علماء الدين يفتون بالخروج على الأسرة الحاكمة بقطر بعد دعوات مقاطعة الحج.. ويوجهون رسالة للقطريين: لا تأتمروا بحكامكم فلا طاعة لهم فى معصية الله.. ويصفون دعوة زوجة تميم بعدم تأدية المناسك بـ"التبجح"

استمرار لسياسة الاستفزاز القطرية، واستخدام أسلوب الترويع والتحذير لمواطنيها، خاصة مع اقتراب موسم الحج، حاولت زوجة أمير قطر جواهر آل ثانى، إشعال الأوضاع ودعوة القطريين لعدم الذهاب للسعودية لأداء فريضة الحج.

 

ولم تكتف زوجة أمير قطر بذلك، لكنها لعبت دور الداعية والمفتى بالدين، وأفتت للشعب القطرى أن من يذهب لأداء الحج بالسعودية وهى تكرههم، فإنه بذلك يرتكب إثما هو فى غنى عنه - على حد قولها.

 

وواصلت "جواهر" التحريض، عبر حسابها بموقع "تويتر"، بقولها: " أخى المواطن القطرى.. مكة ليست مستقلة كالفاتيكان، هى تابعة للسعودية.. والسعودية اليوم تمنعك من دخول أراضيها طوال العام لأنها تعتبرك خطرًا على أمنها، وتذكر أيضًا أن الحج لمن استطاع إليه سبيلا".

 

ولم تبال زوجة أمير قطر، بانتهاكها لركن من أركان الدين، فقالت فى تغريدة أخرى: "أتمنى أن تقاوم رغبتك فى إثبات أن الذهاب للحج أمر طبيعى فى هذه الظروف، لأنك إن لم تتضرر شخصيًا ربما غيرك تضرر بناءً على حديثك.. فبذلك تتحمل إثمًا أنت فى غنى عنه"، على حد زعمها.

كما دشنت هاشتاجين معاديين لإثارة الجدل بشكل أكبر، وهما #الحج_فخ_للقطريين ، و#لا_لذهاب_القطريين_للحج_هذا_العام".

 

وردا على ذلك، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف: "الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وجعله الله تبارك وتعالى فرضًا واجبًا على المستطيع، حيث قال سبحانه: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، وأمر الله إبراهيم بعد الفراغ من بناء الكعبة أن يصعد عليها ويؤذن فى الناس بالحج، وقال سبحانه "وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا… ".

 

وأضاف "الأطرش" لـ"اليوم السابع"، أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يمنع إنسان من أداء هذا الفرض والنبى صلى الله عليه وسلم أمرنا بطاعة أولى الأمر، "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم".

 

وأوضح أن حكام قطر حينما يمنعون القطريين من الحج وهم قادرون على ذلك فهذه معصية، حيث لا يجوز لقطرى أو غيره أن يأتمر بأمر ولى الأمر فى هذه الحالة، فالحج ركن من أركان الإسلام، وولى الأمر الذى يرتكب هذا الفعل لا يطاع ولا طاعة لمرؤسيه عليه لأنه يأمر بمعصية، فإذا كان ربنا أوجب على الإنسان أن يطيع والديه فى كل شئ إلا إذا أمرا بعصيان الله فلا طاعة للوالدين على الولد وهى طاعة واجبة، فما بالنا بالحاكم الذى يأمر رعيته بالصد أو الإحجام عن أداء هذا النسك، فلا طاعة لحاكم على محكوم فى هذه الحالة ولا شك أن أمير قطر بهذه الصورة حاد عن الطريق المستقيم وأعتقد أن نهاية هذا الحكم قد اقتربت.

 

وتابع "الأطرش": "أنادى على كل قطرى: "لا طاعة لهذا الحاكم عليكم، لأنه يمنع أداء الركن الخامس من أركان الإسلام فما دمتم مستطيعون  ماديا وبدنيا فالحج واجب فى حقكم". 

من جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المناسك لا تتأثر بأى حال من الأحوال أو صراعات بين المسلمين فيما بينهم، لأن المناسك تقام لله سبحانه وتعالى وفرض من فروض الإسلام وركن من أركان الدين ولا يجوز تعديل هذا الركن بأى حال من الأحوال، إلا إذا كان هناك خطر أو قوة قاهرة تمنع من أداء المناسك والمملكة العربية السعودية فاتحة أبوابها لكل المسلمين بالعالم، وبالتالى ليس هناك داعٍ لمثل تلك الدعوات.

 

وأضاف فى تصريحات لـــ"اليوم السابع"، أن تلك الدعوة لتغريب الإسلام والعصف بركن من أركان الإسلام هذه الخلافات العصبة الحاكمة بقطر هم السبب فيها وفى كل ما يدور فى معظم الدول العربية الآن من مآسى وصراعات وحروب أهلية، فلذلك أن يمتد هذا التبجح إلى منع القطريين من أداء ركن من أركان الإسلام، فهذا كلام فى السياسة ولا يجوز تحكم السياسة أركان الدين، وهو منطق عصبى وغير جائز على الإطلاق.