خالد صلاح يكتب: خالص التمنيات بدراما "عفيفة"

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
السينما
لا يمكن أن نفرض على الدراما أن تقدم لنا على الشاشة مجتمعا أخلاقيا طوباويا غير هذا الذى نعيش فيه بالفعل، ليس مطلوبا من صناع المسلسلات والأفلام أن يقدموا شوارع نظيفة، وعائلات لا تترك فرضا فى الصلاة، وآباء لا يدخنون، وشبابا مثاليين فى الدراسة والعمل، ومجتمعا خاليا من المخدرات وتملؤه الفضيلة، ويسبح الله شكرا على ما اختصه من نعم، ونظن بذلك أننا نساعد المجتمع على التطهر!! 
 
نحن بذلك نساعد المجتمع على الزيف، ونضرب مصداقية هذه الأعمال الفنية، ونخلق حاجزا هائلا بين الناس وبين الدراما والسينما، لقد كانت نشأة المسرح بالأساس مرتبطة بتربية المجتمعات وتهذيبها وتوجيهها بالترفيه وبالأعمال الفنية الراقية، وبذلك كان الناس يشاهدون أنفسهم على الخشبة، بأخطائهم وخطاياهم، كان المسرح يقدم ما يحدث فى المجتمع، ويقتحم أمراض الناس النفسية والإنسانية والاجتماعية، ويعالج مآسى الناس. 
 
لم يكن مطلوبا من المسرح أن يقدم للناس عالما غير هذا الذى يعيشون فيه، ليجعلهم يتمنون الطهر، ويهرولون نحو المدينة الفاضلة، الدور الذى لعبه المسرح منذ نشأته هو أن يكشف خطايا الناس على خشبة المسرح، ويعرى عذابات الإنسان حتى يخرج كل مشاهد للعرض بحكمة أو بقيمة، الفن يبنى القيم بعرض قصص الباطل، والخيانات، والعذابات، والغدر، حتى يتعلم الإنسان كيف يرسم طريقه وسط خطايا وآلام البشرية. 
 
كان هذا دور المسرح الحقيقى منذ نشأته، لم يكن الفن أبدا خطبة على منبر المسجد، أو وعظا عند مذبح الكنيسة، يبقى للفن نفس الدور والقيمة، ولكن فى إطار من الخيال الرائع، وفضاءات الفن الساحرة. 
 
أنا شخصيا عندى ملاحظات على كثير من الأعمال الدرامية هذا العام، وكذلك ما شاهدناه فى آخر موسمين دراميين، وأنا شخصيا أرفض تماما الإسفاف الشديد أو العرى المبالغ فيه الخارج عن قيمة النص الفنى، لكننى فى الوقت نفسه لا يمكننى أن أطلب من الفنانين من صناع المسلسلات والأفلام السينمائية أن يستشيروا عالما فى الأزهر أو عضوا بالمجمع المقدس قبل كل مشهد، ومع كل تحول درامى، أو أن يجعلوا من مسلسلاتهم حلقات توعية وتنمية بشرية لتحذير الناس من السجائر والمخدرات والسرقة وعرض قائمة الوصايا العشر على حلقات متسلسلة،  نعم نحن نريد للدراما أن تساهم فى بناء المجتمع، لكن بعض مشاهد المخدرات فى المسلسلات والأفلام هى من سبيل النقد والطعن والتسفيه من مدمنى المخدرات، هذه المشاهد هى جزء لا يتجزأ من دور الفن الذى يسلك طرقا مختلفة ليصل بك إلى غاية عليا نبيلة دون أن يصيبك الملل من الخطبة، أو تتوقف عن الذهاب إلى الكنيسة. 
 
أوافق على نظرية  «دور الفن فى بناء المجتمعات» 
 
لكن اتركوا الصنعة هنا للفنانين أنفسهم، وليس لموظفى لجان المشاهدة والمراقبة.
 
المسرح
 
 

مخدرات

خالد-صلاح

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب: أريد الأمان لشعب غزة لقد مروا بالجحيم

ناشئو اليد أمام هولندا وجزر الفارو فى مراكز بطولة أوروبا المفتوحة

تزوير الشهادات الدراسية.. جريمة تهدد مصداقية التعليم والداخلية تتصدى

قانون الإيجار القديم.. 7 سنين أمان وشقة للمستأجر الأصلى جاهزة قبل الإخلاء

حركة مساعدي وزير الخارجية.. النجاري للتخطيط السياسي وصلاح لادارة ليبيا


أحمد سامي يطالب الاتحاد السكندري بضم "ربيعة"

شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

تعرف على آخر موعد للتحويلات المدرسية بالقاهرة

موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

حبس 5 متهمين بسرقة محتويات سيارة فى القاهرة 4 أيام على ذمة التحقيق


الجبهة الوطنية: نخوض انتخابات الشيوخ على أغلب الدوائر ونختار مرشحينا بعناية

92 شهيدا فى قطاع غزة بينهم 42 من منتظرى المساعدات منذ الفجر

الداخلية تضبط سائقى النقل الثلاثة أصحاب فيديو السباق على أحد طرق 6 أكتوبر

الصحة اللبنانية: قتيل و3 جرحى نتيجة الغارة الإسرائيلية على سيارة جنوب بيروت

أحمد عامر فى حوار قبل وفاته: ويجز بيغنى فى منطقة بعيدة عننا.. وإحنا بتوع شعبى

ديوجو جوتا يصدم الجميع بوفاته.. ليفربول: حزن شديد.. رونالدو: أمر لا يصدق.. رئيس وزراء البرتغال: يوم حزين لرحيل من رفع اسم البلاد عاليًا.. وظهور لقطات جديدة للحادث.. فيديو وصور

المغرب يحذر: الملاريا تخترق حدودنا رغم التدابير الصحية

تفاصيل تفحم تريلا بطريق مصر إسكندرية الصحراوى بعد اصطدامها بحاجز خرسانى

الفنانة زينة تطلب 100 ألف جنيه تعويضا بعد هجوم كلب شرس على أولادها

"فى لحظة ينتهى كل شيء".. كوكا ينعى جوتا ويعزى محمد صلاح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى