حرائق غابات اليونان× 30 صورة.. الكارثة الأسوأ بعد واقعة 2007.. صدمة بأثينا بعد ارتفاع حصيلة القتلى إلى 74 شخصا.. رئيس الوزراء يعلن الحداد 3 أيام.. تقدم النيران نحو المناطق السكنية.. ومساعدات أوروبية فى الإخماد

كتب محمد جمال - تصوير وكالات

الثلاثاء، 24 يوليو 2018 05:52 م

تتعرض اليونان منذ أمس لكارثة تعد الأسوأ فى تاريخها بعد واقعة 2007 والتى أودت الحرائق حينها إلى سقوط 77 قتيلا، لتقوم قوات الإطفاء والدفاع المدنى بدور بطولى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأشخاص وانتشال الضحايا والمصابين، ليأتى الدعم الأوروبى بطائرات مكافحة النيران من إسبانيا وكرواتيا للمشاركة فى مكافحة النيران التى تتقدم بشكل مخيق للمناطق السكنية.

وارتفعت حصيلة الحرائق حول أثينا الثلاثاء إلى 74 قتيلا، كما أعلنت أجهزة الإطفاء، فيما تعيش البلاد صدمة بعد العثور على أكثر من 20 شخصا متفحما، بينهم اطفال.

وقالت المتحدثة باسم جهاز الاطفاء ستافرولا ماليرى ان الحرائق خلفت 74 قتيلا موضحة ان هذه الحصيلة غير نهائية وما زال نحو مئة عنصر اطفاء يواصلون البحث عن ضحايا محتملين فى الساحل الشرقى من منطقة اتيكى التى اتت عليها النيران مساء الاثنين.

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن ستين قتيلا.

وهذه الحرائق هى الأشد ضررا منذ تلك التى اسفرت عن 77 قتيلا فى 2007

أحد رجال الإطفاء

وبين القتلى والدة بولندية وابنتها، كما ذكرت وارسو التى لم تقدم مزيدا من التفاصيل.

وفى محطة ماتى البحرية التى تبعد حوالى اربعين كلم شرق أثينا، عثر على 26 شخصا متفحمين ومتشابكين مجموعات "فى محاولة اخيرة لحماية انفسهم"، كما قال أحد عناصر الإنقاذ فاسيليس اندريوبولوس.

وما زال مواطنون يتحدثون عن مفقودين، خصوصا لدى المراكز الثلاثة للصليب الأحمر التى فتحت فى القطاع، كما أكدت لوكالة فرانس برس جورجيا تريسبيوتى المتحدثة باسم المنظمة، وأضافت "الناس مصدومون، ضائعون، وخسر البعض منهم كل شيء: الأطفال والأهل والمنازل".

أدخنة متصاعدة

وقال رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس "اليونان اليوم فى حداد"، معلنا فى رسالة تلفزيونية للأمة الحداد الوطنى ثلاثة أيام.

وتتحدث روايات المسؤولين والمقيمين عن نيران شديدة انقضت بعد ظهر الاثنين على الساحل الشرقى للعاصمة، وحاصرت الضحايا فى سياراتهم او على بعد امتار من الشواطىء التى كانوا يحاولون بلوغها.

وفى ماتى، أدى عنف الرياح التى فاقت 100 كلم فى الساعة، الى "تقدم مخيف للنيران فى المناطق السكنية"، كما قالت المتحدثة باسم رجال الاطفاء ستافرولا ماليرى.

وأكد رئيس بلدية مرفأ رافينا القريب، ايفانغيلوس بورنوس ان "ماتى لم تعد موجودة"، محصيا "أكثر من الف مبنى و300 سيارة" لحقت بها اضرار، وما زالت النيران تنبعث منها.

وأحصت الحكومة 172 جريحا بينهم 16 طفلا، منهم 11 فى حالة خطرة.

أدخنة متصاعدة

ونقل حوالى 715 شخصا عبر البحر الى رافينا. وتنظم السلطات والمتطوعون تحركاتهم لمساعدة المنكوبين، من خلال جمع وتوزيع الماء والمواد الغذائية والألبسة، فيما نقل المشردون الى الفنادق.

وقضى خمسة اشخاص على الأقل فى البحر حيث تتواصل عمليات البحث، وبدأت عملية التعرف إلى هويات الضحايا فى هذه المنطقة التى يؤمها ايضا سائحون اجانب.

وعاود الحريق تمدده فى المنطقة بعد تراجع فى الصباح، كما ذكرت خلية رجال الاطفاء. وما زالت جبهة ناشطة ايضا فى كينيتا التى تبعد حوالى خمسين كلم غرب العاصمة، حيث اندلع اول حريق صباح الاثنين.

أدخنة

ولم تتم الاشارة الى سقوط ضحايا، لكن النيران التهمت عددا من السيارات والمنازل.

مساعدة أوروبية

وحصلت البلاد التى استعانت بالالية الأوروبية للحماية المدنية على المساعدة خصوصا عبر الوسائل الجوية من فرنسا وإسبانيا وإسرائيل وبلغاريا وتركيا وايطاليا ومقدونيا والبرتغال وكرواتيا، فيما توالت رسائل التعزية من الخارج.

وكتب رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر أن "المفوضية لن تدخر جهودها لمساعدة اليونان".

ارتفاع فى درجات الحرارة

وفتحت نيابة المحكمة العليا تحقيقا حول أسباب الكارثة.

وقبل اندلاع جدل حول كيفية تعامل السلطات مع الكارثة، اشارت الحكومة إلى انها اضطرت إلى مواجهة ظاهرة "غير مألوفة"، كما قال تسيبراس الذى اختصر زيارته الى البوسنة.

واشار المتحدث باسم الحكومة ديميتريس تزاناكوبولوس الى "اندلاع 15 حريقا متزامنا على ثلاث جبهات مختلفة فى أتيك"، ما حمل اليونان على طلب طائرات بدون طيار من الولايات المتحدة "لمراقبة اى نشاط مشبوه والكشف عنه".

وبسبب هذه الاوضاع، ألغت رئاسة الجمهورية الاستقبال السنوى المقرر الثلاثاء لإحياء ذكرى استعادة الديموقراطية فى اليونان فى يوليو 1974.

وترافقت الحرائق مع موجة حر تشهدها البلاد وتترافق مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية. وذكرت الارصاد الجوية ان موجة الحر لن تنحسر الثلاثاء، على الرغم من توقع انخفاض درجات الحرارة فى أتيكا.