نادر الليمونى يكتب: النجاح بالطفرة.. والفشل بالخبرة

شخص يفكر – صورة أرشيفية
شخص يفكر – صورة أرشيفية
تجتاح حياتنا منذ عقود نجاحات تهز كيان المجتمع على المستوى الفردى والمؤسسى، وتقام الأفراح وتعقد جلسات للتحليل والتمجيد والأحاديث الكثيرة عن ذلك الأنجاز، خاصة أن تلك النجاحات دائمًا ما تصل إلى مستوى الإعجازات ونحاول دائمًا تحديد الأب الشرعى لهذا النجاح من كثرة ادعاء الكثيرين أنهم أصحاب الفضل الوحيد فى هذا ثم ما نلبث أن ينفض المولد وموائد الأفراح كأنه سوق انتصب ثم انفض فجأة دون استفادة أو تحليل علمى للبناء عليه والاستفادة منه وتسويقه بالشكل الجيد الذى يحدث فى معظم بلدان العالم .
وعند الفشل الذى اعتدنا عليه تقام أيضًا سرادقات الصياح والمواساة دون أيضًا محاسبة أو دراسة لأسباب هذا الفشل للاستفادة منها فى عدم تكراره وألا نعود إلى نفس المكان، إلا أننا نصر دائمًا أن يمر هذا الحدث حتى تتلاشى أثاره مع الزمن مستفيدين من طبيعة الإنسان ألا وهى النسيان ثم سرعان ما نصاب بصدمة فشل أخرى، وكأن هذا الفشل لم يمر علينا منذ فترة وجيزة وندخل فى نفس الدائرة حتى ترسب فى الأذهان ثقافة أو فكرا ترسخ لدينا بقبوله والرضى به وكأنه خاص بنا اعتدنا عليه واعتاد علينا.
عكس النجاحات التى تحدث فى فترات متباعدة تحدث بدواخلنا هزة عميقة وكان القدر يريد أن يقول لنا إننا نستطيع إن أردنا.
والشىء الملفت للنظر أننا نملك من العقول والكفاءات والكوادر البشرية التى لا يملك غيرنا مثلها ما يجعلنا ان نملك العكس دائمًا.
فيكون النجاح والتميز والإبداع سمة من سمات مجتمعاتنا خاصة أن لدينا تاريخًا ما زال محيرًا للعلماء وللعقول الواعية العالمة رغم مرور آلاف السنوات .
هذا الوضع بالفعل محيرًا ويسبب حالة إعياء وحيرة وغصة فى القلب لأبناء الوطن المخلصين الذين يتمنون له الرفعة والرقى والازدهار.
والدليل على ذلك وعلى سبيل المثال وليس الحصر أن أبناءنا إذا عاشوا فى بلاد أوروبية التزموا بعاداتهم ومناهج حياتهم وأسلوب معيشتهم بل قد يزيدون عليها التزاما وحكمة.
وعندما يعود نفس هؤلاء الأبناء تجدهم وقد خلعوا قميص تلك البلاد بما يحمله من سمات ومعالم تزين بها معالمها ومؤسساتها وحتى شوارعها وارتدى ثوب المواطنة المترسخ فى عقله، ويعود إلى ثقافة لا ينبغى أن نسمح لها بالاستمرار أكثر من ذلك.
والبشر دائمًا يخطئون ويصيبون أى أن الفشل وارد ويحدث فى كل المجتمعات المتقدمة وغيرها، ولكن الفرق أن هذه المجتمعات تستفيد من ذلك الفشل وكأنه منحة أتتهم ليبنوا من فوق أنقاضها أبراجا من الخيال العلمى والرياضى وغيره من كل مناحى الحياة وتصبح لهم هدفاً يسعون الى تحقيقه دون كلل أو ملل.
الحياة تتسع للجميع ولكن القلائل هم من يضيفون إليها ويؤثرون فيها ببصمتهم وعلمهم وسلوكهم.
ولن يموت بداخلنا الأمل أن نرى مصر كما نحلم لها أن تكون فواقعات اليوم جميعها كانت بالأمس أحلام.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

تفاصيل التحقيقات مع المتهمين بالنصب على المواطنين بالعلاج الروحانى

اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم


إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

المرور يبدأ غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد

الجفاف يضرب العالم بقوة.. انخفاض مستوى المياه فى نهرى الدانوب وتيسا.. المكسيك تواجه طوارئ مائية.. مشاكل بالزراعة والطاقة فى ألبانيا.. فانكو بإيطاليا تظهر بمناظر قاحلة ومتشققة.. واستراتيجية أوروبية لإعادة المياه

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام


موسم باريس سان جيرمان المثالى يهدد حلم ريال مدريد المونديالى

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

بعد 5 ساعات.. رجال الحماية المدينة يعلنون السيطرة على حريق سنترال رمسيس.. المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات الواقعة.. لجنة هندسية لمعاينة مدى تأثر المبنى.. والمعمل الجنائى ينتقل لتقدير الخسائر.. صور

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. وفرق الدعم تتابع

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى