البيئة ترفع حالة الاستعدادات القصوى لمواجهة نوبات تلوث الهواء بالتزامن مع إجازة العيد.. حرق قش الأرز والانبعاثات الصناعية والعوادم الأبرز.. والوزيرة: رصد المقالب الأكثر اشتعالا وإتاحة 19 مشروعا بالمخلفات للشباب

بالتزامن مع اقتراب موسم حصاد الأرز، والتى تشهد محافظات مصر عادة خلال تلك الفترة بعض وقائع الحرائق للقش، ولتوقع وزارة البيئة لبدء تلك الأعمال خلال إجازة عيد الأضحى، أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، عن أن الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، خلال تلك الفترة، موضحة أنها لن تقتصر على فترة زمنية محددة، ولكنها ستستمر على مدار العام بالتعاون مع الشركاء من وزارات وجهات ومؤسسات معنية.

حرق المخلفات الزراعية

وأشارت فؤاد، إلى أن مهمة مواجهة نوبات تلوث الهواء هذا العام ليست سهلة، رغم انخفاض المنزرع من محصول الأرز هذا العام، موضحة أن حرق المخلفات الزراعية (قش الأرز) ليست هى السبب الأوحد لحدوث تلك الظاهرة، لكن هناك عدد من العوامل المشتركة والمؤدية لها بقوة، ومنها الاشتعال الذاتى للمقالب العشوائية والانبعاثات الصادرة من المنشآت الصناعية خاصة غير الرسمية، وانبعاثات عوادم المركبات.

وأضافت وزيرة البيئة، أن الوزارة وضعت عددًا من الإجراءات لمواجهة تلك العوامل بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية والتى ستستمر على مدار العام للسيطرة على التلوث بكافة أشكاله، فبالنسبة للاشتعال الذاتى للمقالب العشوائية هناك خطة بالتعاون مع الأجهزة المحلية والمحافظات لرصد المقالب الأكثر اشتعالا والأكثر خطورة والسيطرة على الاشتعالات الذاتية والتدخل السريع لمواجهتها، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت أكثر من حالة اشتعال لم يشعر بها المواطن نتيجة التدخل السريع والسيطرة عليها.

قياس عوادم السيارات

وأوضحت الوزيرة ياسمين فؤاد، أن الوزارة لديها أجهزة جديدة لقياس عوادم المركبات والتى تفحصت بعضها أمس بالفرع الإقليمى للجهاز بأسيوط خلال مشاركتها أمس فى افتتاح قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية والتى شرفت بتدشين الرئيس عبد الفتاح السيسى لها، إلى جانب حرص الوزارة على السيطرة على الانبعاثات الصادرة من المنشآت الصناعية خاصة غير الرسمية، بما لا يؤثر على فرص العمل من خلال منهجية لتطوير تلك المنشآت، ويعد تطوير مكامير الفحم النباتى نموذجا لذلك والذى يضمن توفير فرص عمل واستثمارات اقتصادية مع الحد من التأثيرات البيئية السلبية لها.

كما شددت وزيرة البيئة، على حرص الوزارة لتعزيز دور الشباب والإعلام فى العمل البيئى، مضيفة أن السيطرة على نوبات تلوث الهواء الحادة يمكن أن تصبح فرصة بدلا من كونها أزمة وذلك من خلال إيجاد فرص عمل للشباب نابعة من أفكار وابتكارات غير تقليدية لاستخدام المخلفات الزراعية ومنها قش الأرز، موضحة أن هناك 19 مشروعا فى هذا المجال تم دراستهم والعمل بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولى لإتاحتهم للشباب للاستثمار فيهم، ليصبح العمل فى مجال البيئة فرصة للجميع يجب أن يشارك فيها ويستفيد منها لتحقيق التنمية المستدامة.

حرق قش الأرز

فى سياق متصل، قال الدكتور محمد صلاح، الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، إن هناك 1.2 مليون فدان مزروعة بالأرز ينتج عنها 3 ملايين طن قش، لابد من التخلص منها فى أشهر قليلة، موضحا أن المعدات المطلوبة ووسائل التخلص مكلفة للغاية، مما دفع الوزارة للتواصل مع الشباب والراغبين فى تدوير قش الأرز، مما ساهم فى زيادة عدد المتعهدين إلى 500 متعهد غطوا عددا كبيرا من المحافظات، حيث تم توفير 900 معدة جديدة ومستعملة تم توفيرها لجمع وكبس قش الأرز، كما تم تأجير مفارم صغيرة يتم توفيرها للمتعهدين لفرم القش.

وأكد صلاح، على أنه فى إطار مواجهة تلوث الهواء، فإن اتخذت مجموعة من الإجراءات الحد من استخدام الفحم، قائلا:الوزارة لا تسمح باستيراد الفحم إلا للشركات المرخص لها باستيراده، والحاصلة على الموافقة من جهاز شئون البيئة، كمصانع الأسمنت، مشيرا إلى أنه يتم مراقبة الكميات المستوردة بشكل دائم للتأكد من الالتزام بالمعايير البيئية.

ضوابط استيراد الفحم

وأضاف الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، أنه تم التنسيق مع كافة الجهات المعنية، كالهيئة العامة للمواصلات والجودة، والتى حددت أنواع محدده من الفحم يتم استيرادها، ووضع اشتراطات بالموانئ ويتم متابعتها شحنة شحنة، بجانب إجراءات مع العاملين بالشحن للتأكد من عدم تسرب بعض الرمال من الفحم أثناء عملية تفريغ الشحن من السفن، من خلال وضع سددادات أو طرق أخرى، ويتم تخزينه بطرق بيئية.

وأشار صلاح، إلى أنه يتم تطبيق إجراءات صارمة للنقل، حيث تحصل بعض الشركات من الوزارة على موافقات، للنقل من خلال سيارات مغطاه، بجانب فرق التفتيش التى تمر على المصانع لمتابعة مداخل مصانع الأسمنت، والتأكد من طرق الحرق، ومن الممكن أن تحدث بعض المخالفات، لكن المنظومة كليا مدروسة، ويتم متابعتها.

وأوضح الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، أنه يتم تجديد ترخيص استخدام الفحم كل عامين للمصانع، وذلك لأن كل مصنع يقدم دراسة عن الوضع البيئى المصانع، والتأكد من الالتزام بكافة اشتراطات وزارة البيئة، وعرضها على لجان متخصصة من جهاز شئون البيئة، وفى حال وجود مخالفات تستوجب وقف الرخصة يتم وقفها فورا، وتم ذلك بالفعل.