بعد إهانته لمساعدته السابقة.. هل عنصرية ترامب سلاح يهدد الجمهوريين أم ورقتهم الرابحة قبل التجديد النصفى؟.. مرشحو الحزب الجمهورى يستلهمون خطابه بدعايتهم الانتخابية.. والرئيس الأمريكى يرفض التفريط فى كتلته الصلبة

ترامب
ترامب
كتب - بيشوى رمزى

لم يكن وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمساعدة السابقة بالبيت الأبيض أوماروزا نيومان، ذات الأصول الأفريقية، بـ"الكلبة"، بالأمر الجديد، فقد سبق له وأن أهان خصومه الشخصيين والسياسيين علنا، فى العديد من المواقف، منذ حملته الانتخابية، إلا أن الملفت للانتباه أن الكثير من الإهانات التى كالها ترامب لخصومه اتسمت بعنصريتها، وهو ما فتح الباب أمام المعارضة فى الداخل الأمريكى للتركيز على عنصرية الرئيس خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى، والتى تمثل فرصة هامة للحزب الديمقراطي لاستعادة التوازن فى الداخل الأمريكى، بعد سيطرة الجمهوريين التامة على البيت الأبيض والكونجرس منذ وصول الإدارة الحالية إلى سدة السلطة فى البلاد.

تغريدة ترامب المسيئة لمساعدته السابقة
تغريدة ترامب المسيئة لمساعدته السابقة

ولكن بالرغم من ذلك، فإن ترامب على ما يبدو لا يأبه كثيرا باتهامات العنصرية التى تلاحقه، بل إنه ربما يتعمد إثارة النزعة العنصرية فى الداخل الأمريكى مع اقتراب الحدث الانتخابى الهام، والذى تضعه الإدارة الأمريكية الحالية كأولوية قصوى فى المرحلة الحالية، للاحتفاظ بسلطتها المطلقة على مقاليد الأمور فى البلاد، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكى يرى فى عنصريته ورقة رابحة لاستقطاب الأمريكيين فى الداخل الأمريكى نحو تأييده قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأمريكية المرتقبة.

وصمة العنصرية.. ليست سابقة لترامب

يبدو أن وصمة العنصرية ليس سابقة للرئيس ترامب، فهناك العديد من الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا من المنتمين للحزب الجمهورى أو الديمقراطيين، لاحقتهم اتهامات العنصرية، لعل أبرزهم فرانكلين روزفلت الذى قام باحتجاز آلاف الأمريكيين من ذوى الأصول اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية، كما أن عددا من الأباء المؤسسين للولايات المتحدة لاحقتهم الوصمة ذاتها، دون أن تتأثر شعبيتهم فى الداخل الأمريكى.

ترامب تبنى دعايا عنصرية خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة
ترامب تبنى دعايا عنصرية خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة

ولعل تجربة ترامب السابقة، خاصة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى جاءت به إلى البيت الأبيض، كانت بمثابة ملهمة بالنسبة له، خاصة وأن حملته الانتخابية زخرت بالعديد من التصريحات العنصرية، التى طالت المهاجرين والأمريكيين من ذوى الأصول الإفريقية، والمسلمين، بل وإن بعضا من تصريحاته العنصرية طالت سلفه باراك أوباما، باعتباره أول رئيس من ذوى الأصول الأفريقية الذى يدخل البيت الأبيض، ولكنه فاز فى النهاية، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ترامب يحاول استدعاء المشهد الانتخابى فى 2016، قبل معركة التجديد النصفى للحفاظ على قواعد حزبه الانتخابية.

خطاب المرشحين.. ترامب ملهما للجمهوريين

والملفت فى الخطاب الانتخابى الذى يتبناه المرشحون الجمهوريون هو اتباع نفس الاستراتيجية التى سبق وأن تبناها ترامب فى حملته الانتخابية، والتى تقوم على رفع الشعارات المناوئة للمهاجرين، والاتفاقات التجارية التى عقدتها الولايات المتحدة فى العهود السابقة، بالإضافة إلى استخدام منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى لإهانة المعارضين والخصوم، وهو ما يعكس استلهامهم لتجربة الرئيس فى 2016، والذى استطاع عبر خطابه مخاطبة الكتلة الصلبة فى المجتمع الأمريكى، والتى تتسم بميلها إلى النزعة اليمينية.

يقول نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكى الأسبق، إن محاكاة الاستراتيجية التى سبق وأن تبناها ترامب فى عام 2016، يبدو أمرا طبيعيا، خاصة وأن الرئيس يتمتع بشعبية كبيرة تصل إلى 88% بين أنصار الحزب الجمهورى، وهى نسبة لم يصل لها أى رئيس من قبل بين أنصار حزبه، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، سوى جورج بوش الابن، والذى قفزت شعبيته كثيرا بسبب ظروف استثنائية، وهى هجمات 11 سبتمبر.

تصريح استراتيجى.. ترامب يرفض التفريط فى كتلته الصلبة

الجدال الأخير حول إهانة ترامب لمساعدته السابقة، على أساس عنصرى، ربما يعكس أن التصريح لم يأت جزافا، فى ضوء توقيته الحساس، وإنما جاء وفق استراتيجية منظمة تهدف فى الأساس لمغازلة التيار المتشدد فى الداخل الأمريكى، والذى كان سببا رئيسيا فى فوزه فى الانتخابات السابقة، على حساب غريمته الديمقراطية هيلارى كلينتون، خاصة وأن التيار الأمريكى المحافظ يمثل الكتلة الصلبة فى القطاع المؤيد للإدارة الحالية، وهو القطاع الذى يرفض الرئيس الأمريكى التفريط فيه مطلقا.

مساعدة ترامب أوماروزا نيومان
مساعدة ترامب أوماروزا نيومان

ولكن بالرغم من ذلك، فإن الرئيس الأمريكى ربما يحاول مغازلة التيارات الأخرى، بين الحين والأخر، وخاصة الأمريكيين من ذوى الأصول الأفريقية، وهو ما بدا واضحا فى استطلاعات الرأى، والتى أكدت أن شعبية ترامب قفزت بصورة كبيرة بين الأمريكيين السود، بسبب إعلان مطرب الراب الشهير كينى ويست تأييده له فى مايو الماضى، حيث زادت شعبيته وفقا للاستطلاعات بينهم من 11% إلى 22% خلال أسبوع واحد بعد تصريحات المطرب الأمريكى الشهير.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

مصر تحذر من تبعات توسيع العمليات العسكرية الإسـرائيلية فى غـزة

بعد مرور عام.. صور جديدة من حفل زفاف محمد الننى على حنان المغربية

القصاص العادل.. تفاصيل إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 سنوات من الجريمة

تظاهرات فى غزة تدعو لوقف العدوان الإسرائيلى ورفض التهجير.. فيديو وصور


رافعين علم مصر.. تظاهرات فى غزة دعما للمقترح المصرى لوقف الحرب.. صور

الرئيس السيسى يصدّق على إصدار قانون الرياضة

تفاصيل بلاغ أرملة جورج سيدهم ضد منتحلى شخصيتها لجمع تبرعات باسمها

نيويورك تايمز: إسرائيل تتحدى الغضب العالمى بتحركاتها فى غزة والضفة الغربية

دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى


ذكرى رحيل عملاق الطرب محمد عبد المطلب.. عاش بفنه رغم الغياب

الهند: 6 مدارس بالعاصمة نيودلهى تتلقى تهديدات بوجود قنابل

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

تنفيذ حكم الإعدام فى دبور "سفاح الإسماعيلية"

تفاصيل إطلاق السلاحف "على" و"فرح" بمياه البحر المتوسط فى بورسعيد (صور)

بعد إعدام المتهمين.. ننشر حكم إعدام قتلة المذيعة شيماء جمال

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

فاكسيرا تكشف طريقة علاج الإصابة بالحزام النارى.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى