ومنظمات غير الحكومية ببريطانيا.. مسئول فلسطينى يدعو العالم لاختصار الوقت فى مواجهة الاحتلال

أخبار الرياضة المصرية اليوم الأربعاء 20-8-2025

اعترافات صادمة.. المتهم بتصوير السيدات بحمام كافية: باستمتع

براءة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان فى الطالبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى