قراءة الفاتحة على أنغام الموسيقى تثير غضب علماء الدين.. الإفتاء: حرام شرعا.. والبحوث الإسلامية: جريمة مشينة وفعل فاضح.. والأوقاف: سوء أدب مع الله وكتابه.. وشقيق الشيخ المنسوب له الفيديو: أخى متوفى منذ 15 عاما

آثار تداول فيديو لمبتهل يتغنى بسورة الفاتحة غضب عارم لدى رواد السوشيال ميديا، حيث يظهر من الفيديو المتداول المبتهل وهو يتغنى بقراءة آيات من سورة الفاتحة وبجواره العازفين على الآلات الموسيقية المتنوعة، ومن أمامه يتراقص مرتادو الحفل على الأنغام الموسيقية.

دار الإفتاء: حرام شرعا وفيه ضياع الدين وهلاك المسلمين

وتعليقا على الفيديو قالت دار الإفتاء المصرية، إن إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغنى به محرم شرعًا، وذلك ردا على ما تناوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى لمقطع فيديو، لأحد المبتهلين مرتديا الزى الأزهرى وهو يتلو سورة الفاتحة على أنغام الموسيقى خلال احتفالية شعبية فى مصر.

وتابعت الدار: "القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول -صلى الله عليه وسلم- هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنوا به، وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه".

وأوضحت دار الإفتاء، أن سماع القرآن كما تُسمع الأغانى، يجعله أداة لهو وطرب، تصرف السامع إلى ما فيـه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم، ومن ثم شددت الدار على أن القرآن الملحَّن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذى أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التى تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم".

 وأكدت الإفتاء، على أن قـراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقى، تحريف وتبديل لكتاب الله؛ وفى ذلك ضياع الدين وهلاك المسلمين.

عضو البحوث الإسلامية: جريمة مشينة وفعل فاضح

من جانبه قال الدكتور الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما تم عرضه جريمة يستحق مرتكبها العقاب، كونه قام بالتغنى بالقرآن الكريم وهو أمر محرم قطعيا، بالإضافة إلى ارتدائه الزى الأزهرى للتدليس على الناس وإعطاء صورة أن ما يقوم به يرضى عنه الأزهر.

وأضاف الجندى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع، ما تضمنه الفيديو هو قمة الإبتزال فسورة الفاتحة هى أم الكتاب التى يدخل بها المصلى فى كل ركعة من الركعات بالصلوات الخمس بالإضافة للسنن والنوافل، بالإضافة إلى أن فكرة التغنى بالقرآن الكريم مسلك حرام حرمة قطعية لأنه أخل بالجلال والجمال للقران الكريم.

وطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية، مجلس النواب بضرورة تشريع قانون للتصدى لمثل تلك الفضائح والتصرفات غير المسئولة فينبغى توقيف من قام بمثل هذا المسلك المشين وتجريمه.

نقيب المنشدين: أطالب بتحويل النقابة من عمالية لمهنية للتصدى لهؤلاء المتطرفين

وبدوره قال الشيخ محمود التهامى، نقيب المنشدين والمبتهلين، إن صاحب المقطع مجهول وليس معروف وسط المنشدين والمبتهلين، مشيرا إلى أن بعض المنشدين ذوى مرض الشهرة لا يستطيعون الشهرة معتمدين على موهبتهم فيلجئون إلى طرق رخيصة وقد تكون كارثية مثل الأزمة الأخيرة والتى دفعت بصاحبها إلى التجرؤ على التغنى بالقرآن الكريم.

وأضاف التهامى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "أطالب مجلس النواب بسرعة البت فى القانون المقترح بتحويل نقابة الإنشاد من نقابة عمالية إلى نقابة مهنية، حتى يكون له السلطة والسيطرة على هؤلاء المدعين فالإنشاد الدينى له قدسية"، مشددا على أن نقابة الإنشاد الدينى مازالت نقابة عمالية ليس لها سلطة لمواجهة المتطرفين من المنشدين أو التطرف الفكرى الدخيل على الإنشاد الدينى، فالإنشاد قوى ناعمة وتراث مصرى لابد لنقابة مهنية للحفاظ عليه حتى لا يضيع على أيدى المرتزقة.

مدير الفتوى بالأوقاف: سوء أدب مع الله وكتابه

وفى سياق متصل، قال الدكتور أيمن أبو عمر، مدير عام الفتوى والبحوث بوزارة الأوقاف، إن ما تضمنه مقطع الفيديو لا يجوز وسوء أدب مع كتاب الله عز وجل فلقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم ليكون منهج حياة ولنتدبر آياته ونعمل بما فيه فقال سبحانه "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، فما حدث سوء أدب مع الله عز وجل ومع كتابه عز وجل ولا يليق بكتاب ربنا الذى قال عنه " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا".

وأضاف أبو عمر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "أمثال هذه الأفعال لا تليق ولا تصدر من قلب امتلأ هيبة وإجلالا وتوقيرا لله سبحانه وتعالى وصدق فى هؤلاء قوله تعالى "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ"، فقراءة القرآن بمثل تلك الصورة لا يرضاها رجلا منصف ويعرف قدر كتاب الله عز وجل.

شقيق الشيخ المنسوب له الفيديو: أخى متوفى منذ 15 عاما

ومن جانبه، أكد الشيخ العربى عبد الحميد فرج، وكيل مدرسة ومنشد دينى من قرية بهنباى بالشرقية، على أن شقيقة الشيخ يحيى عبد الحميد المنشد المعروف، توفى منذ 15 عاما، وذلك تعليقا منه لـ"اليوم السابع"، على الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، لشيخ يقرأ الفاتحة على أنغام الموسيقى قيل إنه الشيخ يحيى عبد الحميد فرج.

وأضاف وكيل مدرسة ومنشد دينى من قرية بهنباى بالشرقية، أن مقطع الفيديو المنتشر هو حديث التصوير لمداح بحفل إحدى القرى، ولا يخص شقيقة المتوفى، لافتًا إلى أنه ربما لشهرة عائلته كمنشدين فنسب المتداول المقطع له.

وأوضح عبد الحميد، أن المقطع المنتشر اجتزأ من سياقه الحقيقى، فهى مقدمة معروفة وقديمة يرددها الكثير من المداحين تبدأ بـ "بسم الله، خيرنا وبركتنا، الرحمن يجبر خطئتنا، ويبارك ويزيد نعمتنا "، ثم: "اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم"، لافتا أنه لا يقرأ الفاتحة أنما يقرأ هذه الآية كدعاء استكمالا للدعاء الذى ورد فى المقطع الأول.

وأشار وكيل مدرسة ومنشد دينى من قرية بهنباى بالشرقية، إلى أنه كمنشد لا يقرأ القرآن الكريم خلال المدح، وأن وردت آيات قرآنية تتوقف الفرقة عن العزف حتى ينتهى من القراءة، متابعًا: "إننا أسرة تعلمنا فى الأزهر الشريف وشقيقى الأكبر المرحوم الشيخ يحيى كان إمام مسجد، وأنا أعمل وكيل مدرسة وكذلك أبناؤنا، وورثنا الإنشاد الدينى من والدنا الشيخ المعروف عبد الحميد فرج الذى كان من المنشدين المعروفين مثل الشيخ طة الفشن وغيرهم."