بعد دعوة ترامب للحوار.. الازدواجية الإيرانية تتجلى فى الرد على العرض الأمريكى.. طهران تواصل دبلوماسيتها الدعائية بتصريحات عدائية لـ"الشيطان الأعظم".. وتغازل واشنطن بقرار الحوثيين بوقف القتال فى البحر الأحمر

حسن روحانى وترامب
حسن روحانى وترامب
كتب - بيشوى رمزى

"إيران ليست كوريا الشمالية".. هكذا كان الرد الصريح الذى أعلنه قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى، ردا على الدعوة التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعقد قمة مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى، دون شروط مسبقة، وهو التصريح الذى يظهر حالة من التعنت الإيرانى تجاه المبادرة الأمريكية، وذلك بالرغم من توسلات النظام الإيرانى للدول الأعضاء فى الاتفاقية النووية، منذ القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى بالانسحاب من الاتفاقية فى مايو الماضى، وهو ما يمثل استمرارا للسياسات الازدواجية الإيرانية.

 

تصريحات جعفرى ليست الوحيدة على المستوى الرسمى، التى أعرب خلالها مسئولى طهران عن رفضهم، للعرض الأمريكى، فقد سار على نفس النهج بعض أعضاء البرلمان الإيرانى، وكذلك بعض الدبلوماسيين البارزين فى الساحة السياسية الإيرانية، إلا أن هذه التصريحات تطرح فى الوقت نفسه تساؤلات عدة حول ما إذا كانت مثل هذه الدعاية تمثل فى جوهرها الموقف الحقيقى للدولة الفارسية، أم أنها محاولة للضغط على الجانب الأمريكى فى المرحلة الراهنة بعد دعوة ترامب.

 

قرار حوثى.. ترجمة حقيقية للموقف الإيرانى

 

التزامن بين التصريحات الإيرانية المتمنعة، والقرار الذى اتخذته الميليشيات الحوثية فى اليمن بوقف كل العمليات العسكرية فى البحر الأحمر، من جانب واحد لمدة أسبوعين، قابلة للتمديد، ربما يعكس أن الموقف الإيرانى من الدعوة الأمريكية يحمل أبعادا تختلف تماما عن الدعايا العدائية التى تبناها نظام "الملالى" فى طهران تجاه مبادرة ترامب، خاصة وأن الميليشيات المتمردة فى اليمن هى أحد أهم أذرع طهران فى المنطقة.

 

ففى الوقت الذى أطلق فيه قيادات الحرس الثورى الإيرانى، تهديدات بوقف الصادرات النفطية عبر البحر الأحمر، ردا على تغريدات الرئيس الأمريكى على تويتر تجاه طهران، قامت الميليشيات الحوثية بترجمة تلك التهديدات عمليا على الأرض بالهجوم على ناقلتى نفط سعوديتين الأسبوع الماضى، وهو الأمر الذى قدم دليلا دامغا على تورط النظام الإيرانى فى كافة الأعمال العدائية التى قام بها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية وحلفائها فى منطقة الخليج طيلة الأشهر الماضية، على اعتبار أن تلك المواقف تمثل فى حقيقتها ترجمة للموقف الإيرانى الحقيقى من جيرانها العرب.

 

وبالتالى فإن المبادرة الحوثية الأخيرة ما هى إلا ترجمة حقيقية للموقف الإيرانى، الذى ربما يرى أن تصريحات ترامب تمثل فرصة نادرة لإحياء الأمال فى إخراج إيران من عزلتها المنتظرة، خاصة وأن قرار الميليشيات يهدف إلى تقديم رسالة ضمنية مفادها استعداد طهران للتوقف عن أنشطتها المثيرة للفوضى فى منطقة الشرق الأوسط، وتهديداتها المتواترة لجيرانها العرب، وهو ما يعد أحد أهم البنود التى يسعى الرئيس الأمريكى إلى تضمينها فى الاتفاقية الجديدة التى يريد إبرامها مع طهران.

 

الحوار هو الحل.. إيران تفشل فى إثارة الانقسام بين أوروبا وأمريكا

يبدو أن الحوار هو الطريق الوحيد أمام طهران للعودة من جديد إلى المجتمع الدولى، خاصة وأنها فشلت إلى حد كبير فى حشد المجتمع الدولى لتغيير الموقف الأمريكى من الاتفاقية التى أبرمتها مع القوى الدولية فى يوليو 2015، فعلى الرغم من حالة الانقسام النادرة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين فى أوروبا، والذى كانت إيران جزء منه، بسبب الرفض الأوروبى للانسحاب الأمريكى من الاتفاقية، إلا أن المخطط الإيرانى ربما فشل بسبب التوافق الأمريكى الأوروبى حول خطورة الدور الإيرانى، والتهديد الذى تمثله طهران لأمن المنطقة سواء بسبب صواريخها الباليستية أو بسبب دعمها للميليشيات فى العديد من الدول العربية.

ترامب وحلفاءه فى أوروبا
العلاقة بين ترامب وحلفائه التقليديين فى أوروبا اتسمت بالتوتر

ولعل صعود التيارات القومية واليمينية، فى العديد من دول أوروبا ساهم بصورة كبيرة فى حماية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من حالة العزلة الكاملة التى سعت طهران لاستغلالها من أجل الحفاظ على الاتفاقية النووية، والحصول على أكبر قدر من المزايا الاقتصادية من دول القارة لمجابهة العقوبات الأمريكية، إلا أن طهران فشلت فى ذلك ربما بسبب ظهور حلفاء جدد للولايات المتحدة فى أوروبا، على رأسهم إيطاليا، بالإضافة إلى الهيمنة الأمريكية على الشركات الأوروبية، وهو الأمر الذى تجلى بوضوح فى قرار العديد من الشركات الأوروبية بالانسحاب من السوق الإيرانية، خوفا من العقوبات الأمريكية، وهو ما يمثل صفعة قوية للاقتصاد الإيرانى المترنح.

دبلوماسية الدعاية.. "الشيطان الأعظم" وسيلة المتشددين لتقويض روحانى

 

 يبدو أن النظام الإيرانى لم يعد قادرا على التخلى عن الدعايا المناوئة للولايات المتحدة، على الرغم من استعداده الكامل للتعاون معها فى العديد من الأصعدة، الأمر الذى تجسد فى التصريحات الأخيرة التى أدلى بها قطاع كبير من المسؤولين الإيرانيين منذ الدعوة الأمريكية، وهو الأمر الذى يأتى لخدمة أهداف سياسية فى الداخل أكثر منه مخاطبة المجتمع الدولى.

روحانى وخامنئى
روحانى وخامنئى

دبلوماسية "الدعاية" الإيرانية تجسدت بوضوح إبان التوقيع على الاتفاقية النووية التى تم إبرامها برعاية الإدارة الأمريكية السابقة، فى يوليو 2015، والتى شاركت فيها القوى الدولية الكبرى، وهى روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، حيث واصل التيار المتشدد، والحرس الثورى فى إيران إطلاق الشعارات المناوئة لـ"الشيطان الأعظم" فى إشارة للولايات المتحدة، وذلك لتحقيق أهداف سياسية فى الداخل تتمثل فى مداعبة مشاعر المتشددين لتقويض شعبية الرئيس الإيرانى حسن روحانى، الذى ينتمى للتيار المعتدل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

من إغلاق الفصول الدراسية لارتداء الكمامة.. كيف تستعد أوروبا لإنفلونزا k؟

غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

مصطفى محمد يحرز الهدف الثانى للمنتخب الوطنى فى مرمى نيجيريا.. صور


تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

كارديف ضد تشيلسي.. تشكيل البلوز فى موقعة كأس الرابطة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين


يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

فتح باب التقديم للإشراف على حج الجمعيات الأهلية حتى 31 ديسمبر.. مؤهل عالٍ والسن لا يزيد عن 60 عامًا.. حصول المشرف على حد أدنى 65 درجة من أصل 100 لاجتياز الاختبار والقبول.. ومشرف لكل 46 حاج

الأهلى يغلق ملف التفاوض مع الكولومبى بابلو صباغ.. اعرف السبب

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى