العثور على حفريات بجنوب أفريقيا تعيد كتابة تاريخ بدايات الحياة على الأرض

تجبر فصيلتان لحيوانين برمائيين، عاشا فى الدائرة القطبية الجنوبية قبل 360 مليون سنة، العلماء على إعادة التفكير فى أصول الفقاريات البرية وأين نشأت والظروف المناخية التى هيأت ذلك.

وقال علماء، الخميس، إنهم عثروا فى باطن الأرض على بقايا حيوانات برمائية بدائية عاشت فى العصر الديفونى ويطلق عليها (توتوسيوس أوملامبو) و(أومزانتسيا أمازانا) فى موقع ووترلو فارم بالقرب من جراهامز تاون فى جنوب أفريقيا.

ورغم أن البقايا التى عثر عليها كانت عبارة عن أجزاء غير مكتملة، قال العلماء إن الفصيلتين كانت لديهما على الأرجح أربعة أرجل، وكان هيكلها يشبه غالبية البرمائيات الأولى بجسد يمزج بين التمساح والسمكة، وكانت تتغذى على الأسماك الصغيرة عندما تكون فى الماء وربما على الحيوانات اللافقارية بينما تكون على اليابسة.

وكان طول حيوان فصيلة (أومزانتسيا) 70 سنتيمترا وله فك سفلى نحيل وطويل يحوى على الأرجح أسنانا بارزة صغيرة. أما حيوان فصيلة (توتوسيوس) فكان طوله مترا تقريبا، وسُمى باسم ديزموند توتو كبير الأساقفة الإنجليكانيين فى جنوب أفريقيا وناشط حقوق الإنسان.

وكانت الفصيلتان ضمن الموجة الأولى من ذوات الأربع، وهى مجموعة كانت تتضمن كل الفقاريات التى عاشت على اليابسة. وتحورت الحيوانات رباعيات الأطراف من الأسماك فى العصر الديفونى. وحتى الآن، كان يُعتقد أن ثورة التحور هذه حدثت فى أجواء دافئة لأن حفريات كل البرمائيات القديمة المعروفة عُثر عليها فى أماكن كانت استوائية أو شبه استوائية فى ذلك العصر.

وكانت أفريقيا فى العصر الديفونى جزءاً من القارة العملاقة (جندوانا) والتى كانت تضم أيضا أمريكا الجنوبية والهند وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية، وكان موقع ووترلو فارم جزءا من القارة القطبية الجنوبية.

وقال روبرت جيس، عالم الحفريات القديمة بمتحف (ألبانى) فى جراهامز تاون، "بهذا نعلم الآن أن ذوات الأربع، فى نهاية العصر الديفونى، كانت تعيش فى جميع أنحاء العالم، من المناطق المدارية إلى الدائرة القطبية الجنوبية.

"وبناء عليه، فمن الممكن أن تكون قد نشأت فى أى مكان وانتقلت عبر اليابسة إلى مكان آخر، هذا الأمر يوسع فى الحقيقة نطاق الاحتماليات".