صور.. العراق من دولة عظمى إلى مأساة كبرى.. مراحل تحول بلاد الرافدين فى 15 عاما من الغزو لجفاف نهر دجلة.. قصة ضياع أحصن عواصم المشرق العربى وآمال استعادتها.. وانقطاع الكهرباء يفجر مظاهرات فى وجه الحكومة المركزية

المظاهرات فى العراق
المظاهرات فى العراق
كتب: محمد محسن أبو النور

تحول الأمر في العراق وتبدل في السنوات الخمس عشرة الماضية، بعد أن كان واحدا من أكبر الدول ذات الموارد الكبرى في الإقليم وذات حكم مستقر اتفق من اتفق في ذلك واختلف من اختلف، بات يعاني من أبسط أساسيات الحياة مثل المياه والكهرباء، فضلا عن الاستقرار والطاقة التي منعتها إيران، والمياه التي جفت في نهر دجلة، ومن خلال العرض التالي نتتبع مراحل العراق الحزين في تلك السنوات المفعمة بالمأساة والدراما والتي كانت نتيجة لحربين مدمرتين أولهما حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 ـ 1988 وثانيهما حرب الكويت 1990 واللتين لم تسفران إلا عن فقدان بغداد المركز والموارد والبنى الأساسية.

 

الغزو 2003

أحدث غزو العراق أو حرب الخليج الثالثة أو الاحتلال الأمريكي للعراق والذي بدأت عملياته من 19 مارس إلى 1 مايو 2003 حالة من الفراغ الأمني والسياسي في البلاد التي كانت مضرب الأمثال على قوة السلطة واستقرار الأجواء والرفاهية الاقتصادية حتى في سنوات الحصار الاقتصادي التي تلت الغزو.

وفتحت تلك الحرب أبواب الجحيم ليس على العراق فحسب بل على العالم أجمع إذ حررت الإرهابيين والتكفيريين من المعتقلات وأدت إلى نشوب سجالات وصلت حد التفجيرات بين مكونات المجتمع، وقادت الولايات المتحدة الأمريكية وممثلها في العراق بول بريمر تلك العملية الانتقالية في البلاد.

 

أزمة الكهرباء

يستورد العراق وتعاني البلاد من انقطاع الكهرباء بسبب ضعف المولدات وتقادمها وعدم وجود الطاقة اللازمة لتشغيلها بعد أن قطعت إيران إمدادات الكهرباء عنها، لذلك قدمت الحكومة الكويتية مساعدات عاجلة إلى العراق، في ضوء الظروف الصعبة التي تواجهها مدينة البصرة وعدد من المدن العراقية بسبب النقص الحاد في الكهرباء.

على ضوء تلك الأزمة اندلعت، قبل أسبوعين تقريبا، مظاهرات في محافظة البصرة قبل أن تمتد إلى محافظات أخرى، وذلك احتجاجا على انقطاع الكهرباء وشح المياه وانتشار البطالة وتفشي الفساد، غير أن أزمة الكهرباء كانت العامل الأهم في تلك الحالة.

 

الأكراد والاختلافات السياسية

بعد الغزو حصل الأكراد وهم المكون الثاني في البلاد بعد العرب والذين يتمتعون بنسبة 20 من إجمالي حجم السكان على مكاسب لم يكن أكثر تشاؤما يحلم بربعها ذلك أنهم طالوا تمثيلا كاملا في الدستور وحصلوا على حق الحكم الذاتي وأصبحت لغتهم لغة معترفا بها رسميا في دستور 2005 بل الأكثر من ذلك أنه تم التوافق على أن يكون الرئيس من بينهم وتحديدا من حزب الاتحاد الوطني الكردستانى.

لكن الطموح تطور إلى ما هو أبعد من ذلك وفي سبتمبر من العام الماضي قرر الجيل المؤسس لحلم الدولة الكردية إجراء استفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق عن الدولة الاتحادية المركيزة في بغداد مستغلا حالة الشقاق داخل البرلمان والاختلافات السياسية المتوالية بين الحكومة والسياسيين.

 

شح مياه الشرب

منذ عدة سنوات حذر الجيولوجيون من أن نهر دجلة سيجف مع الإجراءات التركية والإيرانية التي تبني السدود على منابع النهر وتحرم العراقيين من مياههم التاريخية التي تغنى بها الشعراء والأدباء.

من يذهب إلى دجلة في شارع سعدون في بغداد الآن يرى جفاف وقحط النهر الذي يعد واحدا من أعذب الأنهار في الكوكب، على خلفية عدة عوامل منها انخفاض نسبة الأمطار خلال العام الماضي في البلاد، إضافة إلى أساليب الري التي تؤدي إلى هدر المياه.

اللافت أن معاناة العراقيين اشتدت في المناطق الجنوبية في البلاد من النقص في المياه بعد انخفاض منسوب النهر، والآن اقترب المنسوب من المستوى نفسه في بغداد، مع توقعات بأن يجف النهر في طول البلاد وعرضها.

 

تشكيل الحكومة

بالرغم من أن قائمة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي لم تحصل على أغلبية مريحة تمكنها من تشكيل الحكومة إلا أن القوائم الاخرى التي اعتلت قائمة أصوات الناخبين لم تحسم أمرها حتى الآن مع توقعات من بعض السياسيين أن يستغرق الأمر حتى نهاية العام الجاري مع اعتقاد بأن الكلمة الأخيرة تنعقد على إمكانية التحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل.

هذا المناخ السياسي غير الحاسم للجدل مع أزمات المواطنين المتزايدة ينذر بمزيد من الاحتقان الداخلي بين الناس خاصة مع لجوء رجل الدين البارز مقتدى الصدر إلى المتظاهرين وتأييده مطالبهم ووصفها بالعادلة الحقة.

مع ذلك تبدو بودار الانفراجة السياسية في الأفق مع تمكن البلاد من دحر تنظيم داعش والتفرغ للمشاكل الداخلية التي يمكن التغلب عليها بقليل جدا من التلاحم الوطني وإعطاء الأولوية لقضايا الشعب ووضع التناحرات السياسية جانيا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيريرا يطلب تقرير الرمادي ويقييم لاعبى الزمالك ميدانيًا قبل حسم مصيرهم

طلاب الثانوية نظام قديم يؤدون اليوم امتحانات الجيولوجيا والجبر وعلم النفس

كيف نحول مخلفات القمح إلى كنوز اقتصادية وبيئية؟

محمد شريف ينفذ برنامجا تدريبيا خاصا استعدادا للظهور فى معسكر الأهلى

ناشئات الطائرة يواجهن كرواتيا اليوم في بطولة العالم


7 نجوم ارتدوا القميص 10 في تاريخ برشلونة قبل لامين يامال

طرق الموت.. 10 أخطر الطرق فى العالم.. زامورا بإسبانيا يثير الذعر بعد وفاة جوتا.. طريق الـ 99 منحنى و نفق جوليانج فى الصين.. 300 شخص يموت سنويا على "طريق الموت" فى بوليفيا.. لا أحد يستطيع القيادة عبرها

ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على مونتريال برباعية مثيرة.. فيديو

بعد الخطأ الفادح.. ميسى يصنع ويسجل فى تقدم إنتر ميامى على مونتريال 2-1

وداعا للبلطجة.. محافظة القاهرة تطبق منظومة جديدة لتقنين وضع السايس.. فيديو


محمد عواد حارس مرمى الزمالك يحتفل بعيد ميلاده الـ"33" اليوم

الزمالك يجدد عقد عبد الله السعيد لمدة موسمين

موعد مباراة ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان فى نصف نهائى مونديال الأندية

مواعيد مباريات اليوم الأحد 6 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

فرص عمل للصيادلة بمرتبات شهرية تصل إلى 9400 جنيه.. تفاصيل

الريال ضد دورتموند.. جارسيا يفتتح أهداف الملكي في كأس العالم للأندية

الداخلية تكشف تفاصيل إشهار شخص بمطعم سلاح أبيض

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة

ديمبيلي يودع جوتا بطريقته الخاصة في كأس العالم للأندية "فيديو"

رامى إمام يكشف عن صورة لعادل إمام مع عائلته وأحفاده

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى