تفاصيل جديدة فى اكتشاف تابوت أثرى بالإسكندرية.. شهود عيان: مقاول العقار لم يستخرج رخصة الهدم.. ومسئول آثار الحى أمر بالحفر لعدم وجود مياه أسفل العقار والتربة الرملية أثارت شكوكه.. واستخرج تماثيل أثرية منذ شهرين

أثار اكتشاف تابوت أثرى بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية، الجدل فى المجتمع السكندرى عن هذا الاكتشاف خاصة أنها ليست الواقعة الأولى التى يتم اكتشاف فيها هذه الآثار على طريق الكورنيش، فكانت الواقعة الأولى هو مسرح العبد واكتشاف منطقة أثرية أسفل العقار وظلت الأزمة لسنوات طويلة حتى تم نقل كافة الأثار التى يمكن نقلها من العقار وتم التحفظ عليه.

 البداية عندما وردت للجهات الأمنية بالإسكندرية بلاغاً يفيد باكتشاف تابوت أثرى أسفل العقار رقم 8 شارع الكرملي  دائرة القسم، وتبين أن العقار محل البلاغ عباره عن قطعة أرض مساحتها 150 متر مربع تقريباً ملك م ا م ، وأثناء قيام "أ ع م 31 سنة مقاول"  بأعمال مجسات لاستخراج رخصة بناء عقار والحصول على موافقة منطقة آثار الإسكندرية، عُثر على تابوت أثرى مغلق من الجرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر بإرتفاع 1.85 متر يزن 30 طن تقريباً، تم إخطار عمليات المحافظة وحى شرق، ومنطقة أثار الإسكندرية.

"اليوم السابع" انتقل لمقر العقار والذى أصبح تحت حراسة الشرطة العسكرية وتشديد وتكثيف الإجراءات الأمنية بمحيط الأرض حتى انتشال التابوت بمعرفة الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة ووزارة الأثار.

ويقع العقار فى أحد أهم الأحياء بالإسكندرية بمنطقة سيدى جابر، وفى أحد الشوارع الداخلية للمنطقة يوجد شارع الكرملى المتواجد فيه العقار، فهو شارع على منحدر كبير بداية من مدخل الكورنيش وقمته من الجهه الشمالية للشارع.

وقال محمد سعيد، أحد السكان المجاورين للعقار، أن الأرض كان بها عقار قديم مكون من 5 أدوار وقام بشراءها أحد المقاولين منذ بداية العام، وهدم العقار  لبناءه برج سكنى بأسم " الكرملى تاور" حتى وصل للدور الأرضى وبدأ فى حفر الأرض.

وأضاف أنه لم يستخرج رخصة الهدم من الحى التابع له، وقام بالحفر حتى علمت الجهات التنفيذية بالحى وقام بالمصالحة وتم انتداب لجنة للإشراف على الهدم لاستخراج رخصة البناء، تتكون من مسئول بوزارة الأثار الذى أثارت التربة شكوكه فى البداية.

 وأشار إلى أن المقاول قام بالحفر لأمتار عميقة تحت الأرض، لكن لم يصل إلى المياه مما أثار شكوك مسئول الأثار، الذى أبلغ الجهات المسئولة حتى تم التوصل إلى شواهد أثرية وتم استخراج تماثيل صغيرة الحجم وتم تسليمها للجهات الأمنية وذلك خلال شهر أبريل الماضى.

بيما قال أحمد عيد، أحد شهود العيان، إن المقاول كان يحفر طوال الشهرين الماضيين لأمتار عميقة وكان يستخدم معدات ثقيلة فى الحفر مما أثار شكوك الجميع ، ولكن بعد فترة كانت الشرطة والجيش يتوليان حراسة الأرض ومتابعة أعمال الحفر لحين تم اكتشاف التابوت.

 وقررت نيابة سيدى جابر بالإسكندرية، التحفظ على الأرض بالكامل ووضعها تحت حراسة مشددة لحين الانتهاء من نقل التابوت.

من جانبه، أكد المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات  بوزارة الآثار، تفقده اليوم للتابوت الأثرى الذى تم اكتشافه أمس، فى محافظة الإسكندرية، وذلك لإعداد تقرير حول آليات رفع التابوت من باطن الأرض.

وأوضح رئيس قطاع المشروعات  بوزارة الآثار، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن التابوت المكتشف وزنه ثقيل لذلك يجب وضع خطة جيدة لرفعه من باطن الأرض فى الإسكندرية ونقله لأقرب مكان أثرى، لافتًا إلى أن أقرب مكان أثرى للأرض المكتشف بها التابوت مقابر مصطفى كامل الأثرية، لكن قد تكون هناك رؤية أخرى لنقله إلى أى مكان آخر.

وأضاف أبو العلا، أنه سيتم معاينة التابوت على أرض الواقع اليوم، لأنه من خلال الصور التى شاهدها لا يمكن معرفة طبيعة الأثر وكيفية رفعه، لذا يجب المعاينة على الطبيعة وتقديم تقرير مفصل بالوضع الحالى وكيفية نقله.

يذكر أن البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، كشفت عن مقبرة أثرية ترجع للعصر البطلمى، وذلك أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بشارع الكرميلى بمنطقة سيدى جابر حى شرق الإسكندرية.

والمقبرة تحتوى تابوتا مصنوعا من الجرانيت الأسود، ويعد من أضخم التوابيت التى تم العثور عليها فى الإسكندرية، ويبلغ ارتفاعه 185 سم وطوله 265 سم وعرضه 165سم، وأن المقبرة وجدت على عمق 5 أمتار من سطح الأرض، وتلاحظ وجود طبقة من الملاط بين غطاء وجسم التابوت تشير إلى أنه لم يفتح منذ إغلاقه وقت صنعه، كما تم العثور أيضا بداخل المقبرة على رأس تمثال متآكل لرجل مصنوع من المرمر، ويبلغ ارتفاعه 40 سم، ومن المرجح أنه يخص صاحب المقبرة، وفور العثور على المقبرة قامت البعثة بإبلاغ المنطقة الشمالية العسكرية المجاورة للموقع، والتى تقوم بتأمين الموقع، كما أنه جار التنسيق مع قطاع المشروعات والإدارة المركزية للترميم لاستكمال أعمال الكشف عن ما بداخل التابوت.