بعد الهجوم على السفارة الأمريكية بأنقرة.. أردوغان يحاكى النموذج الإيرانى والإخوانى فى التعامل مع خصومه.. الأهل والعشيرة سلاح الرئيس التركى لمجابهة أعدائه.. وشبح اقتحام السفارة فى طهران قد يتكرر فى تركيا

بعد الهجوم على السفارة الأمريكية بأنقرة
بعد الهجوم على السفارة الأمريكية بأنقرة
كتب - بيشوى رمزى

فى الوقت الذى تشهد فيه العلاقات الأمريكية التركية توترا ربما غير مسبوق، فى ظل العقوبات الأمريكية الأخيرة التى فرضتها واشنطن على أنقرة، على خلفية رفض الأخيرة لمطالب الإفراج عن القس الأمريكى أندرو روبنسون، المحتجز باتهامات حول تورطه فى محاولة الإنقلاب على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تشهد السفارة الأمريكية فى العاصمة التركية هجوما صباح الاثنين من قبل مجهولين، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام على مستقبل العلاقة بين البلدين اللذين تجمعهما عضوية حلف شمال الأطلسى.

وعلى الرغم من أن الهجوم لم يسفر عن أية إصابات، إلا أن توقيته ربما يثير الكثير من الجدل فى المرحلة الحالية، خاصة وأن الهجوم على البعثات الدبلوماسية ليس بالأمر الجديد بالنسبة لتركيا خاصة فى عهد النظام الحالى، حيث أن مشهد الهجوم على السفارة الأمريكية بأنقرة يعيد إلى الأذهان مشهدا اغتيال السفير الروسى السابق لدى تركيا أندريه كارلوف، والذى قتل أثناء مؤتمر صحفى فى قلب العاصمة التركية فى ديسمبر 2016، بالتزامن مع توتر العلاقات الروسية التركية على خلفية إسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا.

لحظة مقتل السفير الروسى فى أنقرة
لحظة مقتل السفير الروسى فى أنقرة

خطاب تحريضى.. الأهل والعشيرة سلاح أردوغان لمجابهة الخصوم

ولعل تكرار التزامن فى استهداف الدبلوماسيين والمقرات الدبلوماسية للدول الخصوم، مع توتر العلاقات مع تركيا، يقدم إشارات واضحة حول احتمالات تورط النظام التركى فى مثل هذه الأحداث، وإن كان ذلك بصورة غير مباشرة، خاصة مع الخطاب التحريضى الذى يتبناه الرئيس التركى، واستخدامه المتواتر للعبارات الرنانة والشعارات الزائفة، والتى يدور معظمها حول استهداف بلاده من قبل الخصوم، وهو الأمر الذى ربما يدفع أنصاره، من أعضاء حزب العدالة التنمية الحاكم ذو المرجعية الإخوانية، بالتطوع للقيام بعمليات شبه انتحارية خدمة فى النظام.

أردوغان وزوجته فى وجود حشد من أنصاره
أردوغان وزوجته فى وجود حشد من أنصاره

ويبدو ملفتا أن أردوغان، دائما ما يحرص على اقتصار الحضور فى خطاباته، خاصة فى أوقات الأزمات، على أنصار حزب العدالة والتنمية، باعتبارهم يمثلون "الأهل والعشيرة"، وهو ما يعكس الفئة التى يخاطبها أردوغان، والتى يمكنها فهم إشاراته أو أوامره الضمنية، والتى من شأنها إعلاء المصلحة الضيقة للحزب أو ربما الجماعة، على حساب الدولة التركية وعلاقاتها الدبلوماسية.

عقيدة الإخوان.. تركيا تحاكى نموذج الجماعة دوليا

المشهد الخطابى التركى يمثل نموذجا متكررا للعقيدة التى تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث تعد بمثابة محاكاة لنماذج أخرى، كان العنف هو الوسيلة لدحض الخصوم، سواء كانوا خصوما سياسيين فى الداخل أو على المستوى الدولى، وهو ما بدا واضحا فى الفترة التى وصلت فيها الجماعة إلى سدة السلطة فى مصر بين عامى 2012 و2013، حيث كان أنصار الجماعة الإرهابية دائما ما يتجهون لاستخدام العنف ضد معارضيهم فى الداخل، بعد الخطابات التحريضية التى تبناها قيادات الجماعة سواء على المنابر الإعلامية أو حتى فى الخطابات الرسمية.

والمحاكاة التركية للنماذج الإخوانية لا تقتصر فقط على مجرد تحريض أنصار الجماعة من الشباب أو الرجال فقط، ولكنها امتدت إلى استخدام الأطفال والنساء بشكل يمثل انتهاكا صريحا للأعراف والقواعد الإنسانية، ففى أحد خطاباته أمام أنصاره قبل عدة أشهر، دعا أردوغان طفلة لا تتجاوز الـ10 سنوات من عمرها، داعيا إياها للاستشهاد، واعدا بأن يلف جثمانها بالعلم التركى إذا ما نالت الشهادة، وهو الخطاب الذى أثار انتقادات كبيرة آنذاك سواء من قبل المنظمات الحقوقية أو العديد من المتابعين للشأن التركى.

السابقة الإيرانية.. هل يكرر التاريخ نفسه؟

وتعد التجربة التركية فى استهداف الدبلوماسيين ليست الأولى من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط، فقد سبقها فى ذلك إيران قبل ما يقرب من 40 عاما، عندما قامت مجموعة ممن أطلق عليهم الشباب الثوريين باقتحام السفارة الأمريكية فى طهران واحتجاز العشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين، وذلك بعدما ازداد التوتر فى العلاقات الأمريكية الإيرانية، وهو الأمر الذى يعكس تطابق الرؤية بين مثلث الشر فى المنطقة، والذى يمثله تركيا وإيران وجماعة الإخوان الإرهابية.

أثناء اقتحام السفارة الأمريكية فى طهران
أثناء اقتحام السفارة الأمريكية فى طهران

ولعل المقاربة بين التجربة التركية والسابقة الإيرانية لا تقتصر فقط على مجرد انتهاك أبسط قواعد القانون الدولى، وما يتعلق بحصانة الأشخاص والمنشات ذات الصفة الدبلوماسية، وإنما تمتد كذلك إلى أحد أبرز أسباب الخلاف، حيث كان الرفض الأمريكى لتسليم شاه إيران محمد رضا بهلوى، وكذلك ما أثاره النظام الحاكم فى طهران حول الحرب الأمريكية على إيران، وهو ما يتشابه إلى حد كبير مع الخطاب الذى يتبناه حاليا أردوغان، والخلاف حول الإفراج عن القس الأمريكى، وكذلك الرفض الأمريكى لتسليم المعارض التركى فتح الله جولن على خلفية مزاعم أردوغان بتورطهما فى محاولة الإنقلاب على النظام التركى قبل أكثر من عامين.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

فحص طبى ينتظر أحمد حمدى اليوم فى الزمالك لتحديد مصيره من مباراة فاركو

كاتس: وافقنا على خطط الجيش للقضاء على حماس وإخلاء السكان فى غزة

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

رئيس الوزراء يشارك بالجلسة الختامية لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية تيكاد 9


رئيس الوزراء يلتقى نظيره اليابانى على هامش مشاركته بقمة "تيكاد 9"

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري

سجلات 55 مليون أجنبى حصلوا على تأشيرات الدخول لأمريكا قيد المراجعة

أكرم القصاص يكتب: السيسى وبن سلمان.. توافق وتعاون مصرى سعودى فوق كل التحديات

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى


هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

لجنة الانتخابات العليا بسوريا توضح سبب الاقتراع غير المباشر

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند

ترامب: سأعرف المزيد عن فرص السلام فى أوكرانيا خلال أسبوعين

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا

أرقام بن رمضان بعد انطلاقته القوية مع الأهلي

إطلاق نار فى جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

أغانى x أرقام لـ ويجز حققت أرقاما قياسية قبل حفل العلمين الجديدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى