صور.. قبل ساعات من انطلاق قمة الناتو.. بروكسل تغلق ميادينها لدواع أمنية.. تكثيف أمنى لاستقبال قادة الوفود المشاركة.. مباراة بلجيكا وفرنسا تفاقم التحديات الأمنية.. ومراقبون أوروبيون: الحلف فى حاجة لإصلاحات جذرية

حالة تأهب أمنى شديدة تسود العاصمة البلجيكية بروكسل، لاستقبال قمة حلف شمال الأطلسى "الناتو"، التى تنطلق غدًا الأربعاء، بحضور قادة الدول الأعضاء الـ29 وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزعماء الدول الأوروبية، فى قمة من المتوقع أن تكون الأكثر توترا، بحسب خبراء ومراقبون.

وتشمل التحضيرات الأمنية المكثفة تأمين عالى ليس للمنشآت ومقر الناتو فقط، ولكن للشوارع والميادين التى تشهد تدفق المواطنين عليها لاسيما خلال فترة المساء، حيث تنتشر قوات التأمين من الجيش والشرطة على مستوى البلاد، كما تواجه السلطات البلجيكية تحديات أمنية كبيرة هذا الأسبوع حيث تتزامن قمة حلف شمال الأطلسى، التى ستعقد فى 11 و12 يوليو، مع مباراة هامة للمنتخب البلجيكى الذى يلتقى نظيره الفرنسى، مساء اليوم الثلاثاء، فى مباراة نصف نهائى كأس العالم لكرة القدم، فى روسيا.

شوارع بروكسل تشهد إجراءات أمنية مكثفة

وتجرى فعاليات قمة الناتو، التى تستمر يومين، فى المقر الجديد للحلف فى هارين (بروكسل)، كما يقام حفل عشاء رسمى فى المتحف الملكى للفنون والتاريخ فى حديقة سينكوانتينير. ومن المقرر أن يشارك 55 وفدا، بما فى ذلك 29 من رؤساء الدول أو الحكومات. وداخل مقر الناتو هناك تكثيف أمنى شديد وتجهيزات إعلامية واسعة لاستقبال قادة العالم، حيث تم نشر كاميرات التليفزيونات العالمية لرصد الوفود الدولية المشاركة.

وقال خبراء أمنيون، إن عادة ما يحاول مسئولى الأمن تسهيل حركة المرور على المواطنين، فى مثل هذه المناسبات، حيث يتجنبون غلق الكثير من الطرق، كما تظل محطات المترو تعمل بشكل طبيعى حتى لو اضطرت السلطات الأمنية لغلق إحدى مداخل المحطة المؤدية لمقر الناتو.

كما نصحت السلطات مواطنيها بتجنب التواجد فى المناطق الحيوية الخاصة بالقمة قدر الإمكان، حيث سيتم وقف حركة المرور داخل المناطق الآمنة، وكذلك فى بعض الشوارع لعدة دقائق قبل وصول ورحيل الوفود المشاركة.

أعلام وفود الدول المشاركة

وتنطوى المناطق الآمنة على محيط السفارة الأمريكية ومنطقة القصر الملكى ومنطقة المؤسسات الأوروبية والفندق ومقر الناتو وحديقة سينكوانتينير، إذ يكون الدخول إلى هذه المناطق بالسيارات مسموح فقط للوفود الرسمية من خلال تصريح مرور يصدر عن الجهة المنظمة وخدمات الأمن والشرطة وسكان هذه المناطق من خلال تصريح أمنى حصلوا عليه مسبقا.

وفى حال الدخول سيرا على الأقدام، فإنه يسمح للسكان دخول المناطق الآمنة من خلال بطاقة الهوية وكذلك الموظفين والعاملين من خلال تسريح يصدر عن جهة العمل والزائرين، أيضا من خلال تصريح وبطاقة الهوية، حيث تم تخصيص موقع إلكترونى لإصدار هذه التصريحات قبل القمة.

مراسلة اليوم السابع مع أليخاندرو ألفارجونزاليز مساعد الأمين العام لحلف الناتو

وبحسب الصحافة المحلية فإنه نحو 2400 شرطى سوف يتم نشرهم، فضلا عن قرابة 1000 جندى سيشرفون على تأمين القمة. وبحسب مصادر محلية فإن منظمة "التحرك من أجل السلام" حصلت على تصريح من السلطات الفيدرالية للتظاهر، الأربعاء، حيث اليول الأول للقمة، فى ساحة شومان خارج المنطقة الأمنية الخاصة بمحيط الإتحاد الأوروبى.

ووسط توتر بين ترامب وقادة الدول الأوروبية الأعضاء فى الناتو، بعدما بعث خطابات شديدة اللهجة لقادة ألمانيا وبلجيكا والنرويج وكندا، يطالبهم بالمساهمة بشكل أكبر فى ميزانية حلف شمال الأطلسى (الناتو)، قال مسئولون أوروبيون فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الرئيس الأمريكى لم يخطأ بشأن النفقات إذ أن هناك دول أعضاء لا يصل حجم مساهماتهم إلى 2%، كما أنه فى كل مرة تقع مشكلة فى أوروبا نجد أن الجميع ينتظر تدخل الولايات المتحدة لحل المشكلة.

اللافتات الخاصة بالقمة

وعلى الرغم من تصريحاته السابقة التى هاجم فيها ترامب الحلف ووصفه بأنه "عفا عليه الزمن"، لكن استبعد المراقبون، إعلان الرئيس الامريكى انفصال بلاده عن الحلف العسكرى الدولى، مشيرين إلى أنه شارك فى قمة العام الماضى، فإذا كان يرى أنه لا فائدة من الحلف فلماذا شارك خاصة أنه كان إيجابيا ووعد بالتعاون مع الناتو.

إخلاء للمناطق المحيطة بالمنشآت الحيوية

وأضافو مسئولون أوروبيون، أن الرئيس الأمريكى محق إلى حد ما فى وصفه للناتو بأنه "عفا عليه الزمن" إذ أن الحلف بات فى حاجة إلى إصلاحات وهو أمر ربما يكون صعبا نظرا إلى أنه مبنى على هيكل جامد قديم. لافتين إلى أنه ربما تحل منظمة جديدة بدلا من الناتو مثلما حلت الأمم المتحدة بدلا من عصبة الأمم، بعد فشل الأخيرة.