الرابحون والخاسرون من لقاء ترامب وبوتين.. الشرق الأوسط أول الخاسرين

بوتين وترامب
بوتين وترامب
هدى زكريا

المتابع للمشهد العالمى يدرك تماما طبيعة العلاقات الأمريكية الروسية وما تمثله تلك الدولتان من خصوصية وأهميه كبيرة فى النظام الدولى، وقد مرت تلك العلاقة بمنعطفات عدة من حدود التقارب والتصادم الذى زادت شدته خلال فترة الحرب الباردة بين هذين القطبين، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على الجناح الليبرالى الغربى بينما تتزعم روسيا الجناح الاشتراكى الشرقى.

ولكن ما هى حدود الصراع بين هاتين الدولتين ومن هم الرابحون والخاسرون من حدوث التقارب أو تحسن العلاقات بينهما ؟

جذور الصراع :

وترتكز حالة التنافس الإستراتيجي بين هاتين الدولتين على أمور عدة، أولها تقزيم أمريكا لدور روسيا العالمى وتحجيمه، من خلال توسيع حلف الناتو ليضم عدد من الدول فى أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتى، بعدما كانت خاضعة تماما للثانية، ناهيك عن محاولات ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو، بينما تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية روسيا خصما استراتيجيا لها لابد من تحجيم دورها فى العديد من دول العالم، خاصة مع تنامى دور روسيا فى الشرق الأوسط ممثلا فى سوريا وإيران وليبيا.

أضف إلى ذلك أن حالة التنافس تلك تتجلى فى تجنب الطرفين أى مواجهات مباشرة والاكتفاء بالحرب الباردة التى يقودها الأطراف الداعمة لتلك الدول، مثلما حدث فى سوريا وأفغانستان من خلال دعم روسيا لحركة طالبان فى مواجهة أمريكا، كما أن التنافس بين الدولتين أيضا يتمثل فى رغبة كل منهما فى تزعم النظام الدولى، فروسيا استعادت قوتها الاقتصادية فى عهد الرئيس فلاديمير بوتين، كما أنها تتمتع بنظام عسكرى قوى فى حين أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يرى أن دولته مازالت متربعة على عرش النظام الدولى وقادرة على التحكم فيه.

ولكن على الرغم من الحالة التنافسية تلك إلا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن مرارا وتكرارا خلال إعلانه الترشح للرئاسة، أنه يضع توطيد العلاقات مع روسيا على رأس أولوياته إلا أنه قوبل بهجوم شديد من قبل بعض المؤسسات الأمريكية وعلى رأسهم الكونجرس الأمريكى والذى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، بسبب تدخلها فى نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب، مما يستلزم عقاب روسيا مثلما حدث من قبل فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ، ووضع الكونجرس قيود أمام ترامب تعيق أى سبيل أو خطوة من جانبه لتحقيق التقارب ما بين الدولتين إذ ألزمه بضرورة الرجوع إليه قبل اتخاذ أى إجراء من شأنه رفع العقوبة عن روسيا التى تعتبر خصم استراتيجى وتاريخى لأمريكا وأمام عقوبات الكونجرس والخسائر التى تعرض لها الطرف الروسى لم يجد الأخير سبيل للرد عليهم سوى طرد عدد كبير من الدبلوماسيين فى موسكو . 

ولكن ما الذى حدث مؤخرا ؟

وخروجا عن العقوبات التشريعية وإنهاء لحالة الصراع تلك التى ازدادت مع الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى الكرملين بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، والتأثير فى نتيجتها لرئيس البيت الأبيض الحالى ترامب، على مصلحة منافسته – حينذاك – هيلارى كلينتون يترقب العالم القمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين فى السادس عشر من يوليو المقبل، فى العاصمة الفنلندية، هلسنكى.

وأمام حالة الترقب تلك أصبح هناك فريقين أحدهما رابح والآخر خاسر من نتائج هذا للقاء المنتظر وما سيترتب عليه فى الفترة القادمة .

أولا الرابحون :

بعيدا عن أى شىء تبقى المصلحة هى الرابط الأساس فى علاقة تلك الدول ببعضها البعض وهذا يتجلى فى اعتراض أوروبا على العقوبات الأمريكية ضد روسيا، خاصة وأن هناك بعض الروابط وأجندة قضايا مشتركة بين البلدين على سبيل المثال محاربة الإرهاب وداعش فى سوريا، وهو أمر بالتأكيد فى مصلحة المجتمع الأوروبى الذى يعد الرابح الأول من تحقيق التقارب بين روسيا وأمريكا، هكذا بدأ الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حديثة، مؤكدًا على ان أوروبا ستكون الرابح الأكبر ولن تخسر شيء بل بالعكس يتم التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ليكون العائد فى صالح الأخيرة خاصة وأن الرئيس الأمريكى لا يجرؤ أن يتخذ قرارا أو مبادرة لا ترضى عنها إسرائيل.

ثانيا الخاسرون :

وأضاف حسين، أن الخاسر الأول فى هذا التقارب هو مجتمع الشرق الأوسط خاصة لو اتفقت كل من روسيا وأمريكا على تنسيق السياسات فى سوريا وعدم الإضرار بمصالح إسرائيل من خلال تمرير صفقة القرن، وهو المصطلح الذى وضعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وهى صفقة غامضة غير واضحة وموافقة روسيا عليها سيكون مكسب للولايات المتحدة وهى مكسب لإسرائيل إلى جانب إمكانية حدوث مزيد من التقسيم فى بعض الدول العربية.

وتابع : كما أن هناك ضررا سيلحق بالصين من الناحية الاقتصادية والتسليح أيضا، كما أن أمريكا وروسيا قد يتفقان على شئ يمس المصالح التركية والإيرانية فى المستقبل أيضا، ولكن بشكل عام سيكون المشهد كالآتى أمريكا وروسيا "الفاعل"، الشرق الأوسط "مفعول به" أما الصين وتركيا وإيران الأطراف المتفرجة والحذرة والرابح من المعادلة كلها دولة إسرائيل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مقتل أستاذ طاقة نووية أمريكى قرب بوسطن بطلق نارى

تفاصيل رقم قياسى للأهلى فى مونديال الأندية أبهر رئيس فيفا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

تقرير عبد الرؤوف النهائى يحسم مصير ناصر منسى مع الزمالك

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي


مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية


منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

الزمالك يهزم الزهور فى مؤجلات دوري رجال الطائرة

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

ثلاثة ملابس مثيرة للجدل صدمت إسبانيا في القرن السابع عشر..الياقة المكشكشة وفتحة الصدر العميقة والتنورة ذات الإطار المعدني..الكنيسة منعت النساء من الدخول بسبب إظهار أكتافهن..فيليب الرابع يحظر الحجاب عام 1639

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى