قراءة فى قمة هلسنكى.. بوتين يضع حل الأزمة السورية بملعب ترامب.. الرئيس الأمريكى يقف فى صف الروس ويعادى أجهزة بلاده.. وكبير الكرملين يقتنص "غمزة" رجل البيت الأبيض.. و3 مستويات تحليلية تفسر مضمون اللقاء التاريخي

جانب من وقائع القمة
جانب من وقائع القمة
كتب: محمد محسن أبو النور

فى العلاقات الأمريكية ـ الروسية، يقف رئيسا البلدين تاريخيا على طرفى نقيض، غير أن هذا الثابت السياسى تغير فى قمة هلسنكى، تلك التى بدا فيه الرئيسان الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين، فى حالة وفاق لم تشهدها العلاقات الثنائية بين بلديهما فى التاريخ الحديث، وظهر الرجلان أمام الكاميرات كصديقين أكثر منهما زعيمين لدولتين متنافستين فى كل المجالات على مر العصور.

 

المستوى الأول: وقائع مؤتمر صحفى صاخب

على هذا النحو يمكن قراءة قمة هلسنكى فى ضوء عدة مستويات تحليلية يتدحرج المستوى الأول نحو فهم ما حدث فى المؤتمر الصحفى المشترك للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، فى ختام القمة التاريخية بين البلدين، حيث حرص الزعيمان على توجيه الرسائل الضمنية ليس لكل طرف منهما فحسب، بل إلى أطراف متعددة أخرى.

 

الأطراف الأخرى هى مكمن الحديث فى هذا المستوى فقد أهدى الرئيس الروسى نظيره الأمريكى كرة قدم من تلك التى خاضت بها الفيفا نهائيات كأس العالم فى روسيا، وقال له إن الكرة الآن فى ملعبك، ما اعتبر نأى روسيا بالنفس عن الأزمة السورية واعتبار موسكو نفسها جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة.

 

ويمكن قراءة تلك الحالة فى ضوء التصارعات العنيفة الداخلية بالإدارة الأمريكية، وفى تلك الحالة سيفهم من قول بوتين أن ترامب لا يملك من أمر إدارته شيئا وأنه لا يملك تغيير سياسات المؤسسات الأمريكية حول سوريا، تم هذا بعد أن هنأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نظيره الروسى، بنجاح تنظيم فعاليات كأس العالم 2018 فى روسيا.

 

المستوى الثانى: مضمون خطاب زعيمين

أما مضمون الخطاب، فيمكن بسهولة تحريه من خلال نوعية التصريحات التى حرص الجانبان على الإدلاء بها، وبدا كم كان ترامب وبوتين تواقين لوئام بعد عقود من التنافر وأن موسكو وواشنطن فى حاجة إلى بعضهما البعض فى مجالات الدفاع والحرب السيبرانية لمواجهة الأخطار الدولية وعلى رأسها الإرهاب والوضع فى الشرق الأوسط.

 

إذا لاحظنا ما قاله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من أنه "آن الأوان للتباحث بطريقة جوهرية"، فالدولتان تواجهان تحديات مشتركة. وأضاف بوتين، أن التعاون المشترك بين روسيا وأمريكا كفيل بحل الأزمة السورية، وتابع: "إحلال السلام فى سوريا يمكن أن يكون مثالا للتعاون بين البلدين"، وفقا لنص حديثه يتبين لنا هذا المضمون.

 

ويبدو واضحا، أن هناك رغبة حاسمة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لإعادة أوجه العمل المشتركة بالكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال قول بوتين "نستهدف أن نعيد مجموعة العمل المشتركة بين الجانبين لمكافحة الإرهاب، لأن الجيشين الأمريكى والروسى لديهما خبرة فى التعاون الوثيق من خلال قنوات الاتصال والتى سمحت بمنع العديد من التصادم على الأرض وفى السماء"، فى إشارة إلى خبرات سابقة فى الشرق الأوسط وخبراء فى عدد من ميادين التنافس الاستراتيجى بين الدولتين.

 

المستوى الثالث: أجواء عابرة للبروتوكول بالقمة

أمريكيا، حرص ترامب على تغليف القمة بروح الدعابة من جانبه، حيث أرسل غمزة بإحدى عينيه إلى بوتين وهو ما أثار جدلا واسعا بين الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم الذين تجمعوا يوم الاثنين فى المركز الإعلامى بالعاصمة الفنلندية لتغطية القمة الأولى من نوعها بين الرئيسين، بعد فترة توتر امتدت عددا كبيرا من السنين، ولم يتوقع المحللون أن تكون القمة بهذا الشكل من الأريحية.

 

واختلف المتابعون لأعمال القمة فى تفسيراتهم لهذه اللحظة، حيث اعتبر بعضهم أن الرئيس الأمريكى وجه رسالة لنظيره الروسى من خلال هذه الغمزة، فيما قال البعض الآخر إنه قام بهذه الحركة بصورة غير متعمدة، وهنا نميل إلى أن طبيعة ترامب غير المتحفظة العابرة للبروتوكول مع من يريد أن يكسر معهم حدة اللقاءات الرسمية جعلته يفعل أمرا كهذا وهو دليل على نية لا تخطئها عين فى البيت الأبيض لتغيير منحى العلاقات مع الكرملين.

 

بوتين، كان حاد الذكاء والتقط هذه النزعة فى ترامب لذلك طالعناه يقول: "خطونا خطوة أولى مهمة، وموسكو لم تتدخل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التى أجريت مؤخراً، ويجب عودة العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى سابق عهدها"، مضيفا أن اجتماعه مع نظيره الأمريكى ـ الذى عادى أجهزة بلاده ورفض الحديث عن اتهام روسيا بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ـ كان إيجابياً فى العديد من الملفات، وتابع: "اتفقنا على تشكيل مجلس مشترك بين رجال الأعمال الروس والأمريكيين".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الإسكان: ما فيش طرد لأى مواطن مصرى من قاطنى وحدات الإيجار القديم

27 لاعبًا بقائمة المنتخب المصرى للهوكى فى البطولة الودية بالإسماعيلية

أسد يهاجم عمال مزرعة فى ليبيا.. وسلطات طرابلس تحقق فى الواقعة.. فيديو

35 عاما على "سيداتى آنساتى".. كيف طرح رأفت الميهى تبادل الرجل الدور مع المرأة

وزير الرى: دعوات إثيوبيا لاستئناف التفاوض محاولات شكلية لتحسين صورتها الذهنية


الداخلية تضبط سائقى النقل الثلاثة أصحاب فيديو السباق على أحد طرق 6 أكتوبر

بدء مؤتمر إعلان تفاصيل القائمة الوطنية بانتخابات مجلس الشيوخ 2025.. فيديو

نزار الأكحل يكتب من واشنطن: هل تراجع فيفا مواعيد مباريات كأس العالم 2026؟

المغرب يحذر: الملاريا تخترق حدودنا رغم التدابير الصحية

فيديو يرصد اللحظات الأولى فى حادث وفاة جوتا نجم ليفربول


الأهلى يترقب الحصول على حق رعاية انتقال حمزة علاء للبرتغال

وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بشركة كهرباء بمرتبات تصل إلى 13 ألف جنيه

إنفانتينو يدرس إقامة كأس العالم للأندية كل عامين

مصرع جوتا لاعب ليفربول فى حادث مروع بإسبانيا

وصية المطرب الراحل أحمد عامر تثير جدلا كبيرا وأصدقاؤه يبدأون التنفيذ

احذر المادة 7.. تعديلات "الإيجارات القديمة" تمنح المالك حق الطرد الفورى دون إنذار

قانون الإيجار القديم لا يقترب من عقود 1996.. العقد شريعة المتعاقدين

هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين

عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر

نانت يعاقب مصطفى محمد بالبيع بعد رفض دعم المثلية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى