خلال قمة ترامب - كونتى بالبيت الأبيض.. هل ترث إيطاليا مقعد القيادة بأوروبا بدعم من واشنطن؟.. الرئيس الأمريكى يسعى لتدشين تحالف جديد لإنقاذه من عزلته.. والانقسام الأوروبى وفشل ماى يدفعان الإدارة للاستقواء بروما

دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى وتريزا ماى
دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى وتريزا ماى
كتب - بيشوى رمزى

يبدو أن الزيارة التى يقوم بها رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، اليوم الاثنين، إلى واشنطن، للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى غاية الأهمية، خاصة للبيت الأبيض، والذى أصبح يعانى من جراء حالة تشبه العزلة الدولية نظرا لتوتر العلاقات بصورة كبيرة بين الولايات المتحدة، حلفائها التقليديين فى قارة أوروبا، وعلى رأسهم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وذلك على خلفية قرار الرئيس الأمريكى بفرض تعريفات تجارية على الدول الحليفة، بالإضافة إلى مواقفه من العديد من القضايا الدولية التى لاقت رفضا صريحا من قبل حلفاءه الأوروبيين، وعلى رأسها قرارى الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وكذلك نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس.

 

وهنا تثور التساؤلات حول ما إذا كانت الزيارة التى سيقوم بها رئيس الوزراء الإيطالى الجديد سوف تمثل بارقة أمل جديدة لترامب، من أجل استعادة نفوذ بلاده فى القارة العجوز، وتحقيق انتصار جديد على حلفاء بلاده القدامى فى الاتحاد الأوروبى، من خلال إيجاد حليف جديد يمكن استخدامه فى المستقبل لتحقيق الأهداف التى يسعى الرئيس الأمريكى إلى تحقيقها سواء على المستوى القارى أو حتى على المستوى الدولى.

 

مجموعة السبع.. ميلاد تحالف أمريكى إيطالى جديد

لعل صعود كونتى إلى رئاسة الحكومة الإيطالية فى روما، فى مارس الماضى، إثر الفوز الذى حققه حزبى حركة خمس نجوم والرابطة، واللذان يمثلان اليمين المتطرف، كان بمثابة انتصار كبيرة للرؤية التى يتبناها الرئيس ترامب، إدارته فى الولايات المتحدة، فى ظل القواسم المشتركة الكبيرة فيما بينهما، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبى وكذلك الموقف من روسيا، وهو الأمر الذى يؤهل الحكومة الإيطالية لتحظى بالدعم الأمريكى فى المرحلة المقبلة لتتحول إلى إحدى القوى القائدة فى أوروبا، وبالتالى تحل محل القوى التقليدية فى القارة العجوز.

ترامب وكونتى على هامش مجموعة السبع
ترامب وكونتى على هامش مجموعة السبع

وربما كان ظهور الرجلين معا للمرة الأولى خلال قمة مجموعة السبع، والتى عقدت فى كندا فى يونيو الماضى، مؤشرا واضحا على أن العلاقة بين واشنطن وروما ستكون لها خصوصيتها، خاصة عندما أعلن كونتى بوضوح تأييده للموقف الأمريكى من روسيا، حيث أعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن دعمه الكامل للطرح الأمريكى حول ضرورة إعادة روسيا إلى عضوية المجموعة، بعد سنوات من تجميدها على إثر قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.

 

انقسام أوروبى.. فرصة اليمينيين لفرض رؤاهم

الموقف الإيطالى من روسيا، والذى يتطابق إلى حد كبير من الموقف الأمريكى، يأتى امتدادا لموقف كلا منهما من الاتحاد الأوروبى المناوئ لموسكو، حيث أن ترامب وكونتى من أصحاب التوجهات القومية، الرافضة للاتحاد الأوروبى، كما أن صعودهما تزامن إلى حد كبير مع صعود العديد من الأحزاب والحركات ذات التوجهات اليمينية فى أوروبا، وهو ما ساهم، بالإضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، فى زيادة حدة الاستقطاب داخل القارة العجوز، وبالتالى تفاقم حالة الانقسام التى ضربتها فى الآونة الأخيرة.

 

ترامب خلال مناقشة مع قادة مجموعة السبع فى كندا
ترامب خلال مناقشة مع قادة مجموعة السبع فى كندا

الانقسام الأوروبى حول العديد من القضايا يمثل فى ذاته دافعا قويا لخلق معسكر جديد تسعى الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب إلى قيادته، فى المرحلة المقبلة، وذلك فى إطار رغبته لرسم خريطة جديدة للتحالفات الغربية، تقوم فى الأساس على تغيير قواعد اللعبة التى قامت لعقود على أن تقدم واشنطن الحماية الأمنية والدعم الاقتصادى لأوروبا مقابل أن تتولى الولايات المتحدة قيادة المعسكر الغربى، بحيث تقوم العلاقة الجديدة بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين على تحقيق قدر من التوازن والعدالة.

 

فشل بريكسيت.. هل ترث إيطاليا مقعد القيادة بالقارة العجوز؟

خطة الرئيس الأمريكى تقوم فى جزء كبير منها على تفكيك الاتحاد الأوروبى وإضعافه، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى الدعم الكبير الذى أظهره فى بداية حقبته للحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماى، حيث أنه طالبها بالانفصال الكامل عن الكيان الأوروبى المشترك، مقابل أن تحظى باتفاقات تجارية مستقلة مع الولايات المتحدة تحصل لندن من خلالها على مزايا اقتصادية كبيرة، تعوضها عن انهيار اتفاقاتها مع دول أوروبا بحكم الخروج من الاتحاد.

ترامب وماى
ترامب وماى

إلا أن الحكومة البريطانية ربما فشلت فى تحقيق طموحات ترامب، خاصة بعد قرار ماى الأخير بالإبقاء على الاتفاقات التجارية مع دول الاتحاد الأوروبى، وكذلك البقاء تحت ولاية محكمة العدل الأوروبية، وهو الأمر الذى ربما يدفع الرئيس الأمريكى إلى التخلى تماما عن كافة حلفاء بلاده التقليديين، واللجوء إلى تأسيس تحالف جديد، حيث ستكون إيطاليا أحد أهم أضلاعه فى ظل حكومتها الحالية التى تتطابق فى رؤاها مع الرؤى التى يتبناها ترامب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

301 مليون زيارة.. شكراً قراء "اليوم السابع" ثقة غالية ووعد بصحافة متجددة

حقيقة تفاوض الأهلي مع محمد عبد المنعم لضمه في يناير

إسرائيل تصادق رسميا على المخطط الاستيطانى "E1" فى القدس الشرقية

ترامب يتجاهل جرائم نتنياهو فى غزة.. ويصفه بـ"رجل صالح وبطل حرب زميل"

القانون فوق الجميع.. إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 أعوام من الجريمة.. تفاصيل حادث القتل البشع فى مزرعة بالبدرشين.. شهادة الابنة و10 شهود قادت المتهمين إلى حبل المشنقة.. ومحامي المتهم الأول يكشف الكواليس


مروحيات لنقل المصابين.. هجومان كبيران على موقعين لقوات الاحتلال ومحاولة أسر جنود

بتهمة غسيل الأموال.. تجديد حبس التيك توكر "شاكر محظور" للمرة الثانية

بعد إعدام قتلة شيماء جمال.. والدتها لـ"اليوم السابع": عزاء ابنتى الأربعاء المقبل

وسام أبو علي: كولومبوس كرو كان الأولوية بالنسبة لى وأشعر أنى فى بلدى

انطلاق القطار السادس لعودة السودانيين طواعية إلى وطنهم.. صور


بيكهام يقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة بالدورى

بدء تلقى طلبات اشتراكات الأتوبيس الترددى لطلاب المدارس والجامعات 1 سبتمبر

من الجريمة إلى الإعدام.. رحلة قتلة المذيعة شيماء جمال

أجواء حارة بأغلب الأنحاء نهاراً.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية

أشرف داري يعلن جاهزيته لقيادة دفاع الأهلي أمام غزل المحلة

رد فعل مثير للجدل من محمد صلاح وفان دايك على تصريحات نجم أرسنال.. فيديو

تعرف على آخر تطورات أزمة سحب أرض أكتوبر من الزمالك

محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوى العام

ريال مدريد يواصل استقطاب مواهب أمريكا الجنوبية ويبتعد عن الليجا

القادسية يصطدم بطموح الأهلي فى نصف نهائي السوبر السعودي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى