صحيفتان بريطانيتان: أزمة تركيا تتفاقم بسبب سياسات أردوغان المستبدة

أردوغان
أردوغان
أ ش أ

علقت صحيفتا الإندبندنت والجارديان البريطانيتان، اليوم الأحد، على الوضع المتأزم الذى تشهده تركيا والذى بلغ مداه إثر الخلاف الأخير بين واشنطن وأنقرة، وفرض إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عقوبات اقتصادية عليها، وتوقعتا تفاقم أزمة تركيا بسبب سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان.

ففى صحيفة الإندبندنت استهل الكاتب بن تشو، المحرر الاقتصادى للصحيفة مقاله، بالقول إن أردوغان الرئيس ذى الكاريزما فاز بالانتخابات لكنه أيضا مستبد، مشيرا إلى استمرار أردوغان فى إهانة المنظمات الدولية وإهانة الدول التى لا تتفق مع سياسته الخاصة، فضلا عن تمكين أقاربه من السلطة، وترويجه لنظريات اقتصادية حمقاء، كم من ارتفاع معدل فائدة البنك المركزى التركى والمفترض أنه مؤسسة مستقلة، إذ يعتقد أردوغان بخلاف كل الأدلة فى العالم أن معدل الفائدة المنخفض يحد من التضخم ولا يؤججهه كما هو معروف.

وتابع أن أردوغان يدعى أن عبارات مثل الديمقراطية والحرية وسيادة القانون لم تعد لها قيمة بعد الآن على الإطلاق، إلى جانب تصريحاته المثيرة للجدل مؤخرا، وأبرزها أن الأمم المتحدة قد انهارت، كما يصف الهولنديين بفلول النازية.

ولفت تشو إلى إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتخذ نهجا مماثلا فيما يتعلق بتوجهاته الاقتصادية وموقفه من المؤسسات الدولية، لكن الفارق الآن بين أمريكا وتركيا هو أن الحساب الاقتصادى لكل هذا الدمار الشعبوى قد حان.

ورأى المحرر الاقتصادى للصحيفة البريطانية، أن الليرة التركية فى حالة تدهور،  وعقب تدخل أردوغان فى استقلاليته، لا يثق سوى القليلون فى أن البنك المركزى سيسمح له بالقيام باللازم لإعادة الهدوء لأسواق العملات الأجنبية، كما يفتقد وزير المالية الصهر إلى أية مصداقية.

واختتم الكاتب مقاله قائلا هذا ما يحدث عندما يقوم شخص بزعزعة المؤسسات المستقلة، ويتغاضى عن أعراف الحكم الرشيد، ويتجاهل مشورة الخبراء ويطلق المحسوبية على مصرعيها.

من جانبها، رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن الأزمة المالية التى بدأت منذ عقد من الزمان ضربت قلب الاقتصاد العالمى والبنوك المهمة استراتيجيا فى الولايات المتحدة وأوروبا، وتبعت الأزمة الكبيرة عام 2008 سلسلة من الأزمات الصغيرة فى أنحاء العالم.

وقالت الصحيفة - فى مقال نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم - إنه على مدار الـ15 عاما الماضية كانت مشاكل الأسواق الناشئة تشق طريقها إلى قلب النظام العالمي، فكانت المكسيك وتايلاند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وروسيا والأرجنتين بمثابة إشارات تحذير من أن التمويل العالمى المتعثر سوف يكون مكلفًا فى النهاية بالنسبة للدول المتقدمة الغنية أيضًا، ولكن للأسف تم تجاهل علامات التحذير.

وأوضحت الصحيفة أن هذا هو السبب فى أهمية تركيا، فقد كان الانتعاش من الركود منذ 10 سنوات غير مكتمل وإصلاح النظام المالى غير مكتمل كما تزداد التوترات التجارية، ورغم أن الأزمة التركية تبدو فى الوقت الحالى وكأنها أزمة محلية لا تترتب عليها آثار غير مباشرة غير أنها من المحتمل أن تكون أكثر خطورة من ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية والمالية فى تركيا برزت أخيرا فقد بلغ معدل التضخم 15 بالمائة وسوف يرتفع حتما لأن الليرة التركية فى حالة تراجع حر إذ انخفضت بنسبة 14 بالمائة فى يوم واحد. ويذكر أنه عندما انخفض الروبل الروسى بمقدار مماثل عام 2014 استجاب البنك المركزى الروسى برفع أسعار الفائدة وأعلن عن تدابير لدعم النظام المصرفي.

ونوهت الصحيفة بالأزمة السياسية المتفاقمة بين تركيا والولايات المتحدة إثر العديد من القضايا والخلافات بين البلدين من بينها أزمة القس الأمريكى المحتجز فى تركيا أندرو برونسون، وصفقة الصواريخ الروسية التى يسعى أردوغان لإتمامها مع موسكو، إلى جانب رفض أردوغان المشاركة فى تطبيق العقوبات الاقتصادية التى أعلنها الرئيس الأمريكى ضد إيران.

وقالت اختار ترامب اللحظة المناسبة بعناية فعندما كانت تركيا فى حالة فوضى أعلن مضاعفة التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم المستوردين وهما مصدرين حيويين للاقتصاد التركي.

وأوضحت الصحيفة أن أردوغان لديه خيارات قليلة للضغط على ترامب مثل التهديد بخروج تركيا من حلف شمال الأطلسى الناتو وتوثيق علاقتها مع روسيا، لكن تركيا بحاجة إلى إجراءات اقتصادية وليست دبلوماسية لأن الفشل فى معالجة المشكلات سيصبح الآن مكلفا

وتتمثل استجابة أردوغان للأزمة المالية فى أنه على أتباعه القيام بواجبهم الوطنى واستبدال الدولارات الأمريكية بالليرة التركية وهو ما سيضيف إلى الاعتقاد فى الأسواق المالية العالمية بأن تركيا يقودها رجل فقد الاتصال بالواقع.

ويجب على تركيا أن تعالج الأسباب الثلاثة لمأساتها الحالية وهى الاقتصاد المحموم ومحاولات أردوغان لمنع البنك المركزى من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع ارتفاع الأسعار، ومواجهة الولايات المتحدة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

المصرى يتعادل مع بيراميدز فى مباراة مثيرة بالدورى.. فيديو

رسميا.. محمد صلاح أفضل لاعب فى إنجلترا من رابطة المحترفين

الأهلي يحصل على راحة من التدريبات الجماعية الخميس المقبل

طرد أحمد سامى بين شوطى مباراة الإسماعيلى والاتحاد بسبب الاعتراض على التحكيم

تداعيات الجراحة مسببة ألم.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية


مصادر للقاهرة الإخبارية: مقترح الوسطاء الذى قبلته حماس سيكون بضمانة أمريكية

إعلام إسرائيلى: وزير الدفاع يجتمع مع رئيس الأركان للتصديق على احتلال غزة

لاعب فى فالنسيا.. يوسف الشريف يثير الجدل بفيديو عن جزء ثان من فيلمه العالمي

شيكابالا يناشد الرئيس السيسي لإنقاذ الزمالك: النادي ركيزة للقوة الناعمة لمصر

عبير مصطفى تحصد 6 ذهبيات وزن 69 كجم ببطولة أفريقيا للأثقال


المعاينة: وجبة سريعة التحضير وراء وفاة الطفل حمزة بالمرج بعد تناوله 3 أكياس

حسام المندوه فى تصريحات إذاعية: الزمالك "هيموت" لو تم سحب أرض 6 أكتوبر

كيف يستعد المنتخب الوطني لمباراتي أثيوبيا وبوركينا فاسو في تصفيات المونديال؟

إحالة الفنانة بدرية طلبة للمحاكمة بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل

سماع أسرة الزوج وفحص هواتف.. تحقيقات موسعة فى مقتل لاعبة الجودو دينا علاء

اتحبس 6 ساعات.. راسل كرو يعبر عن ندمه لاعتدائه على موظف فندق بنيويورك عام 2005

محمد مكي يستعين بالبنك الأهلي لاستكشاف الحدود قبل مواجهة الدوري

هدير عبد الرازق تعلق على فيديوهاتها المتداولة عبر مواقع التواصل

نجاة راكب أمواج أسترالى بأعجوبة من هجوم مرعب لقرش أبيض.. فيديو

نتيجة تقليل الاغتراب.. مكتب التنسيق: تطبيق الـ10% لقبول تحويلات المتقدمين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى