ترامب الحكيم.. نصائح الرئيس الأمريكى فى لحظات التجلى.. قاض الاتحاد الأوروبى يا ماى.. وعزيزى كيم حسّن سلوك.. والحاكم الأمريكى العجوز ينصح دونالد الشاب بعدم الترشح للرئاسة.. ورسالة لأنصاره لا تهدروا أوقاتكم هباءً

أهوج وطائش وتصرفاته غير متوقعة ولا يلتزم بقواعد دولية أو برتوكول.. كلها صفات تم نعت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بها قبل وأثناء توليه المسئولية داخل البيت الأبيض، وفى ظل هذه الأوصاف إذا طُلب من الحاكم الأمريكى إسداء النصيحة فى المواقف المختلفة، ماذا تتوقع أن يقول؟، وإلى أى مدى تكون قراراته قابلة للتطبيق؟.

ماى لم تنصت لترامب

سواء قبل أو بعد توليه المسئولية حاول الرئيس الأمريكى ارتداء عباءة الحكمة وإسداء النصائح فى العديد من المواقف آخرها ما أفصحت عنه رئيس الوزراء البريطانية تريزا ماى التى تواجه عدة عواقب أمام تطبيق قرار الخروج من الاتحاد الأوروبى، وبناءً عليه أجرت مباحثات مع قادة الدول الكبرى وعلى رأسهم بكل تأكيد ترامب.

ترامب كان واضحا فى نصيحته لتريزا ماى وتمثلت فى أنها يجب عليها مقاضاة الاتحاد الأوروبى وليس التفاوض معه، ورغم أن الرئيس الأمريكى أفصح الأسبوع الماضى أن رئيسة الوزراء البريطانية تجاهلت نصيحته لكنه يبدو أنه كان صادقًا فيما يقوله لأن أسلوب وطريقته الدائمة تعتمد على الهجوم الواضح والصريح وليس المناورة والتفاوض!.

نصيحة واستجابة من كيم

وعلى صعيد السياسة الدولية أيضًا والعلاقات الدولية كان لترامب نصائح لنظرائه من الزعماء أبرزها فى الفترة الماضية كيم جون أون، زعيم كوريا الشمالية، وذلك إبان فترة توتر علاقتهما قبل أن تهدأ الأمور بينما بشكل نسبى.

وفى 17 أبريل 2017، وجه ترامب نصيحة لكيم عبر شبكة "سى إن إن" وذلك فى أعقاب مشاركته فى احتفالات عيد الفصح برفقة زوجته ميلانيا، قائلا :"يجب أن يحسن سلوكه".. وقد جاءت كلمات الرئيس الأمريكى فى هذا الموقف هادئة بعيدًا عن أسلوبه المعتاد من الهجوم والسخرية وفيما يبدو أن الزعيم الكورى الشمالى قد استجابة تلك النصحية بعدها بعام تقريبًا وبدأ فى تسحين سلوكه بالفعل وهذا ما اتضح فى دخوله فى مفاوضات وعقد قمة تاريخية مع الجارة الجنوبية ثم بعدها عقد لقاء تاريخى مع ترامب نفسه.

ما سبق جانب من نصائح ترامب لنظرائه من زعماء والمسئولين فى دول العالم لكن ماذا عن أنصاره فى الدخل وعلى رأسهم بكل تأكيد أعضاء الحزب الجمهورى بالكونجرس، والسؤال هنا كيف يتعامل معهم؟، وما أبرز رسائله لهم فى الفترة الأخيرة؟.

ماذا يقول لأنصاره؟

ويعتبر قانون الهجرة من أحدث القضايا التى دفعت ترامب لتوجيه رسائل صريحة إلى النواب الجمهوريين بالكونجرس، ومفادها لا تهدروا وقتكم فى إصلاحه، وإرجاء الأمر إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل!.

نصيحة ترامب لنواب الأكثرية الجمهورية بعدم إهدار الوقت لأنه أيقن أن الفوز فى هذه الجولة لن يكون حليفه بعدما تم إرجاء التصويت آنذاك إثر خلافات بين الجناحَين المحافظ والمعتدل فى الحزب حول "ركائز" فرضها ترامب.

ترامب فى نصيحته لـ أنصاره قال :" على الجمهوريين وقف إهدار وقتهم حول الهجرة، إلى ما بعد انتخاب مزيد من أعضاء الكونجرس فى نوفمبر القادم، الديمقراطيون يلعبون، ولا يعتزمون فعل أي شيء لتسوية مشكلة قائمة منذ عقود.. يمكننا تمرير تشريع عظيم بعد الموجة الحمراء!".

نصيحة ترامب الصادرة بتاريخ 23 يونيو الماضى جاءت فى محاولة منه لحسم حالة الجدل التى دارت فى الأوساط الأمريكية جراء الفوضى التى تفاقمت على الحدود بين أمريكا والمكسيك على خلفية إلغاء الرئيس الأمريكى سياسة فصل الأطفال عن ذويهم لدى دخولهم الولايات المتحدة فى شكل غير شرعى.

ترامب العجوز لـ دونالد الشاب

وبمناسبة الحديث عن النصيحة، فإنه من الطبيعى أن ينصح الكبار الصغار، وفى هذا الإطار لم يسير ترامب على النهج الاعتيادى، ففى 23 مارس الماضى تواجد الرئيس الأمريكى فى مؤتمر نظمه البيت الأبيض بمشاركة ناخبين شباب، ووجه له أحد الحاضرين تساؤلاً ما هي النصيحة التي كنت ستقدمها لدونالد ترامب عندما كان في الـ25، وتعرف ما تعرفه الآن"؟، وهنا أجاب ترامب ضاحكًا وفقا لما أوردته الصحف الأمريكية :"أنصحه بعدم الترشح للرئاسة".

إذا كنت ترتدى باروكة لا تترشح بالانتخابات !

وعلى صعيد النصائح الطريفة، فإن الأمر لم يفوت دونالد ففى 26 يونيو الماضى أثناء لقاء جمعه مع مؤيديه فى ولاية كارولينا الجنوبية كل من يرتدي "باروكة" أو شعر مستعار بعدم المشاركة فى الانتخابات، وذلك فى إشارة إلى اتهامات البعض له خلال فترة الانتخابات بأن شعره ليس طبيعيا وأنه مزروع وقالوا إنه يرتدى "باروكة".

وتابع ترامب فى حديث الذى بثته قناة "فوكس نيوز الأمريكية" :"حاليا لم يعد أحد يكرر ذلك لأني وقفت تحت المطر الغزير ووقفت تحت رياح قوية بسرعة 60 ميلا فى الساعة، ولم يتأثر شعرى، لذلك إذا كنت تحمل شعرا ليس شعرك، فلا تذهب إلى الانتخابات".

ما سبق من نصائح تكشف عن الوجه الرزين للرئيس الأمريكى فى الحديث، بينما هناك طرق وأساليب أخرى يتبعها فى حواراته المختلفة من سب وهجوم على معارضيه ومنتقديه مما استدعى الكثيرون إلى توجيه النصيحة له بالكف عن مثل هذه التصرفات.