5 أسئلة لإدراك أهمية التفوق فى الثانوية العامة؟ هل الدراسة فى نظام تعليمى قديم تبرر الكسل والتراخى؟ ما الفرص المتاحة أمام أصحاب المجاميع المرتفعة؟ وماذا يفعل الخاسرون فى هذا السباق؟ وهل هناك فرص ثانية؟

طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة
سارة علام

لا أفهم جدوى "تريند" النيل من المتفوقين فى الثانوية العامة والتسفيه من منجزهم حتى وإن كان فى نظام تعليمى قديم تجاوزه الزمن منذ سنوات، فمازال للتفوق وجهاته، ومازالت الفرص المتاحة أمام الفائقين أكثر بكثير من غيرهم ممن تكاسلوا أو من لم يحالفهم الحظ فى الحصول على مجاميع آمنة مريحة تكفل لهم الالتحاق بالكليات التى يرغبون فيها.

هذا لا يعنى على الإطلاق أن التفوق فى الثانوية العامة وحده كفيل بضمان الإنجاز والنجاح مدى الحياة، فالتفوق فى المدرسة الثانوية ما هو إلا حلقة من بناء طويل ومستمر فى رحلة التعلم التى لا تتوقف مدى الحياة، هناك آلاف المتفوقين الذين لم يحققوا شيئًا وانتهت حياتهم المهنية عند أبواب الجامعات، يقابلهم آلاف ممن استكملوا تلك المسيرة ولم يستسلموا للإحباط الذى يبثه المخفقون فى الثانوية العامة، ولفهم تلك المعادلة علينا الإجابة عن الأسئلة التالية.

 

الأول: هل الدراسة فى نظام تعليمى معيب تبرر الكسل والتراخى؟

اتفقنا منذ البداية أن نظام الثانوية العامة الحالى قديم ومعيب وتعمل الدولة على تطويره والتخلص منه بالفعل، ولكن المزعج حقًا هو تلك الموجة التى يقودها من أخفقوا فى التعامل مع هذا النظام فاعتبروا المتفوقين مجرد حفظة استطاعوا أن يحفظوا المناهج ويحصلون فيها على أعلى الدرجات بينما هناك آلاف المتفوقين النابغين حقًا ممن جمعوا بين الالتزام الدراسى والقدرة على التحصيل، وجودك فى نظام تعليمى قديم ليس مبررا للفشل والتراخى والتكاسل عن عملك الأول وهو المذاكرة إن كنت طالبا.

إذا كان النظام التعليمى الحالى بائس وقديم ولا يقيس المستويات العليا فى التفكير، فالأولى بالأذكياء إحراز التقدم فيه وليس العزوف عنه والنيل ممن نجحوا فى التعامل معه.

 

الثانى: ما الفرص المتاحة أمام الفائقين فى الثانوية العامة؟

أمام المتفوقين فى الثانوية العامة فرصًا متعددة قد لا تتاح لغيرهم، من يتجاوز مجموعه الـ90% أدبى، أو 95% علمى، يمكنه أن يحصل على منح للدراسة المجانية بالجامعات الأمريكية والألمانية فى مصر، أو يتقدم للحصول على منحة خارجية فى الدول المانحة مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وغيرها.

إذن فالتفوق فى هذا النظام التعليمى هو بوابتك لتغيير ظروف حياتك والانتقال إلى نظم تعليمية أفضل ودول أكثر تقدمًا.

 

الثالث: ماذا يفعل من أخفق فى الثانوية العامة؟ هل انتهت حياته هنا؟

أمام الخارجين من سباق الثانوية العامة فرصة ذهبية، لإعادة النظر فى حياتهم مرة أخرى، بعيدًا عن الإحباط من المجموع أيا كان، يمكنك أن تبدأ من جديد فى كلية يتيحها لك مجموعك، وتحرص على التفوق الاكاديمى بحيث لا تقل عن التقدير جيد جدًا الأمر الذى يتيح لك الحصول على منحة ماجستير فى أوروبا أو الولايات المتحدة إن كنت راغبًا فى استكمال دراستك أو الهجرة للخارج.

أما فى حالة الرغبة فى البقاء فى مصر، فأفضل ما تفعله هو أن تخطط لمستقبلك عن طريق الحصول على الدورات التدريبية اللازمة للمنافسة فى مجال تخصصك، هناك آلاف الخريجين سنويًا والمنافسة محتدمة لن تحصل على فرصة عمل إلا إن اثقلت سيرتك الذاتية بدورات تدريبية وتعلم لغات لازمة لتخصصك، فلابد أن تضع خطة لحياتك، ولا تغفل الأنشطة الطلابية الجامعية فبعض المنح الأجنبية تشترط المشاركة فى تلك الأنشطة الطلابية والمجتمعية لكى تعطيك فرصة الدراسة بالخارج.

الرابع: هل هناك حقًا كليات قمة وأخرى للكعب العالى؟

لا وجود لمصطلح كليات القمة إلا فى ثقافتنا التى تعلى من شأن مهن على حساب أخرى، ولكن وللحق فإن للأطباء والمهندسين والصحفيين وجهاتهم فى أى مجتمع دون الإقلال من شأن المهن الأخرى.

 

دخولك أحد كليات القطاع الطبى أو الهندسى أو السياسة والاقتصاد والإعلام إن كنت أدبى، لا يعنى أبدًا إنك بلغت القمة، القمة تبدأ قبل التخرج وليس قبله ولا بعده، القمة هى استمرار معدلات تحصيلك الدراسى مرتفعة، استمرارك فى الحصول على الدورات التدريبية وتعلم الجديد فى تخصصك ثم استمرارك على القمة بين زملائك المنافسين.

 

كنت خريجة لأحد كليات القمة، شاركت فى كافة الأنشطة الطلابية فى جامعتى وقتها، أجدت الإنجليزية قبل التخرج ،و حصلت على تدريب مهنى مكننى من العمل مبكرًا حين كان عمرى 19 عامًا، ، ترقيت لمنصب إدارى حين كان عمرى 23 سنة بينما كان زملائى ممن يسبقوننى فى التقدير الجامعى يبحثون عن فرص عمل ذلك لأنهم اهتموا بعنصر التحصيل الأكاديمى وأغفلوا بقية عناصر السوق من تدريب ولغات وغيرها.

 

الخامس: كيف نعتبر الثانوية العامة درسًا فى الإصرار؟

يمكن للحاصلين على مجاميع مرتفعة والذين حصلوا على مجاميع أقل ومن وقفوا فى المنتصف، أن يعتبروا الثانوية العامة درسًا فى الإصرار، فمن التحقوا بالكليات التى رغبوا فيها حققوا الهدف وعليهم وضع أهداف جديدة حتى لا يتجاوزهم الزمن والتاريخ، أما من وقفوا فى المنتصف يمكنهم الجلوس مع أنفسهم ومعرفة ما الذى أدى بهم للتعب فى منتصف الطريق وعدم إكماله حتى نهايته، وكيف يمكن التغلب على تلك المعضلة بوضع أهداف جديدة وتحقيقها؟، بينما يمكن لمن حصدوا مجاميع مرتفعة أن يتعلموا درسًا جديدًا فى مقاومة الكسل والبدء من جديد لأن الحياة ليست نزهة على الشاطئ.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية المطرية.. بعد نظر أولى الجلسات

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

ترامب: حماس تريد وقف إطلاق النار فى غزة ولا أعتقد وجود عراقيل


حسام أشرف لاعب الزمالك ينتقل إلى سموحة لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

جلسة مرتقبة فى الزمالك مع لاعبى العقود المنتهية فى صفوف اليد

موسم باريس سان جيرمان المثالى يهدد حلم ريال مدريد المونديالى

هل يمتلك سكان الكومباوندات الحق فى تربية كلاب شرسة؟


إيران بين الضغوط الأمريكية والشروط الإسرائيلية.. هل تنخرط طهران فى جولة محادثات جديدة مع واشنطن؟.. جنيف تقترح استضافة جولة المفاوضات السادسة.. أنباء عن قرب انعقادها بأوسلو.. وغموض موقف طهران يزيد المشهد تعقيدًا

ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

جهات التحقيق تستجوب متهما بالاتجار فى العملات المشفرة عبر الإنترنت

أوسيمين يوافق على الشروط الشخصية مع جالاتا سراى.. ونابولى يتمسك

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

تشكيل لجنة هندسية لمعاينة حريق سنترال رمسيس

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

بعد إقالته بساعات.. انتحار وزير النقل الروسي داخل سيارته بضواحى موسكو

الحوثيون: استهدفنا ناقلة بضائع في البحر الأحمر وهي الآن معرضة للغرق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى