من التبعية لواشنطن إلى اللعب وفق قواعد الكرملين.. روسيا الملاذ الأخير للديكتاتور العثمانى والملالى للخلاص من سيف ترامب.. العقوبات الأمريكية تقوض أذرع أوباما فى الشرق الأوسط.. وتخلق تحالف جديد لخدمة أهداف موسكو

روسيا الملاذ الأخير للديكتاتور العثمانى والملالى للخلاص من سيف ترامب
روسيا الملاذ الأخير للديكتاتور العثمانى والملالى للخلاص من سيف ترامب
كتب - بيشوى رمزى

يبدو أن سلسلة العقوبات الأمريكية الأخيرة، والتى طالت تركيا وإيران، على خلفية الخلافات بينهما وبين إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستساهم بصورة كبيرة فى تغيير خريطة النفوذ فى منطقة الشرق الأوسط، سواء على مستوى القوى الإقليمية الفاعلة داخل المنطقة، أو حتى القوى الدولية الكبرى التى تلعب الدور الرئيسى فى رسم سياسات المنطقة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتى طالما استخدمت ذراعها التركى واستفادت من السياسات الإيرانية ، لتحقيق طموحاتها فى المنطقة وتقرير مستقبلها.

ففى الوقت الذى لعبت فيه أنقرة الدور الرئيسى فى تحقيق رؤية الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بالمنطقة، من خلال تنفيذ ما يسمى بـ"الفوضى الخلاقة"، والتى قامت على زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط، عبر تمكين الأذرع الموالية لأنقرة، لاقت طهران دعما غير مباشر من واشنطن، من خلال الصفقة النووية التى راعاها الرئيس الأمريكى السابق، وكان من شأنها رفع العقوبات على طهران لتنمية أوضاعها الاقتصادية، وهو ما ساهم فى تنشيط الدعم الإيرانى للميليشيات المسلحة فى دول المنطقة، لإثارة الفوضى ويستخدمها نظام "الملالى" لتوسيع نفوذه بالمنطقة.

العقوبات الأمريكية.. نهاية أذرع أوباما فى الشرق الأوسط

إلا أن السياسات الأمريكية العدائية تجاه القوتين الطامحتين نحو النفوذ، ربما شهدت تغييرا عميقا خلال حقبة ترامب، وهو الأمر الذى بدا واضحا منذ دخوله البيت الأبيض، تارة عبر التصريحات، وتارة أخرى عبر التعيينات التى شهدتها الإدارة الأمريكية، والتى صارت مدججة بالصقور الجمهوريين، والمعروفين بمواقفهم المناوئة للدور الذى تلعبه كلا من أنقرة وطهران عبر دعم جماعات راديكالية متشددة معروفة بعدائها التاريخى للولايات المتحدة.

أوباما وأردوغان
أوباما وأردوغان

وفى النهاية جاءت العقوبات الأمريكية على كلا الدولتين، لتكون بمثابة كلمة النهاية  للتحالفات القائمة فى المنطقة، وربما لتدشن تحالفات جديدة تساهم فى تقويض نفوذ القوى الإقليمية التى بزغ نجمها خلال سنوات أوباما، وربما تفتح الباب أمام قوى دولية أخرى، وعلى رأسها روسيا، لتثبيت أقدامها فى المنطقة، بعد سنوات قامت فيها موسكو بأداء دور فعال فى الحرب على الإرهاب، عبر البوابة السورية، حيث أصبحت روسيا صاحبة الكلمة العليا فى الأزمة السورية، لتتحدى الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشرق الأوسط بشكل مطلق، فى إطار حرب النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة.

البديل الروسى.. قواسم مشتركة تدشن تحالف جديد

العقوبات الأمريكية الأخيرة ربما تفتح الباب أمام أنقرة للبحث عن بديل للحليف الأمريكى، بينما ستقوض الثقة بين طهران وواشنطن، وهو ما يطرح تساؤلات حول التحركات التى قد تنتهجها الدولتان فى المرحلة المقبلة لتعويض خسارتهما سواء بانهيار التحالف مع أمريكا، كما هو الحال بالنسبة لتركيا، أو بانتهاء مرحلة الصمت الأمريكى تجاه السياسات المزعزعة للاستقرار التى تتبناها إيران، فى ضوء معطيات دولية أهمها أن كلا الدولتان ربما لا يمكنهما اللجوء إلى الاتحاد الأوروبى فى المرحلة الراهنة، سواء بسبب توتر العلاقة بين أردوغان والدول الرئيسية فى أوروبا وعلى رأسها ألمانيا، أو لفشل القارة العجوز فى إنقاذ الاتفاق النووى الإيرانى.

بوتين وأردوغان وروحانى
بوتين وأردوغان وروحانى

وهنا تصبح روسيا بمثابة الملجأ الوحيد أمام كلا الدولتين، خاصة وأن الدول الثلاثة سبق لهم التنسيق فيما يتعلق بالشأن السورى من خلال مباحثات "أستانة"، كما أن موسكو لم تكن بعيدة عن سيف العقوبات الأمريكية، على خلفية الاتهامات التى تلاحقها حول التورط فى تسميم العميل الروسى سيرجى سكريبال الذى يعيش فى بريطانيا، وبالتالى فهناك قواسم مشتركة تبدو واضحة تجمع الدول الثلاثة ربما تساهم فى خلق التحالف الجديد.

من أمريكا إلى روسيا.. اللعب وفق قواعد الكريملن

ولكن يبقى التساؤل حول المواقف المتعارضة للدول الثلاثة تجاه مختلف قضايا المنطقة، وفى القلب منها الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بالخلاف حول وجود التنظيمات الإرهابية الموالية لأنقرة فى إدلب، والتى يسعى نظام أردوغان لاستخدامها لتحقيق مصالحه ولدحض الميليشيات الكردية، والتى لعبت دورا رئيسيا فى الحرب على تنظيم داعش الإرهابى، كما أن هناك خلافات كبيرة بين روسيا وإيران حول بقاء القوات الإيرانية فى الداخل السورى، وبالتالى فربما تكون العقوبات الأمريكية الأخيرة على كلا من طهران وأنقرة هي بمثابة فرصة للجانب الروسى لفرض كلمته عليهما.

الوضع الاقتصادى الصعب الذى تعيشه كلا من تركيا وإيران، يفرض عليهما التقارب مع موسكو، ولكن وفق قواعد الكريملن، بحيث يتحول دورهما من خدمة الأهداف الأمريكية إلى تحقيق الغايات الروسية، خاصة وأن الأمر لا يتعلق فقط بمسألة النفوذ السياسى، وإنما يمتد لحاجتهما إلى إيجاد بديل تجارى، يمكنه مساعدة وضعهما الاقتصادى المنهار فى ظل تشابه الظروف الاقتصادية، وانهيار العملة فى كلا منهما جراء العقوبات الأمريكية.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

أسعار اشتراكات المترو لكل الفئات وموعد فتح اشتراك الطلبة وأماكن المكاتب

محمود ناجى حكما لمواجهة السنغال والكونغو فى ربع نهائى "الشان"

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

الزمالك يتقدم على موردن سبورت 2-1 بعد مرور 60 دقيقة.. فيديو


ألفينا يفتتج التسجيل للزمالك أمام مودرن سبورت في الدقيقة 12 .. فيديو وصور

"أنس الشريف أيقونة غزة".. شقيقه الأكبر في أول حوار صحفى لـ"اليوم السابع": آخر مكالمة أكد عدم مغادرته شمال القطاع حتى لو نزح الجميع.. كان يتمنى أداء الحج مع زوجته ووالدته.. تلقى عرضا للسفر قبل 5 أيام من استشهاده

سيراميكا يفقد فخري لاكاي أمام المقاولون العرب في الدوري

بدرية طلبة تمثل أمام لجنة مجلس تأديب من 5 أعضاء.. اعرف التفاصيل

النيابة العامة تكشف حقيقة رقص فتاة على منصة القضاء ونقيب الممثلين يعتذر


البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج تتصدى للمخربين.. أمن البعثة المصرية فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من أنصار الإرهابية.. حماية البعثات والقنصلية مسئولية الدول المضيفة.. وعناصر الأمن لهم حق التصدى لأى اعتداء

جنايات دمنهور تقضى بالإعدام على توربينى كفر الدوار لاعتدائه على 3 أطفال

أمن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك يتصدى لمحاولة اقتحام من مخربين

زيارة الرئيس السيسي للسعودية.. شراكة استراتيجية تعزز الأمن العربي وتفتح آفاق التعاون.. وسياسيون: تعكس عمق العلاقات التاريخية ودور القاهرة والرياض في استقرار المنطقة.. تؤكد وحدة الموقف العربي وصياغة مستقبل مشترك

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

محمد صلاح يصل مقر تدريبات ليفربول مع جائزة الأفضل فى إنجلترا.. فيديو

ننشر النص الكامل لتعديلات قانون الرياضة بعد تصديق الرئيس السيسى

التشكيل المتوقع للزمالك أمام مودرن سبورت فى مباراة اليوم

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى