فى ذكرى الرحيل.. سميح القاسم عن الحياة: إنها مجرد منفضة

الشاعر سميح القاسم
الشاعر سميح القاسم
كتب أحمد إبراهيم الشريف
أول ما يلفت انتباهك فى السيرة الذاتية للشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله الرابعة، إذ رحل فى 19 أغسطس 2014، والتى تحمل عنوان "إنها مجرد منفضة" وصدرت عن دار راية للنشر 2011، هو الإهداء "لأبى محمد سميح بن محمد بن القاسم بن محمد بن الحسين بن محمد بن على بن الحسين بن سعيد بن خير بن محمد بن سلمان بن الحسين بن على بن خير بن محمد بن الحسين". ويقول فى مقدمتها "ليست صورة ذاتية، هى محاولة لترميم صور من الذاكرة، صور قديمة، بالأبيض والأسود".
 
سميح القاسم
 
كما أن المقدمة فى غاية الأهمية وفيها "مكان تبدأ من جغرافيته، ولا زمان تنطلق من إيقاعِهِ، التضاريس وهم يا صديقى، وعقاربُ الساعة خدعةٌ بصرية، تقولُ لى إنَّها الأرض والمجموعة الشمسية، تقول إنها الحياة والعمر والأجل المحتوم، وتقول إنها قطعٌ من أثاث السيرة الذاتية، بحلوها ومرّها وخيرها وشرّها. أجل. بلى. نعم. حقاً. لا. كلا. لن. أبداً، وبين هذه وتلك تخلص إلى نتيجة عنقودية. كالقنبلة العنقودية. تماماً. توقيتات متفاوتة وانفجارات مفاجئة. تتلوها التوابيتُ المعدّة سلفاً والتوابيت الطارئة والأكفان غير المتوقّعة. وبين هذه وتلك تنفذُ إلى جوهرٍ تحسبه عَرَضاً، وإلى عَرَضٍ تخاله جوهراً. ثم تجلسُ إلى ذاتِكَ. تضعُ ساقاً على ساق. تعتصر جبينَكَ بأصابع مُرهقة وتخاطب نفسك بهدوء فاجع: دنيا؟ وحياة؟ هذا هو التعريف الرائج. هذا هو التشخيص المعتمد. هذا هو الحكم المألوف المتعارف عليه.
 
القاسم
 
وقد تقع فى شرك الحزن، وقد تقع على لُبّ الحقيقة وأنت تتمتم فى رصانة البركان وهدوء العاصفة: دنيا؟ وحياة؟ لا بأس عليك، استَطرِدْ يا عزيزى. وستعثر على كيانِكَ المتلاشى، الآيل إلى الانهيار، فى أبديّة مجهولة، ستعثر على عضلات لسانك فى حركتها الأخيرة وهمسها الختامى: "منفضة.. إنها مجرّدُ مِنفضة. لطالما سجّيتُ فيها رمادَ جسدى وغبطتى، قميصى ومحنتى، نارى وجنّتى".
 
يتضمن الكتاب محطات مختارة من مشوار شاعرنا العربى، ويركز على عام النكبة والجرح الذى لا يزال نازفاً ويطرح أسئلة الحياة والموت التى تزداد إلحاحاً بعد أن وصلت قوات الهاجناه قرية الرامة مسقط رأس الشاعر عام 1948،ماذا سيفعل بنا اليهود إذا بقينا هنا؟ إخواننا النصارى يحميهم الإنجليز ونحن من يحمينا؟ نحن أهل الرّضا والتسليم فهل نتخلَّى عن عقيدتنا؟ ألا يجوز أن تنتهى هذه الحرب باتفاق العرب واليهود وانتهاء المشكلة بسلام؟ لماذا لم نقبل باقتراح على الحسين؟ لماذا لم نرحل إلى الشام، حيث نستطيع تدبير أمورنا؟
 
هذه الأسئلة وغيرها ظلت عالقة فى الفراغ، هائمة فى فضاء البيت مثل دخان الرجال المكمودين فليس من تجربة أقسى من احتقان الطفولة واحتباس وعيها بما يدور فيها وحولها. 
 
سميح
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة مصر ونيجيريا اليوم لتحديد المركز الثالث بأمم أفريقيا للشباب

سماع دوى انفجارات متتالية وسط إسرائيل

استجواب متهم بإدارة كيان تعليمى وهمى للنصب على المواطنين بشهادات مزورة

مواعيد مباريات اليوم الأحد 18- 5 - 2025 والقنوات الناقلة

فرص للعمل فى مجال تربية المواشى بالأردن.. تعرف على التفاصيل


بعد 245 يوما من محاكمة المتهمين.. أبرز محطات حادث تصادم قطارى الشرقية

إضراب عمال بريد كندا يلوح فى الأفق مع تقارير تفيد بإفلاس الشركة

عمر مرموش يزين قائمة هدافى الدورى الألمانى بعد انتهاء الموسم الحالى

اليوم.. نظر محاكمة راندا البحيرى بتهمة سب وقذف طليقها

طارق مصطفى: حزين للخسارة أمام الأهلى.. وهذا سبب تعثر مفاوضاتى مع الزمالك


جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

موعد مباراة الأهلى والترجى التونسى فى بطولة الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

الأهلي يصل استاد القاهرة لموجهة البنك في الدوري

دورتموند يكتسح هولشتاين بثلاثية.. وتعادل ماينز ضد ليفركوزن بالبوندزليجا

حركة فتح: كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية الـ34 مهمة ورسالة واضحة

إعلان بغداد.. فلسطين عصب الأمة وقضيتها المركزية

"عينى لمعت لما شفت الذهب".. اعترافات صادمة لجارة سرقة الشيخة نقاوة بعد تخديرها

مسابقة ملكة جمال العالم الثانية والسبعون.. الهند تستضيف الفعالية للمرة الثانية على التوالى.. ندى كوسا اللبنانية ضمن المنافسات.. غسل أقدام المتسابقات يثير غضب الهنود.. يوم 31 مايو الجارى موعد الحفل الختامي.. صور

وفاة سيدة ببنى سويف بعد ساعات من تشييع جنازة ابنها ضحية حادث الطريق الأوسطى

"الحج" تطلق خدمات خاصة للحجيج من ذوى الهمم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى