كيف استفاد بوتين من المونديال؟.. البريستيج والاقتصاد والدعاية نقاط أحرزها الرئيس الروسى

أربع سنوات من العقوبات الغربية على روسيا اخترقها المونديال فى أسبوعين.. يمكن لهذه العبارة تفسير نظرات السعادة على وجه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وهو يجنى مكاسب ضخمة من كأس العالم بعيدا عن كرة القدم.

المركز الدولى

بحسب CNN فإنه وبعد أسبوعين على بداية المونديال نجح الرئيس الروسي فى استثماره فى أشياء أخرى لا علاقة لها بالكرة فهناك عدة لقاءات تمت مع سياسيين وقادة حول العالم منهم مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، ومن الاجتماع الأخير تم ترتيب لقاء قمة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسهولة لم تحدث من قبل عندما كانت هناك محادثات لترتيب لقاء بين الرئيسين فى أول شهر من حكم ترامب.

ولا ننسى أن جون بولتون بلغ به الإعجاب ببوتين وتنظيم روسيا لكأس العالم، أن سأله "كيف تمكنتم من تنظيم كأس العالم بهذا النجاح؟".. فى إشارة لكون أمريكا تنتظر استضافة كأس العالم 2026 والذى يعد ملفا مهما للإدارة الأمريكية كون الولايات المتحدة لا تعطى كرة القدم التى نعرفها نفس القدر من الاهتمام الذى تحظى به ألعاب أخرى.

وهناك أيضا لقاءات سياسية ستتم بحجة كأس العالم فى روسيا حيث دعت موسكو رسميا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن لحضور المباراة النهائية فى 15 يوليو، وإن كان نتنياهو لم يرد بعد فإن أبو مازن أعلن أنه سيكون حاضرا فى المباراة، وهذا يعنى تأكيد لقاءه مع بوتين.

الدعاية

الصورة العامة لروسيا تحسنت أيضا حيث إن بوتين أظهر للعالم أنه يمكنه أن يكون "مضيفا كريما" وعلى حد قول صحيفة "التليجراف" لم تكن هناك شكاوى من الفنادق أو الأمن حتى مع الأخبار التى نشرت فى الصحف العالمية عن تهديد داعش لكأس العالم انتقاما من دور روسيا فى سوريا، بل إن الشكوى الوحيدة على حد قول بعض الساخرين كانت شكوى رونالدو من مشجعى إيران الذين تجمعوا لإحداث ضجيج تحت غرفته فى الفندق لمنعه من النوم قبل مباراة إيران والبرتغال.

كذلك تعد استضافة كأس العالم هى الجزء الثانى من استضافة الأولمبياد فى دورة سوتشى وهما حدثين رفعا مكانة روسيا كدولة سياحية وصديقة للرياضيين.

الاقتصاد

روسيا تخضع لعقوبات غربية وأمريكية يتم تشديدها بين حين وأخر، ولكن هذه العقوبات تم خرقها مرات عديدة بفضل السياح ورجال الأعمال الأجانب الذين تدفقوا على موسكو، وبحسب وكالة رويترز، فإن المونديال وبعد نهاية الأسبوع الثانى تسبب فى انخفاض نسبة التضخم وارتفعت قيمة العملة الروسية حيث ذكرت وسائل إعلام روسية أن الاقتصاد انتعش بمعدل 1% بسبب منشأت كأس العالم والاستثمار فيها ونسبة الحجوزات فى الفنادق. وارتفع الناتج المحلى 0.2% فى الربعين الثانى والثالث من العام الحالى.

صورة بوتين نفسه

حتى الرئيس الروسى بعيدا عن اللقاءات السياسية يشهد مناخا من التفاؤل حيث اختفت الأخبار حول اتهامات إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، كذلك لا أحد يفتح ملف سوريا فى الإعلام الغربى الأن، بينما هناك تركيز على صورة بوتين نفسه وهو يلعب الكرة بالقرب من الميدان الأحمر بموسكو يوم 28 يونيو.