«الخروج من البلاعة».. آلام حرنكش وأحزان الثورة

احمد ابراهيم الشريف
احمد ابراهيم الشريف
انتهيت من قراءة رواية الخروج من البلاعة للكاتب والمترجم نائل الطوخى، الصادرة عن دار الكرمة، لكننى لم أنته من تأثيرها، فقد ظل عالمها محيطا بى وأبطالها حاضرين فى أفكارى طوال الوقت، يطاردنى بعضهم ويسألونى عددا من الأسئلة الدائرة فى الرواية، وبالطبع أفر منهم بأن أضع «سماعات التليفون» فى أذنى وأنتظر الموسيقى الصاخبة كى أنجو.
 
لا يوجد تعريف محدد للرواية، يمكن أن نقيس عليه الكتابة، لأن الفن لا يجب أن يقيسه أحد بـ«مازورة» ما، لكن يوجد تأثير، هذا التأثير لا يأتى من العدم، ولا يأتى من توفر عنصر فنى واحد، بل من التقاء عدد من الفنيات، وهذا ما حدث فى رواية الخروج من البلاعة التى تعد من وجهة نظرى «ملحمة» أدبية حديثة.
 
والذى أقصده بالملحمة هى التتبع لسيرة «حرنكش» واسمها الحقيقى حورية إسماعيل عبدالمولى ولتاريخ مصر الحديث، وملحمة لجيل مواليد 1970 وما بعدها، الذين دفعوا الكثير من حياتهم فى دنيا التوتر والفزع والقلق وفى النهاية دفعوا الثمن وحيدين رغم محاولاتهم لصناعة الفرح العام والخاص دون فائدة.
 
الرواية تتجاوز فكرة الرصد لسنوات الثورة المصرية من قبل ثورة يناير 2011 وحتى خروج المظاهرات ضد الإخوان فى 2013، لأن نائل الطوخى استطاع عن طريق توظيف التفاصيل أن يرتفع درجة وهو يتحدث عن الثورة فى سنواتها المتتابعة، كأنه كان يقف على جبل المقطم وينظر إلى مصر من فوق، مثلما فعلت بطلته «حرنكش»، ومن هناك استطاع أن ينظر إلى الأحداث على أنها «وحدة واحدة»، لكن لها تنويعات صغيرة، وأن القارئ لن يهتم بتذكر الحدث إلا إذا أبصر «شخصا» يصنعه أو يتأثر به، يحبه أو يكرهه، يقبله أو يرفضه، لذا فإن رواية الخروج من البلاعة، من أفضل الكتابات التى تناولت الثورة المصرية.
 
لنا أن نعرف أن نائل الطوخى يملك مفهوما عن الرواية، يتجاوز به فكرة الحدث ورسم الشخصية، بالطبع هو لا يغفل ذلك، لكنه يرى أن طرح الأسئلة ومناقشة الأفكار وإثارة الإشكاليات الفكرية وتقديم المعلومات جانبا مهما من الرواية الحديثة، فنحن تقريبا صرنا نعرف الكثير عن حرنكش، والأهم أننا نعرف طريقة تفكيرها، وبالتالى كان لنا أن نعرف رد فعلها فى المواقف المختلفة التى تلتقيها، ونعرف رأيها فى الحياة والموت والدين والدنيا وغير ذلك الكثير.
 
الخروج من البلاعة، سوف تدفعك بكل قوة لتذكر مأساة أوديب الذى لم يستطع أن يفلت من «قدره» رغم محاولاته العديدة، وحورية إسماعيل عبدالمولى، وقفت وحيدة بعدما فقدت كل الذين أحبتهم وانصاعت إلى قدرها ولم يعد لديها سوى الحكاية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أغرب دعاوى أزواج مهددين بالحبس بسبب قائمة المنقولات رغم سدادها أكثر من مرة

إمام عاشور: سعيد بالدورى ولقب الهداف وأؤكد احترامى لـ حسام وإبراهيم حسن

مصطفى العش: سعيد بأول لقب مع الأهلي

الأهلي يعزز رقمه القياسى كأكثر الأندية العربية تتويجا بالدورى المحلى

فخر الدين بن يوسف يعلن انتهاء مسيرته مع المصري بعد التأهل للكونفدرالية


بيراميدز ضد صن داونز.. ترتيبات إعلامية مكثفة لنهائي دورى أبطال أفريقيا

أهداف مباراة الاهلي وفاركو فى ليلة تتويج الأحمر بلقب الدوري

ترتيب مجموعة بطولة الدورى بعد تتويج الأهلى باللقب

"يونيسيف": المساعدات لا يجب أن تكون أداة ضغط على المدنيين في غزة

أستاذة طب نفسى: كل 5 أشخاص يصاب واحد بمرض نفسى نتيجة الحروب


رئيس الوزراء يستعرض مجموعة مقترحات لخفض معدلات الدَين كنسبة من الناتج المحلى

وزير النقل: نسعى لامتلاك 36 سفينة بحلول 2030 لنقل 25 مليون طن بضائع سنويا

بعد دعوى الحجر على نوال الدجوى.. التقارير الطبية تحسم الدعاوى وحالات قبولها أو رفضها.. شروط لتحديد القيم على الأموال.. 6 أسباب للحجر أبرزها الجنون والسفه والإصابة بمرض الزهايمر.. وهذه أنواع دعاوي الحجر

طارق عكاشة: 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب

الصحة تعلن تعافى الروائى صنع الله إبراهيم ومغادرته مستشفى معهد ناصر

وزير الاتصالات: 3 مليارات جنيه تكلفة مبادرة "الرواد الرقميون" في أول عام

مدبولى عن الإيجار القديم: الفترة الانتقالية للوحدات السكنية أطول من التجارية

رئيس الوزراء: مصر تستقبل 4 سفن للغاز 2025.. وزيادة إنتاج الحقول المصرية بسبتمبر

مصطفى منصور وهايدى رفعت يحتفلان بخطبتهما غداً

موسم الذهب الأصفر.. حصاد 98% من إجمالى المساحة المنزرعة بالقمح.. توريد أكثر من 3.2 مليون طن.. وزير الزراعة: مصر تغطى حاليًا نحو 56% من احتياجاتها من القمح المحلي.. وتستهدف الوصول إلى 65% في المرحلة المقبلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى