فيديو.. كيف تصبح ديكتاتورا على خطى أردوغان؟.. الرئيس التركى يزور الانتخابات وينفرد بالحكم بصلاحيات واسعة ويعطى إشارة التحول إلى نظام رئاسى.. ومراقبون يحذرون ويؤكدون استمرار الطوارئ وقمع المعارضة وبداية النهاية

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
كتبت إسراء أحمد فؤاد

حلم الانفراد بالسلطة لطالما حلم به الرئيس التركى رجب طيب أردوغان منذ أن تولى رئاسة وزراء تركيا فى عام 2003، واستمر فيها حتى 28 أغسطس عام 2014، ثم شغل منصب رئيس الجمهورية فى التاريخ نفسه، ها هو يحقق الحلم الذى رادوه لعشرات السنوات، بعد أن تمكن من تمرير تعديل دستورى فى أبريل 2017 وافقت عليه أقلية يصب فى صالحه أولا ضاربا بعرض الحائط الأصوات المعارضة لخطواته من أجل تحويل النظام السياسى فى تركيا لنظام الرجل الواحد، الذى يقع على هرم السلطة ويمسك بقبضته كل الصلاحيات فى البلاد.

 

وفى ظل استقطاب سياسى كبير، وأوضاع مشحونة بحالة الطوارئ، وبقاء آلاف الصحفيين والقضاة والمعارضين فى السجون، منذ محاولة الإطاحة بحكمه منتصف يوليو 2016، جائت الخطوة الأخيرة لبلوغ العثمانى المتغطرس حلمه اليوم حيث أصدرت تركيا الأربعاء، مرسوماً بنقل بعض الصلاحيات إلى الرئيس في ضوء تغيير الحكم السياسى فى تركيا  وانتقال البلاد إلى نظام برلمانى إلى نظام رئاسى، ليتمكن من تجاوز معضلة الصلاحيات بين الرئاسة ورئاسة الوزراء، بعدما كانت السلطات الأوسع تمنح لرئاسة الوزراء طيلة العقود السابقة.

 

 

 

خطوات "أردوغان" للانفراد بالحكم

خطوات أردوغان للانفراد بالحكم بدأت منذ زمن بعيد، فخلال الانتخابات البرلمانية التى جرت فى يونيو 2015 فشل حزبه فى الحصول على الأغلبية تمكنه من تمرير تغييرا فى الدستور، ونجحت خلالها الأحزاب الكردية المعارضة من دخول البرلمان للمرة الأولى، لكن لم يهدأ للرئيس التركى بال والذى أفشلت مساعيه جهود الأغلبية فى البرلمان من تشكيل حكومة فى المهلة المحددة، لنراه يعلن بعدها عن انتخابات تشرعية مبكرة فى نوفمبر من نفس العام استعاد فيها حزبه مقاعده وحصل على الأغلبية وقالت تقارير أن التلاعب بلغ درجة كبيرة فيها، لكنها لم تؤهله إلى تمرير تعديل فى الدستور لكنه كان يمتلك خيار اجراء استفتاء على تغيير الدستور.

 

ومن أجل إجراء استفتاء "اختطاف تركيا" بحسب ما أطلقت عليه المعارضة، قام الديكتاتور التركى بعدة خطوات بداية من تقليم أظافر الجيش وتحجيم دوره والذى اعتبره السنوات الماضية أكبر تهديد له، مرورا بقمع المعارضة وتفريغها من كوادرها التى ألقى بها فى السجون التركية، وقمع وتكميم الأفواه ووسائل الإعلام بكافة أنواعها، ليصبح أمامه الطريق خاليا، وفى أبريل العام الماضى مرر النظام التركى تعديل دستورى لم توافق عليه سوى أقلية، ورفضه المعارضة محذرة من مغبة الموافقة عليه، حيث تسمح له بالبقاء حتى عام 2029، ليصبح نظريا الرجل الوحيد فى تاريخ تركيا الحديثة الذى يسيطر على مقاليد السلطة 26 سنة، أعقب هذه الخطوة انتخابات رئاسية مبكرة فى 23 يونيو الماضى، شابها الكثير من علامات الاستفهام بشأن حدوث تزوير وتلاعب فى العملية الانتخابية.

 

صلاحيات "الديكتاتور" العثمانى الواسعة

المرسوم، الذي نشر اليوم في الجريدة الرسمية يدخل تعديلات على قوانين صدرت بين العامين 1924 و2017 وسينقل اختصاصات من رئيس الوزراء ومجلس الوزراء إلى الرئيس ومكتب الرئيس، وبموجبه سيكون فى أردوغان السلطة التنفيذية بالكامل، وسيتم إلغاء مكتب رئيس الوزراء وسيكون بوسع الرئيس تشكيل وتنظيم الوزارات وإقالة الموظفين العموميين من دون الحصول على موافقة البرلمان، ويتولى هو مهام وصلاحيات السلطة التنفيذية، كما سيتولى صلاحيات تنفيذية وقيادة الجيش، ويحق له تعيين الوزراء وإقالتهم، وتعيين 4 أعضاء فى المجلس الأعلى للقضاة الذى يتولى التعيينات والإقالات فى السلك القضائى، وإعلان حالة الطوارئ فى حال توفر الشروط المحددة فى القانون. وسيبدأ سريان التغييرات حينما يؤدي أردوغان اليمين أمام البرلمان في الثامن أو التاسع من يوليو حسبما تشير التوقعات.

 

 

بداية نهاية النظام التركى

ويرى مراقبون أن الصلاحيات الواسعة التى انتزعها أردوغان لنفسه ستمثل بداية النهاية للنظام التركى، وسوف يستغل ذلك وستكون يده أثقل على المعارضة، وسيزداد القمع والتنكيل بمعارضى الرئيس فى الداخل وملاحقتهم وتصفيتهم فى الخارج، والتضييق المستمر على الحريات والاعتقالات، كما سيواجه الملف الاقتصادى الذى تدهور كبير بفعل سياسيات الرئيس التركى فى دعم الجماعات المتطرفة تحد كبير، بعد تدهور قيمة العملة التركية وازدياد كبير فى التضخم، وهروب رؤوس الأموال، وتراجع القوة الشرائية للمواطنين بفعل التضخم الذى زاد على 11% سنويا، وارتفاع البطالة إلى أكثر من 12%، وتراجع السياحة.

 

وبحسب مراقبين فإن انفراد الرئيس بصلاحيات واسعة فى تركيا سيمنحه قبضة حديدية فى الداخل وقوة فى الخارج وستجعله سيزيد من دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، كما أنه سيكون ذلك نهاية حلم الإنضمام للإتحاد الأوروبى التى رفض منض البداية الإجراءات التى يتخذها أردوغان، إضافة إلى سياسات القمع والاستبداد التى ساهمت بشكل كبير فى ابتعاد الدولة التركية عن حلمها فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.

 

كما أن التحول إلى النظام الرئاسى ونظام الرجل الواحد سيعزز من حالة الانقسام والتشرذم السياسى الذى يمزق الداخل التركى على واقع التناحر بين التيارات السياسية، حيث تشهد بلاده فى الداخل حالة انقسام بين النظام الحاكم وورثة أتاتورك المتمثلين فى حزب الشعب الجمهورى المعارض من ناحية، وتكميم للأفواه وممارسات قمعية يشنها النظام على معارضيه، وتجاوز مؤخرا أعداد المعتقلين الـ77 ألف، الأمر الذى يقوى من احتمالات اندلاع حرب أهلية فى الداخل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يستغل نجم المصري غياب الأهلي لإزاحة زيزو من قمة هدافي الدوري؟

منتخب الناشئين يتوجه إلى السعودية للمشاركة فى كأس الخليج

أوتشا: نحو 86% من مساحة غزة تخضع لأوامر إخلاء أو مناطق عسكرية

حكاية متحف بدأ بتبرع للمقتنيات ومقره بالإسكندرية ليصبح أيقونة للثقافة والفنون منذ عشرات السنين.. متحف محمود سعيد قصته بدأت فى 119 سنة بعدما وهب فنان ألمانى أعماله للمتحف.. وهذه قصة توقفه فى الستينات

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة


دولة التلاوة.. أضخم مسابقة قرآن بتاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والشركة المتحدة

رحلة بين الجسور الأسطورية والأكثر خطورة.. الأطول والأغرب على وجه الأرض.. جسر الزجاج بالصين وميسينا بإيطاليا.. تريفت السويسرى مثير للرعب.. وجسر كيسواتشاكا ببيرو مصنوع من سيقان النباتات

وظائف فى الأردن برواتب تصل إلى 350 دينارا.. تفاصيل

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

أوروبا تحترق.. صيف كارثى يجمع بين حرائق الغابات المدمرة وارتفاع حرارة البحار لمستويات غير مسبوقة.. خسائر بشرية وبيئية جسيمة.. وتداعيات اقتصادية بمليارات اليوروهات تهدد مستقبل القارة العجوز.. فيديو


طفرة فى قلب الصعيد.. أرقام قياسية لمشروعات المياه والصرف بسوهاج بتكلفة 3 مليارات جنيه وخطة تمتد حتى 2027.. 15 مشروع مياه و16 محطة معالجة تكتب تاريخًا جديدًا للخدمات الأساسية.. والأهالى: شكرا للرئيس.. صور

الكنيسة تواصل صوم العذراء مريم وسط أجواء روحية.. معجزات تحيط بحياه أم النور.. أقدم كنائس باسمها تعود للعصر الرسولي فى فيلبي.. ظهوراتها فى الزيتون تجذب الأنظار.. ومعجزاتها تؤكد مكانتها فى القلوب

ضياء رشوان: جهود مصرية هائلة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة.. الوسيطان المصري والقطري قاما بإعداد مقترح جديد استنادا إلى مقترح ويتكوف والكرة في ملعب تل أبيب.. التفاوض هذه المرة يبدأ من اليوم الأول

مدينة "سلام مصر".. خطة متكاملة لاستكمال خدمات مدينة المستقبل.. محافظ بورسعيد يتابع معدلات الإنجاز بالمشروعات الخدمية.. وحدة طبية ونقطة إسعاف لخدمة السكان.. ومدرسة جديدة وحضانة مع العام الدراسي الجديد.. صور

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

طرح برومو أغنية "باب الجدعنة" لـ مروة نصر وأحمد شيبة وعنبة

بدء العد التنازلى لتطبيق قانون الإيجار القديم.. أول سبتمبر تحصيل أول زيادة رسميا.. 250 للسكنى و5 أمثال للمحال التجارية.. وبدء تلقى طلبات الحصول على وحدات بديلة وكبار السن والزوجة والمرأة المطلقة والمعيلة أولوية

ذكرى عرض صعيدى فى الجامعة الأمريكية.. يوسف شاهين عرض على هنيدي فيلم سيرة ذاتية

لاعبو منتخب إسبانيا "وصيف بطولة العالم لليد" يتناولون كشري فى وسط البلد.. صور

رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة الثانية للدوري.. إيقاف محمد هاني مباراة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى