تركيا فى عهد الديكتاتور.. من الازدهار الاقتصادى إلى التدهور التام.. أردوغان تولى حكم أنقرة فى 2003 واقتصاد بلاده متطورا ويحولها فى 2018 لخراب.. وتمركز السلطة الاقتصادية بيد المقربين له حول تركيا إلى "عزبة"

أردوغان يخرب اقتصاد بلاده
أردوغان يخرب اقتصاد بلاده
كتب محمود محيى

من الازدهار والتطور والنمو فى بداية الأفينيات من القرن الحالى إلى خراب تام وركود اقتصادى غير مسبوق، هكذا حول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بلاده من دولة قوية اقتصادية إلى "عزبة" خاصة عقب سيطرته على جميع السلطات السياسة والاقتصادية وتعيين مقربين منه فى مناصب حساسة بالدولة.

وزاد أردوغان الطين بلة، بمنطاحته للرئيس الأمريكى دونال ترامب الذى لا يتردد لحظة فى استخدام العقوبات الاقتصادية ضد الدول المتمردة، باستمرار احتجاز قس أمريكى فى السجون التركية بتهم مزعومة حول مشاركته فى الانقلاب الفاشل ضده فى عام 2016،  بارغم من مطالبة الإدارة الأمريكية مرارا وتكرارا الإفراج عنه.

 

وأعلنت الإدارة الأمريكية عقب فشل الجهود الدبلوماسية، فرض عقوبات اقتصادية كبيرة على أنقرة، لتزيد أعباء الاقتصاد التركى المتدهور بسبب سياسات أردوغان، التى أدت لتدهور قيمة العملة التركية سريعا، بدءا من أول أغسطس الجارى وحتى إغلاق سوق العملات نهاية الأسبوع الماضى، بهبوط تاريخى لليرة التركية.

وفى السياق نفسه، تناول خبراء اقتصاديون فى إسرائيل الأزمة التركية فى عدد من المقالات والتقارير، فقد أكدت المحلل الاقتصادية الإسرائيلية، دفناه ماؤور، فى تقرير لها بصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، إنه مع زيادة لتضخم المالى. فى هذه الحال، يجب زيادة الفائدة لاعتراض الطلب وتعزيز قيمة العملة، ولكن خلافا للمنطق الاقتصادى وخبرة الاقتصادات الكثيرة، يدعى أردوغان أن رفع الفائدة يعزز التضخم المالى، لهذا طلب من البنك المركزى عدم زيادة الفائدة.

 

وأكدت الخبيرة الاقتصادية، أن الإضرار الاقتصادية تعيق عمل المصرف المركزى، وأن ما يتخذه أردوغان من سياسات خاطئة تعد إحدى الخطايا الكبيرة فى الاقتصادات المفتوحة التى تحتاج إلى ثروة أجنبية للاستثمار.

وفى السياق نفسه، أكد المحلل الاقتصدى نداف إيال، فى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن أردوغان استجاب إلى الطريقة الأسوأ، قائلا: "كان خطابه يوم الجمعة الماضى مثالا على ماذا يحظر قوله عندما تتعرض العملة لأزمة. تثير أقوال مثل إذا كان لديهم الدولار، فنحن لدينا شعبنا وربنا الله، إحباطا كبيرا لدى الأتراك، حيث يفضل الكثير منهم الدولار. غالبا، على الرئيس التركى أن يعرف أنه يحظر عليه أن يعرّض الأفراد أمام خيار بين كسب الرزق وبين الإيمان، وقد وصلت أقواله الذروة، عندما ناشد متأثرا وغاضبا بيع الدولار والذهب وشراء الليرة التركية، كاستعراض فنى اقتصادى، والنتيجة: باع الأتراك الليرة تحديدًا لأنهم أدركوا جيدا أن زعيمهم بات منفصلا عن الاعتبارات الواقعية".

 

ورغم التقديرات أنه نظرا لمصالح مشتركة فى حلف الناتو، هناك من سيسعى إلى حل الأزمة بين الولايات المتحدة وتركيا، فوفق تقديرات المحلل العسكرى بارئيل فى صحيفة "هآرتس" لا تشكل التسوية مع الولايات المتحدة بديلا لبرنامج اقتصادى تركى يمكن أن ينقذ الاقتصاد التركى من الأزمة.

ويتمتع أردوغان بكامل الصلاحية والدعم السياسى الضرورى للإعلان عن حالة الطوارئ الاقتصادية أو رفع الفائدة، وفق رغبة المصرف المركزى.

 

وتسأل خبراء الاقتصاد إلى أى مدى يمكن أن يعتمد أردوغان على الدعم الجماهيرى فى ظل نقص الثقة الكبير فى الليرة التركية، الذى يظهر عدم الثقة بقدرة الحكومة التركية فى إنعاش الاقتصاد.

 

وأوضح الخبراء أن انهيار العملة التركية أمر شديد الخطورة، لكن العجز الراهن فى ميزان التجارة الخارجية وإخفاق الحكومة التركية فى توسيع أسواق صادراتها الخارجية أكثر خطرا وضررا على الأمد الطويل. فهذا يعد قصورا فى الهيكل الاقتصادى، خاصة أنه ترافق مع أزمة ديون لم تتفاقم بعد، لكنها الآن فى بداية الطريق وهذا هو الخطر الأكبر على مستقبل تركيا الاقتصادى.

 

 

وأكد مراقبون اقتصاديون أن لدى تركيا مستوى مرتفع من الديون بعضها مستحق الدفع قريبا، ولن يكون أمام أنقرة سوى إعادة تمويل الدين، وتقدر الحاجة المالية لتركيا هذا العام وفقا لوكالة فيتش للائتمان المالى بنحو 230 مليار دولار، يضاف إلى ذلك أن جزءا كبيرا من ديون تركيا وتحديدا القطاع الخاص مقوم بالدولار الأمريكى، ومع انخفاض قيمة العملة وثبات الصادرات فإن عبء المديونية على الشركات التركية سيزداد، وقد يترافق ذلك مع أزمة فى القطاع المصرفى التركى قريبا.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

الأكثر قراءة

بيراميدز ضيفا ثقيلا على بتروجت لاستعادة الانتصارات وملاحقة الأهلي

حلم اللقب الأول لـ مرموش.. مانشستر سيتي ضد كريستال بالاس بنهائي كأس الاتحاد

خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

العربية لحقوق الإنسان بليبيا تدين إطلاق الرصاص لفض مظاهرات سلمية بطرابلس

الأهلي يواجه الخلود فى الدوري السعودي اليوم


الجيش الإسرائيلى يعلن رسميا بدء عملية عربات جدعون وتوسيع الحرب على غزة

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة

بايرن ميونخ ضيفا على هوفنهايم في الجولة الأخيرة بالدوري الألماني

جورج وسوف: أنا بخير وصحتى منيحة.. خفوا إشاعات عنى أرجوكم (فيديو)

رادار المرور يلتقط 1006 سيارات تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة


أخبار × 24 ساعة.. فرص عمل للمهندسين فى السعودية بمرتبات تصل إلى 147 ألف جنيه

زوجة سامح حسين: كنت متخوفة من عدم نجاح برنامج قطايف

رويترز نقلا عن إن بي سي نيوز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني لليبيا

محامى أسرة العندليب: مستعدين تقديم خطابها لأى جهة لفحصها وبيان صحتها

محمد صلاح ينتقد جماهير ليفربول بسبب معاملة أرنولد

إعلام عبرى: نتنياهو يريد المشاركة فى حفل تنصيب بابا الفاتيكان لكنه خشى من اعتقاله

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

مجموعة الهبوط.. إنبى يتعادل مع طلائع الجيش 1-1 ويقترب من البقاء فى الدورى

التعادل السلبي يحسم الشوط الأول من مباراة النصر ضد التعاون

الجونة يتقدم على غزل المحلة 2-0 فى الشوط الأول بدورى نايل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى