لماذا لا يحب المصريون النهايات المفتوحة فى المسلسلات؟

الوتد
الوتد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

"الحلقة الأخيرة النهاردة" هذه الجملة شكلت إحدى أهم المقولات الثقافية فى التاريخ المصرى الشعبى، ومنذ أن بدأت الدراما التليفزيونية تعرف طريقها إلى البيوت وحتى اليوم، لكنها بلغت قمة مجدها فى ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، فى زمن الملاحم الدرامية.

بالطبع نتذكر فى البدايات، كان المسلسل المصرى لا يتجاوز الثلاث عشرة حلقة، زادت بعد ذلك لخمسة عشر حلقة وصلت إلى ثلاثين، بل تجاوزتها لفكرة المواسم، ومع ذلك فإن كل شىء لا قيمة له ما لم تكن الحلقة الأخيرة مجيبة عن الأسئلة المحيرة التى تشغل المشاهد طوال الحلقات، حيث يظل المشاهد متحملا كل الظلم والإجحاف والتفسيرات غير المفهومة من أجل الحلقة الأخيرة التى حتما سيجد فيها تحقيق العدالة والنجاح ونصرة المظلوم وهلاك الظالم والزواج السعيد.

المهم أن أى مسلسل يؤمن بفكرة التجريب ويحب أن يقدم نهاية مفتوحة فلن يحقق نجاجا يذكر مع الناس، حتى لو أعجب الناس بالحلقات نفسها، ليس هذا فقط بل إنهم حتى لا يحبون النهايات التى لا تتفق مع توقعاتهم، مثل أن يعيش "الظالم" ولا يخضع للعدالة الإنسانية، ومن المسلسلات التى لم تكن نهايتها متوافقة مع الحالة النفسية للمشاهد المصرى مسلسل "سامحونى ما كنش قصدى" للنجم ممدوح عبد العليم والفنانة إلهام شاهين، كذلك مسلسل قديم بطولة نور الشريف وصلاح السعدنى وصفاء أبو السعود وسميحة أيوب اسمه "ولسه بحلم بيوم" إنتاج 1981 فعندما وضع المخرج يوسف مرزوق "نور الشريف" الشرير فى مواجهة مع المغلوب على أمره "صلاح السعدنى" فى الحلقة الأخيرة وترك النهاية مفتوحة ولم ينصر المظلوم بشكل واضح، شعر المشاهد باختلال العدل.

والسؤال لماذا لا يحب المصريون النهايات المفتوحة؟ فى ظنى أن جزءا كبير من ذلك يرجع إلى "عقيدتهم الدينية" ولأنهم "متدينون بطبيعتهم" فالدين سوائ إسلامى أو مسيحى يحتوى على فكرة أن "النهايات" أفضل دائما للمظلومين والمقهورين والحالمين، والحلقة الأخيرة بالنسبة للمشاهدين هى "يوم الحساب" الذى يأخذ كل شخص جزاءه، لذلك هم لا يقبلون سوى بـ "العدل والرزق الواسع".

الأمر الثانى لرفض النهايات المفتوحة، هو أن المصريين، ومنذ الحلقة الأولى يبحثون عن التشابهات بينهم وبين شخصيات المسلسل، فيرون أن الأحلام التى يعجزون عن تحقيقها فى الواقع يمكن لأبطالهم الخياليين أن يحققوها، لذا لا يقبلون بهزائم هذه الشخصيات ولا عدم اتضاح نهاياتها لأن ذلك سوف يربكهم بشدة.

ثالث الذى يدفع المصريين لعدم قبول النهايات المفتوحة، أنهم رغم إدراكهم الفعلى بأن الحياة، حمالة أوجه، لكنهم لا يحبون ذلك، خاصة الموظفين والعمال، الذين يرون أن رزق الله يرتبط بالعمل والاجتهاد، لا بالاحتمالات غير المتوقعة للحياة، لذا يسعون لرؤيتها فى المسلسلات لأن هذه الاحتمالات تفاجئهم بشكل يومى.

لكن الخطورة الكبرى فى عدم حب المصريين للنهايات المفتوحة، أن ذلك يتفق وطبيعة الكسل، وعدم الرغبة فى التفكير وطرح القضايا ذات "الصبغة الفلسفية" والإصرار على الكلمة الأسهل "وخلص على إيه؟". 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس بعثة الحج: وصول 6720 حاجا للمدينة المنورة

التشكيل المتوقع للزمالك أمام بتروجت..مصطفى شلبى وسيف الجزيري فى الهجوم

فرنسا تدعو إلى إنهاء فوري للحرب في غزة

طرح خراف وأبقار حية بشوادر الشركة القابضة للصناعات الغذائية.. اعرف الأسعار

ريفيرو يرفض ضم صفقة أجنبية للأهلي في الوسط أو الدفاع ويفضل الهجوم


تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز.. رمضان وإبراهيم وماييلى بالهجوم

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 24 مايو 1901.. الخديو عباس الثانى يصدر أمرا بالعفو عن أحمد عرابى ويسمح له بالعودة إلى مصر بعد 19 عاما قضاها فى منفاه بسيلان

صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة

هل يجوز لصالح جمعة الاستئناف على حكم حبسه شهر.. القانون يوضح

البنك الأهلى يلتقى المصرى فى صراع المركز الرابع بالدورى اليوم


"القائد الجزار" زعيم "طائفة القتل المهووسة" يمثل للمحاكمة فى أمريكا

ماهى سيناريوهات تتويج الأهلى وبيراميدز بلقب بطل دوري nile ؟

سياح العالم يستمتعون بالبالون الطائر وسفارى الخيول بين معابد الأقصر.. صور

رحلة بلا عودة.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لغطاسى ميناء السخنة فى السويس

رحيل محمد لخضر حمينة بالتزامن مع اليوبيل الذهبى لحصوله على سعفة مهرجان كان

ليس مودريتش.. الذكاء الاصطناعى يختار أفضل لاعب وسط فى التاريخ

خطاب المحكمة الرياضية لاستبعاد الشق المستعجل بشكوى بيراميدز

وزارة الخارجية تعلن إعادة 71 مواطنا مصريًا من ليبيا

المحكمة الرياضية ترفض طلب بيراميدز بنظر قضية مباراة القمة بالشق المستعجل

هتقفل المادة.. نموذج استرشادى فى الفلسفة والمنطق لطلاب الثانوية العامة 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى