آية و5 تفسيرات.. والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا

الآية رقم 73 من سورة الفرقان
الآية رقم 73 من سورة الفرقان
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء التاسع عشر، هى الآية رقم 73 من سورة الفرقان، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا".
 

تفسير ابن كثير

قوله (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ) (و ) هذه من صفات المؤمنين (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) [الأنفال: 2 ]، بخلاف الكافر، فإنه إذا سمع كلام الله لا يؤثر فيه ولا يقصر عما كان عليه، بل يبقى مستمرا على كفره وطغيانه وجهله وضلاله، كما قال تعالى: ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين فى قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) [ التوبة: 124 - 125 ].
فقوله: ( لم يخروا عليها صما وعميانا ) أى: بخلاف الكافر الذى ذكر بآيات ربه، فاستمر على حاله، كأن لم يسمعها أصم أعمى.
قال مجاهد: قوله: ( لم يخروا عليها صما وعميانا ) لم يسمعوا: ولم يبصروا، ولم يفقهوا شيئا.
وقال الحسن البصرى: كم من رجل يقرؤها ويخر عليها أصم أعمى.
وقال قتادة: قوله تعالى: ( والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ) يقول: لم يصموا عن الحق ولم يعموا فيه، فهم - والله - قوم عقلوا عن الله وانتفعوا بما سمعوا من كتابه.
 
 

تفسير البغوى

(والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا) لم يقعوا ولم يسقطوا، (عليها صما وعميانا ) كأنهم صم عمى، بل يسمعون ما يذكرون به فيفهمونه ويرون الحق فيه فيتبعونه، قال القتيبى لم يتغافلوا عنها، كأنهم صم لم يسمعوها وعمى لم يروها.

 

تفسير ابن عاشور

أريد تمييز المؤمنين بمخالفة حالة هى من حالات المشركين وتلك هى حالة سماعهم دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وما تشتمل عليه من آيات القرآن، وطلب النظر فى دلائل الوحدانية، فلذلك جىء بالصلة منفية لتحصيل الثناء عليهم مع التعريض بتفظيع حال المشركين، فإن المشركين إذا ذُكّروا بآيات الله خَرُّوا صُمّاً وعمياناً كحال من لا يحبّ أن يرى شيئاً فيجعل وجهه على الأرض، فاستعير الخرور لشدة الكراهية والتباعد بحيث إن حالهم عند سماع القرآن كحال الذى يخرّ إلى الأرض لئلا يرى ما يكره بحيث لم يبق له شيء من التقوم والنهوض، فتلك حالة هى غاية فى نفى إمكان القبول .

ومنه استعارة القعُود للتخلف عن القتال، وفى عكس ذلك يستعار الإقبال والتلقى والقيام للاهتمام بالأمر والعناية به .
ويجوز أن يكون الخرور واقعاً منهم أو من بعضهم حقيقة لأنهم يكونون جلوساً فى مجتمعاتهم ونواديهم فإذا دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام طأطأوا رؤوسهم وقربوها من الأرض لأن ذلك للقاعد يقوم مقام الفرار، أو ستر الوجه كقول أعرابى يهجو قوماً من طيء، أنشدهُ المبرد :
إذا ما قيل أيُّهم لأى ... تشابهتْ المناكِبُ والرؤوس 

 

إعراب القرآن لـ قاسم دعاس

(وَالَّذِينَ) اسم موصول معطوف على ما قبله (إِذا ذُكِّرُوا) إذا ظرف يتضمن معنى الشرط وماض مبنى للمجهول ونائب فاعل وجملة ذكروا مضاف إليه (بِآياتِ) متعلقان بذكروا (رَبِّهِمْ) مضاف إليه والهاء مضاف إليه (لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا) المضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل وصما مفعول به والجار والمجرور متعلقان بيخروا (وَعُمْياناً) معطوف على صما والجملة جواب إذا لا محل لها.

 

تفسير الوسيط لـ طنطاوى

ثم بين- سبحانه- سرعة تأثرهم وتذكرهم، وقوة عاطفتهم نحو دينهم فقال: وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ، لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً.

والمراد بآيات ربهم، القرآن الكريم وما اشتمل عليه من عظات وهدايات..
أى: أن من صفات هؤلاء المتقين أنهم، إذا ذكرهم مذكر بآيات الله- تعالى- المشتملة على المواعظ والثواب والعقاب، أكبوا عليها، وأقبلوا على المذكّر بها بآذان واعية، وبعيون مبصرة، وليس كأولئك الكفار أو المنافقين الذين ينكبون على عقائدهم الباطلة انكباب الصم العمى الذين لا يعقلون، وينكرون ما جاءهم به رسول ربهم بدون فهم أو وعى أو تدبر.
فالآية الكريمة مدح للمؤمنين على حسن تذكرهم وتأثرهم ووعيهم، وتعريض بالكافرين والمنافقين الذين يسقطون على باطلهم سقوط الأنعام على ما يقدم لها من طعام وغيره.
قال صاحب الكشاف: قوله: لَمْ يَخِرُّوا.. ليس بنفي للخرور، وإنما هو إثبات له، ونفى للصمم والعمى، كما تقول: لا يلقاني زيد مسلّما هو نفى للسلام لا للقاء.
والمعنى: أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها، وأقبلوا على المذكر بها، وهم في إكبابهم عليها، سامعون بآذان واعية. مبصرون بعيون راعية، لا كالذين يذكرون بها فتراهم مكبين عليها.. وهم كالصم العميان حيث لا يعونها كالمنافقين وأشباههم .
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ذكرى ميلادها.. سلطانة الطرب منيرة المهدية.. صنعت المجد من مقهى صغير

بعد حريق كورنيش النيل.. اقرأ نصائح الحماية المدنية لتجنب حرائق الأشجار

مايا دياب تحيى حفلاً غنائياً فى البحرين.. 29 مايو الجارى

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

مع ارتفاع درجات الحرارة.. كيف تحافظ على سلامة سياراتك أثناء القيادة؟


"فرحة فى القلعة الحمراء".. حارس الأهلى مصطفى مخلوف يحتفل بخطوبته (صور)

انتصاران في 7 مباريات.. ماذا قدم الزمالك في غياب زيزو؟

10 صور من عقد قران الفنان يوسف حشيش والشاعرة منة عدلى القيعى

18 صورة من حفل زفاف هيا كتكت ابنة أمل رزق بحضور نجوم الفن

برشلونة يتوج بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ28 فى تاريخه بعد فوزه على إسبانيول


خالد زكي ورانيا فريد شوقي ومنال سلامة ووئام مجدى فى حفل زفاف ابنة أمل رزق

جدول ترتيب الدورى المصرى بعد قرار لجنة التظلمات.. الأهلى يتصدر

المغرب تسجل الهدف الأول فى شباك مصر بكأس أفريقيا للشباب

مفيش إعادة مباراة.. ومفيش خصم نقاط.. قرارات لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة

بيراميدز بعد قرار عدم خصم نقاط من الأهلي: هنجيب حقنا من كاس.. وهنكمّل الدوري

خبير لوائح: من المرجح إلغاء قرار لجنة التظلمات من المحكمة الرياضية الدولية

مندوب الأردن: استضافة بغداد لقمتين عربيتين يعكس قدرة العراق فى تعزيز العمل العربى

كنا بنهزر.. ضبط المتهمين بالجلوس خارج نافذة سيارة أثناء سيرها (فيديو)

رابطة الأندية تقدم حيثيات قراريها بخصم 3 و6 نقاط للجنة التظلمات

الرئيس الأمريكى يختتم جولته الخليجية من الإمارات.. رسائل سياسية للحلفاء والخصوم وصفقات تاريخية فى جولة ترامب الثانية للخليج خلال 8 سنوات.. تأكيد العمل لوقف حرب غزة.. وترامب: قريبون من التوصل لاتفاق مع إيران

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى