الأتراك يلقنون الديكتاتور درسا قاسيا.. رفض شعبى لدعواته بتحويل المدخرات من الدولار إلى الليرة.. إغراءات الحزب الحاكم تصل لمنح البنزين مجانا لتشجيع المواطنين.. ومواطنون يردون: "لسنا فى السفينة معك يا أردوغان"

تلقى الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، ضربة شعبية قاسية، برفض دعواته التى أطلقها مؤخرا من أجل حث المواطنين بتحويل مدخراتهم من الدولار الأمريكى إلى الليرة التركية فى محاولة لاجتياز الأزمة الاقتصادية، حيث لم تلق أى صد فى الشارع التركى، حسب تقارير إعلامية تركية.

وفى محاولة من جانب أعضاء حزب "العدالة والتنمية" الحاكم فى أنقرة، لتشجيع المواطنين على تنفيذ دعوة أردوغان، أعلن مالك أحد محطات الوقود فى بلدة "تيريه" التابعة لمدينة "إزمير" غرب تركيا، ورئيس لجنة الشباب بالحزب، أفضل جول، مكافأة للمواطنين الذين يحولون مدخراتهم من الدولار الأمريكى إلى الليرة التركية.

وأعلن جول، أن من يحضر إيصالا يثبت تحويل 300 دولار أو أكثر، سيحصل على بنزبن أو غاز بقيمة 30 ليرة مجانًا، فى محاولة منه لتشجيع المواطنين على تحويل مدخراتهم.

وأوضح جول، أنه بدأ تطبيق الحملة، زاعما: "لقد كانت هناك محاولات كثيرة من الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربات على وحدة وسلامة بلادنا. ولكننا تمكنا من الوصول إلى هذه المرحلة من خلال إفساد جميع الحيل والألاعيب المدبرة ضدنا. ونحن الآن أمام محاولة لضرب اقتصادنا من خلال التلاعب فى سعر العملات الأجنبية. علينا أن نتحد بصرف النظر عن الاختلاف فى التوجهات أو الانتماءات. وإننا سنتجاوز هذه الأيام الصعبة بمساندة بعضنا البعض"، على حد نعبيره.

وفى بلدة جيلانبينار التابعة لمدينة "شانلى أورفا" على الحدود التركية مع سوريا أطلق أعضاء بالحزب الحاكم مبادرات فردية لدعم نداء أردوغان، حيث أعلن صاحب محل تصوير فوتوغرافى بالبلدة أنه سيصور مجانًا من يثبت تحويله للذهب أو الدولار، وأعلن صاحب مخبز أنه سيمنح خبزًا مجانا لمن يلبى نداء رئيس الجمهورية.

وعلق أصحاب المبادرات لافتات على واجهة محلاتهم لتحفيز المواطنين على بيع الدولار للبنوك، كما أن صاحب محل حلاقة بالبلدة أعلن أنه سيحلق مجانًا لكل من يحول 300 دولار فما فوق إلى الليرة.

وبلغ سعر الدولار مستوى 6.42 ليرة مع توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب رفض تركيا إطلاق سراح القس الأمرريكى أندرو برونسون المعتقل منذ عامين، والذى أخرجته السلطات التركية من سجنه مؤخرا وضعته قيد الإقامة الجبرية فى منزله بمدينة إزمير غرب تركيا.

وردا على تصريحات أردوغان التى قال فيها إن المعارضة وأنصار الحزب الحاكم فى تركيا على متن السفينة نفسها، وبالتالى سينالون المصير نفسه فى حال غرقت السفينة كما أنهم سينجون معًا وقت خلاصها، قال رواد مواقع التواصل الاجتماعى للرئيس التركى: "نحن لسنا معك فى نفس السفينة يا أردوغان".

وعقب تصريحات أردوغان من مسقط رأسه بمدينة ريزا أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا على موقع "تويتر" هاشتاج بعنوان "لسنا فى السفينة نفسها".

وسلط المشاركون فى حملة "لسنا على متن السفينة نفسها" الضوء على الإسراف فى النفقات العامة والتسهيلات الممنوحة لرجال الأعمال الموالين للحكومة والإعفاء الضريبى وموائد الطعام الفاخرة فى القصور الرئاسية.

واعتبر رواد التواصل الاجتماعى أنه يتوجب على من تسبب فى الأزمة تحمل وزرها منتقدين الحزب الحاكم الذى يطالب الشعب بالتضحية ويسعى لتحميل الفقراء وزر أدائه السيء للاقتصاد.

وكان يوم الجمعة شهد تراجعًا فى قيمة الليرة بنسبة 20% أمام الدولار ليصل سعر الدولار إلى 6.84 لأول مرة فى تاريخ تركيا.

وسائت أوضاع العملة المحلية فى تركيا، بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن عقوبات على وزيريرن فى تركيا وألغت صفقة مقاتلات كانت تنتظرها أنقرة، كما أعلن الرئيس الأمريكى مضاعفة الرسوم الجمرية على صادرات تركيا من الصلب والألمونيوم بعد تهديد سابق بفرض عقوبات على تركيا إن لم تفرج عن القس الأمريكى معتقل لديها.

وقال خبراء اقتصاديون، إن الارتفاع الجنونى للعملات الأجنبية فى تركيا إذا استمر على هذه الشاكلة ستعانى قطاعات الأغذية والأدوية وجميع المنتجات المستوردة بما فيها الهواتف من ارتفاع كبير فى أسعارها.