صور.. جيمى كارتر الرئيس الأمريكى الأكثر تواضعا.. يعيش مع زوجته فى مسقط رأسيهما بجورجيا.. ليس لديه طائرة خاصة ويعتمد على مبيعات كتبه ومعاشه.. رفض إلقاء الخطب أو عضوية مجالس إدارات الشركات مقابل ملايين الدولارات

نشرت جريدة واشنطن بوست تحقيقا مصورا عن الحياة الزهيدة التى يعيشها الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى مسقط رأسه بولاية جورجيا، حيث يقضى ما تبقى له من أيام مع زوجته ويعيش بعوائد مؤلفاته ومعاشه من البيت الأبيض على العكس من كل الرؤساء السابقين الذين اتجهوا إلى تكوين الثروات بعد مغادرتهم المكتب البيضاوى فى العاصمة واشنطن.

كارتر وروزالين

وقالت الجريدة: إن جيمى كارتر ينتهى من عشاء ليلة السبت، بعد أن يأكل سمك السلمون وطاجن البروكلى على طبق من الورق، ويومئ بابتسامة أسنانه الشهيرة ويدعو لزوجته البالغة من العمر 72 سنة، روزالين التى تصغره بنحو 22 عاما.

الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر

ورصدت الجريدة مشهد روزالين وهى تضحك وتمسك بيده، فى مطبخ أحد الجيران المملوء بذكريات الحملة الانتخابية لزوجها بالعام 1976 وصور زعماء العالم وبعض العلب غير المفتوحة من بيلى بير، ثم خارج الباب الخلفى، حيث ينتظر ثلاثة من موظفى الخدمة السرية.

يفعل الرئيس جيمى كارتر وزوجته روزالين ذلك فى كل عطلة نهاية الأسبوع فى هذه المدينة الصغيرة التى ولدا فيها - قبل 94 عامًا تقريبًا ـ التى تقترب من 91 عامًا. بحيث يتناولا العشاء فى منزل صديقهما جيل ستوكى، مع أكواب منفردة بلاستيكية من الماء المثلج ثم نزهة لمسافة نصف ميل إلى منزل المزرعة الذى بنياه فى عام 1961.

الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر

يعيش الرئيس الـ39 للولايات المتحدة بشكل متواضع، فى تناقض حاد مع خلفائه، الذين غادروا البيت الأبيض لاعتناق سلطة من نوع آخر: وهى الثروة. حتى أولئك الذين لم يبدأوا ثرواتهم، بمن فيهم بيل كلينتون وباراك أوباما، حققوا عشرات الملايين من الدولارات لفرص القطاع الخاص التى تتدفق بسهولة إلى الرؤساء السابقين.

كارتر بالبيت الأبيض

وذكرت الجريدة بأنه عندما غادر كارتر البيت الأبيض بعد فترة مضطربة، تسبب فيها رونالد ريجان فى انتخابات عام 1980، عاد إلى بلينز، وهى بقعة من الأراضى الزراعية التى تحتوى على الفول السودانى والقطن، والتى لديها حتى اليوم نسبة فقر تصل إلى 40 بالمائة.

الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر وزوجته

قرر الرئيس الديمقراطى السابق عدم الانضمام إلى مجالس إدارة الشركات أو إلقاء الخطب مقابل أموال ضخمة لأنه ـ كما يقول ـ لم يرغب فى "الاستفادة مالياً من وجوده فى البيت الأبيض".

ونقلت الجريدة عن المؤرخ الرئاسى مايكل بيشلوس أن جيرالد فورد، سلف كارتر وصديقه المقرب، كان أول من استفاد بالكامل من فرص ما بعد الرئاسة، العالية المرتب، لكن "كارتر فعل العكس".

ومنذ فورد، يكسب رؤساء سابقون آخرون، وأحياناً زوجاتهم، مئات الآلاف من الدولارات فى كل خطاب. ولذلك يقول كارتر بينما يتناول العشاء: "لا أرى أى شيئا خطأ فى ذلك، فأنا لا ألوم الآخرين على فعل ذلك، لكننى لم يكن أبداً طموحى أن أصبح غنيا".

الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر مع محبيه فى جورجيا