مينا سمير يكتب: صراع الأجيال

أسرة
أسرة

فى كل مرة  أجلس متحيراً فى اختيار فكرة نفتح بها باب النقاش فى موضوع هام، وأظل فى موِضِع حيرة حتي أصل إلى موضوع جديد، موضوعنا اليوم قد يكون نظرة مهمة عن ظاهرة أصبحت تحدث كثيراً فى هذه الأيام، ألا وهى صراع الأجيال، فما هى هذه الظاهرة؟ وهل تشكل خطراً فى حد ذاتها؟ وهل نجد طريقة نخفف بها من حدة هذه الظاهرة؟

بالبحث فى موضوع صراع الأجيال ومفهومه وجدت أنه فى عصرنا هذا يوجد العديد من المناقشات تدور بين الأباء والأمهات وبين أبنائهم، وقد تصل هذه المناقشات إلى صراعات بين الجيل الحالى والجيل الذى يسبقه وجيلنا هذا والجيل الذى يليه، ولكن دعونا نحاول إعادة ترتيب أوراقنا حتى نصل إلى أسباب هذا الصراع، أو كما نطلق عليه بطريقة أخرى الفجوة أو الحلقة المفقودة بين كل جيل والآخر، فنحن أصبحنا نمر بزمن سريع للغاية، زمن لا يريد التوقف عند حد معين، فهناك تطورات جديدة ظهرت على عصرنا الحالى جعلت الوقت أصبح قصير للغاية، ولا يوجد وقت للمناقشات، كما كان يحدث من قبل.

وإذا وجد وقت للمناقشة لم تكتمل ، قد يكون هذا لعدم استطاعة هذا الجيل التواصل مع الجيل الذى يسبقه من الأباء والأمهات، وقد يكون لافتقارنا نحن التواصل مع الجيل الذى بعدنا، وقد يكون لعدم توافر الوقت الكافى لاجتماع أفراد الأسرة معا،ً كما كان يحدث فى السابق، أو قد يكون بسبب رؤية الأباء والأمهات في أولادهم الذين يعتقدون أنهم لا يزالون صغار ولا يجوز أن يتصرفوا بمفردهم، بل يجب دائماً تنفيذ ما يقال لهم إلى أن يتحول الأبناء فى الأسرة إلى آلة لتنفيذ الأوامر، وقد يتسم سلوكهم بالعدوانية.

هناك العديد من الطرق التى تنادى بها الاتجاهات الحديثة للتربية، وجاء على رأس هذه الطرق محاولة الأسرة أن تصادق أبنائها، فينادى العديد من المختصين فى المجالات الحديثة للتربية بجعل الأبناء كأصدقائنا المقربين.

بالطبع قد يدور هنا سؤال فى عقل البعض، ويقول ما الفائدة من جعل أبنائنا كأصدقاء لنا،                                  ويأتى الرد هنا أننا إذا تمكنا من كسب أبنائنا كأصدقاء، فنستطيع أن نتعرف على طريقة تفكيرهم، ونستطيع أن نجعلهم يثقون بنا، وعندما تحدث لهم مشكلة، أو يرتكبون خطأ ما، فنكون نحن كأباء وأمهات أول من يعلم ، وبذلك نستطيع أن نوجه لهم النصيحة المناسبة.

 تأتى النصيحة الثانية فى مجالات التربية الحديثة، عدم توجيه الإيذاء النفسى أو الجسدى لأبنائنا، فكثيراً ما أجد أباء وأمهات يتعاملون مع أبنائهم من منطلق إذا ضربنا أبنائنا فنحن بذلك نعلمهم أن لا يكرروا الخطأ مرة أخرى، أو إذا قمنا بتعنيف أبناءنا وتوجيه الإيذاء النفسي لهم، فسوف ندفعهم للمضى للأمام من أجل تحقيق الأفضل، ولكن اسمحوا لى أن أنقل إليكم حقيقة صادمة ألا وهى إذا فعلنا ذلك مع أبنائنا، فبالطبع لا ندفعهم للأمام بل نجعلهم يرجعون ألاف الخطوات للخلف، وفى السطور المقبلة سوف نعرف لماذا؟ لأننا إذا قمنا بضرب أبناءنا فسوف ينفذون ما نطلبه منهم أمامنا فقط، والسبب فى ذلك يرجع إلى أمرين الأول أن الطفل عندما تقوم بضربه فهو يخشي العقاب، فينفذ ما تطلبه أمامك فقط ثم يعود من خلفك، وينفذ ما يريده هو لا ما تريده أنت، أما الأمر الثانى لاتسام الطفل بالطابع العنيد وقد يقنعك طفلك بأنه مقتنع برأيك حتى لا يدخل معك فى صِدام، ثم ينفذ ما يريده، أم إذا قمنا بتعنيف أبنائنا من الناحية النفسية، فسوف نجعل الطفل ضعيف الشخصية لا يتسم بالثقة فى نفسه.

 وفى النهاية، نود أن نوجه رسالة للأباء والأمهات، وهى تمثل لسان حال الجيل الحالى إلى الجيل الذى قبله هى نحن نحبكم كثيراً،  ولا نسعى لأى صراعات بيننا، ولكننا نود أن تسمحوا لنا بالتعبير عن ما يدور بداخلنا وتمهلوا لنا الوقت حتى نتناقش، وبالطبع سوف نصل إلى حل مناسب، يربط أفكارنا بأفكاركم ولا تحدث بيننا ما تسمى بالفجوة أو صراع الأجيال .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

انطلاق امتحانات التعليم المدمج بجامعة القاهرة بمشاركة 30 ألف طالب وطالبة

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025


بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الرابع على التوالى

زوج يلاحق زوجته لإثبات نشوزها ويؤكد: بددت 300 ألف جنيه خلال عامين.. تفاصيل

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة


بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

سيدة تطالب زوجها بنفقة 50 ألف جنيه بعد شهر زواج بمصر الجديدة.. التفاصيل

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوسيمين يوافق على الشروط الشخصية مع جالاتا سراى.. ونابولى يتمسك

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى