كاليفورنيا تدفع ثمن التغير المناخى.. الولاية الأمريكية تواجه 17 حريقا بالغابات الكبرى إحداها الأضخم فى تاريخها.. و"النيران المقدسة" يجلى 20 ألف شخص.. والسكان يلجأون لرش منازلهم بالمياه لحمايتها

لا تزال حرائق الغابات تلتهم مساحات شاسعة من ولاية كاليفورنيا، مما أدى إلى إجلاء أكثر 20 ألف شخص من منازلهم بمنطقة بحيرة إلزينور، أحد المناطق التى اشتعلت فيها النيران.

 وقالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن طائرة قامت بتحويل سفوح التلال إلى النار الأحمر برش مادة تمنع اندلاع الحرائق، فيما قام أصحاب المنازل ببل منازلهم بخراطيم المياه الخاصة بالحدائق فى معركة لاحتواء النيران الهائلة التى أدى إلى صدور أوامر بإجلاء أكثر من 20 ألف شخص جنوب مدينة لوس أنجلوس.

 وأعلن حاك الولاية جيرى براون حالة الطوارئ، أمس الخميس، فى مقاطعتى أورانح وريفرسايد بعد استمرار الحرائق لأربعة أيام.  وفى إعلانه، قال براون إن آلاف المنازل مهددة من النيران فى سفوح الجبال فوق بحيرة إلزينور والمناطق المجاورة وأمر الوكالات الخاصة بالولاية بمساعدة الجهات الحكومية.

ويخشى رجاء الإطفاء أن تؤدى الرياح العاصفة المتوقعة اليوم، الجمعة، إلى شراسة جديدة للنيران بعد محاولتهم السيطرة عليها والعمل ليلا لاحتوائها.

خسائر كاليفورنيا

وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" أنه كان من المقرر أن يمثل أحد سكان منطقة "هولى جيم كانيون" فى الغاية، أماما المحكمة اليوم، الجمعة، بتهمة تعمد إشعال الحريق. ويواجه فورسيت كلارك البالغ من العمر 51 عاما اتهاما بالحرق العمد وجرائم أخرى وقد يواجه السجن مدى الحياة إذا تمت إدانته.

 وأشارت السلطات المحلية إلى أن كلارك لديه عداء مستمر منذ 10 سنوات مع جيرانه، وأرسل تهديدات عبر الإيميل الأسبوع الماضى بينها واحدا قال فيها "هذا المكان سيحترق". والمفارقة أن مقصورته كانت الوحيدة التى نجت من الحرائق فى منطقة كانيون.

 وفى الوقت الذى كانت فيه النيران تقترب من المنازل، تجاهل البعض أوامر الإجواء ووقفوا على أسطح منازلهم واستخدموا خراطيم المياه لتبليل ممتلكاتهم مع تصاعد الدخان من حولهم.

 وأطلق على هذا الحريق "النيران المقدسة" أو  the Holy Fire، نسبة إلى منطقة Holy canyon، التى بدأت منها. ودمرت فى البداية عشر مقصورات "مقرات سكنية" بعد اندلاعها يوم الإثنين، وتمكن رجال الإطفاء من منع مزيد من الخسائر، لكن نموه أبطل التقدم الذى حدث فى محاولة احتوائه.

صورة الحرائق من الفضاء

 وحذرت هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية من أن سرعة الرياح وانخفاض درجات الحرارة مع هبوط الليل يمكن أن يؤدى إلى تجدد النيران مرة أخرى.

 يأتى هذا فى الوقت الذى يشتعل فيه حريقان كبيران، أحدهما يعد الأكبر فى تاريخ كاليفورنيا على الإطلاق وأطلق عليه حريق مجمع  ميندوسينو فى أكثر من 160 كيلومتر شمال ساكرانتو.

ويواجه رجال الإطفاء فى ولاية كاليفورنيا 17 حريقا كبيرا فى الوقت الراهن بينها حريق مجمع ميندوسينو، الذى انتشر على مسافة 292 ألف هكتار، وفقا للإحصائيات الرسمية. ويقول المسئولون إن النيران لن يتم احتوائها حتى سبتمبر على الأقل. وتشهد الولاية الأمريكية الأكبر حرائق غابات أطول وأكبر وأقوى نتيجة للتغير المناخى كما يقول العلماء.

حرائق كالبيفورنيا

ومن بين الحرائق أيضا، "حريق كار" الذى قالت السلطات إن سببه "عطل ميكانيكى فى عربة" تسبب فى تطاير شرارات فى ظروف جافة. وأدى هذا الحريق إلى تدمير 1600 مبنى بما فيها ألف منزل. وتم نشر أكثر من 4200 رجل إطفاء لمكافحته، إلا أنهم لم ينجحوا سوى فى احتواء 45% منه حتى الآن.

ومن بين الحرائق الأخرى التى تشهدها الولاية حريق فيرجسون الذى تم احتواؤه بنسبة 38%.