بالوعات الموت تخطف أرواح الأطفال.. غضب شديد فى البرلمان بعد واقعة غرق طفلتين فى بالوعة صرف صحى بالسويس.. النواب يهاجمون مسئولى المحليات.. ومطالب بحصر البالوعات المفتوحة وتغطيتها بكتل خرسانية ومحاسبة المقصرين

شن نواب البرلمان هجوما كبيرا على وزارة التنمية المحلية بسبب البالوعات المفتوحة على مستوى الجمهورية، والتى تسببت فى غرق عدد من الأطفال فى مختلف المحافظات، وآخرها فى محافظة السويس بعد واقعة غرق طفلتين فى بالوعة صرف صحى، وقبلها وقائع غرق أطفال فى بالوعات بمحافظتى البحيرة والمنيا، وطالب أعضاء المجلس بمحاسبة المسئولين، مقترحين عمل غطاء خرسانى بدلا من التى تم سرقتها حتى لا تُترك "البلاعة" مفتوحة.

وفى هذا الإطار، طالب النائب محمد الحسينى، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، وزارة التنمية المحلية بحصر شامل ودقيق لكل البالوعات غير المغطاة على مستوى الجمهورية، أو بمعنى أدق تلك التى تم سرقة أغطيتها وتُركت مفتوحة، فى أسرع وقت.

وأوضح الحسينى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن عدم تغطية البالوعات تسبب فى وفاة عدد من الأطفال آخرهم طفلى السويس ومن قبلهما طفل فى محافظة البحيرة، وهذا الأمر يعنى أن استمرار البالوعات مفتوحة يمثل كارثة حقيقية، مشددا على ضرورة التحرك قبل وقوع الكارثة، متابعا: "مش عايزين نكون رد فعل..متى نكون فعل ونتحرك قبل الكارثة".

واقترح وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، تغطية البالوعات المفتوحة بغطاء من الخرسانة، منوها إلى أن هذا الأمر يمنع وقوع كارثة جديدة وفى نفس الوقت غير مُكلف للدولة، مؤكدا على أن سرقة أغطية البالوعات مسئولية الجميع وليس جهة بعينها ولابد أن يكون هناك وعى وحرص على المصلحة العامة.

 وفى سياق متصل، حملت النائبة نانسى نصير، عضو مجلس النواب، ذنب وفاة طفلتين بالسويس غرقا فى "بالوعة صرف صحى" إلى محافظ السويس، مؤكدة أن تقصير المحافظ هو سبب الوفاة، وسبب وفاة أطفال وأبرياء آخرين سقطوا من قبل.

وأضافت نصيرفى بيان اليوم، "محافظ السويس لا يستطيع إدارة الأزمات بالسويس، فالأزمات تفاقمت على يديه، ولم نتقدم خطوة واحدة فى محافظة السويس بالمقارنة بباقى محافظات الجمهورية، نتاج انفراده بالقرارات الخاطئة، وتعمده اتخاذ قرارات دون دراسة أو حتى استشارة أعضاء البرلمان".

وأردفت نصير: "كم من طلبات إحاطة وأسئلة قدمناها بشأن البالوعات وإهمال الصرف الصحى، لكن دون جدوى، بل يزيد إصرارا على إهمالها، ويضع العند والعناد أمام مصلحة المواطنين".

وتساءلت نصير: "هل موازنة المحافظة لا تكفى لتغطية بالوعات السويس.!!، وما اتخذه المحافظ من قرار بهذه الواقعة هو تشكيل لجنة لفحص أسباب سقوط الأطفال فى البالوعات، وهل سرقة غطاء البالوعة السبب؟، أم خطأ من جانب المواطنين لسيرهم بجانب البالوعات؟!!"، ولفتت إلى أنها لن تتهاون فى حق أهالى السويس، وستتقدم بأول استجواب بدور الانعقاد القادم بهذا الخصوص.

وأكدت نصير، أنها رفعت هذه الواقعة لرئيس مجلس الوزراء، ولرئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب المهندس أحمد السجينى، وهو حاليا يتابع الموضوع بنفسه، لافتة إلى أن المحافظ شكل لجنة من حى فيصل لمعرفة من المقصر فى هذه الواقعة ومن المسئول عن عدم تغطية البلاعة.

وأضافت "نصير"، أن هذه المشكلة متكررة ومستمرة منذ سنوات فى محافظة السويس، وفى كل مرة تكون هناك حلول وقتية وليست جذرية، مشيرة إلى أنها تحمل المحافظ المسئولية بحكم منصبه.

وأردفت: "البالوعات مسئول عنها وزارة التنمية المحلية ووزارة الداخلية والشركة القابضة للصرف الصحى، فأين الرقابة على سرقة البالوعات، ولو كانت هناك كاميرات مراقبة ودوريات بشكل مستمر لن تتكرر هذه الوقائع، وأناشد رئيس مجلس النواب أن يوافق على أن تعمل لجنة الادارة المحلية خلال الإجازة البرلمانية لمتابعة آليات التعامل مع هذه الواقعة ومنع تكرارها فى أى محافظة أخرى".

وفى نفس الصدد قال محمد عمارة، عضو مجلس النواب، بمحافظة البحيرة، أنه سبق وأن تقدم بطلب إحاطة وسؤال للحكومة متمثلة فى وزارة التنمية المحلية بشأن غرق طفل بميدان الحصان بالمحافظة، لنفس السبب ولكن دون جدوى، وها هى الكارثة تتكرر فى محافظة السويس، متسائلا: "هل ستظل هذه البالوعات تحصد أرواح الأطفال دون عقاب للمسئولين ومحاسبتهم على إهمالهم وعزلهم من مناصبهم التى لا يستطيعون أن يقومون بواجباتهم حيالها؟".

وجدد عمارة، طلبه بإقالة رئيسة حى مدينة الدلنجات بالمحافظة، بسبب إهمالها فى مباشرة عملها ومازالت هذه البالوعات مفتوحة حتى الآن، مطالبا وزارة التنمية المحلية بسرعة التدخل لإنقاذ الموقوف ومنع الكارثة وتغطية هذه البالوعات بأغطية من الخرسانة.