د. محمد سعيد حسب النبى يكتب: قميص السعداء

محمد سعيد حسب
محمد سعيد حسب

 

يُحكى أنَّ ملكاً أصيب بمرض شديد ، وعجز الأطباء عن علاجه ، فأرسل إلى أكبر حكماء عصره ليسأله عن دواء له، ولما فحصه الحكيم قال له: ما تحتاجه أيها الملك هو أن تلبس قميص أحد السعداء، وستعود صحيحاً من جديد. أرسل الملك فى البلاد ليحضروا له قميص أحد السعداء، وبحث الفرسان عن السعداء فى المملكة فوجدوا رجلاً سعيداً ولكنَّ به فقراً ملحوظاً، ووجدوا آخر سعيداً ولكنه فَقَدَ أحد أبنائه، كما وجدوا سعيداً آخر لكنه غير راض عن عمله، وفى أبعد بقعة من مملكته ؛ وجد أحد فرسانه رجلاً يعمل فى حقله وقد غمرته سعادة كبيرة بعمله وحياته وصحته، فطلب الفارس قميصه للملك، فأعطاه القميص هدية للملك، الذى ما لبث أن ارتداه فأصبح سعيداً معافى .

ولما فكر الملك قليلاً فيما حدث مع فرسانه وسعداء مملكته، وجد أنه جدير بالسعادة الكاملة؛ فلديه مال كثير، وأبناؤه أحياء يترفون فى النعيم ، وهو على رأس المملكة والكل يدين له ، فلماذا لا يكون سعيداً ؟ وهل كان حقاً فى حاجة لقميص السعداء؟

لقد أراد الحكيم أن يُوجد فى نفس الملك الصورة أو الشكل الذى يريده أن يصبح عليه ؛ فألبسه قميص السعداء،  وبعدها راح الملك يفكر فى معانى السعادة كما يعيشها السعداء، إنه انتقال تدريجى من المظهر إلى الجوهر، من الصورة الخارجية إلى القناعة الداخلية. والسعادة أمر ممكن، وهى موجودة فى داخلنا، وفى حياتنا، وفى كل ما حولنا، إنها نزعة فطرية نولد بها وتعيش معنا سنوات الطفولة الأولى ، ولكن دراما الواقع تُقزم وجودها يوماً بعد يوم . علينا أن نعيش حياة السعداء ، ونتخلص من عقد الإحساس بالنقص والشقاء والفقر الذى يصل إلى حد البؤس الذى يفرضه بعضنا على نفسه .

هل تستطيع أن تجمع مسببات الضيق والشقاء التى تسيطر عليك ، اكتبها فى ورقة ، ثم قم بإحراقها محتفلاً بذلك ، وسوف تشعر بعدها بالسعادة تغمرك . ثم تصور نفسك ترتدى قميص السعداء وتعيش حياة غنية بالجمال والسلام والانسجام، ارسم هذه الصورة لنفسك، وخذ وقتك الكامل فى ذلك، واستشعر السعادة تسرى فى وجدانك ثم تفيض على من حولك، حتى ترى أنك المسؤول عن السعادة التى تنتشر فى بيتك وعملك ووطنك.. بل والعالم من حولك.

لا تقلل من شأنك ومن قدراتك فى إسعاد الآخرين، ثق أنك تمتلك الطاقة لذلك، إنها طاقة خلاقة تستقر فى أعماق نفسك. ورغم أنها أفكار وتخيلات؛ إلا أن إحساسك بها وإيمانك بوجودها، ويقينك بمسؤوليتك عنها يوردك ينبوع الهناء، ويقودك إلى قيمتك الحقيقية وسعادتك التى لا تحدوها حدود.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يواصل التصعيد ضد إعلان اتصالات ويقدم شكوى لرئيس الوزراء

الأندية تطالب الرابطة بتوضيح بند "القوة القاهرة" فى لائحة الموسم الجديد

بولتيكو: مساعى بالكونجرس لعرقلة حصول ترامب على الطائرة القطرية

العين جامدة.. نجاة الدكتور جمال شعبان بعد انفجار إطار سيارته

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير


ثروت سويلم: الأهلى تفاجأ بموعد القمة وانسحابه بسبب الحكام غير مُبرر

محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

تعرف على موقف رمضان صبحى ومصطفى فتحى من المشاركة مع بيراميدز فى نهائى أفريقيا

الطقس غدا.. حار نهارا معتدل ليلا واضطراب بالملاحة والعظمى بالقاهرة 31

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد


موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

موعد حسم صراع الأهلى وبيراميدز على لقب "بطل دوري نايل 2025"

عمرو الليثي يخضع لعملية جراحية ويشكر الأطباء

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض

ضبط 49 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة

روبوت طبي بموسم الحج يمازح صحفي اليوم السابع: المصريين أحسن ناس(فيديو)

احتفال نور الشربينى وزوجها بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الثامنة

سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

ذكرى رحيل سمير غانم.. ما لا تعرفه عن نصيحة عادل إمام التى لم ينفذها

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى