خبراء يفضحون عصابات تدير مجموعات الشحاتين وتنظم أماكن وقوفهم.. جمهورية المتسولين تخرج الأموال من جيوب المصريين بالاستعطاف.. رئيس ائتلاف حقوق الطفل: استغلال الأطفال فى التسول أحد أنواع الاتجار بالبشر

جمهورية المتسولين - أرشيفية
جمهورية المتسولين - أرشيفية
كتب محمد محسوب - كريم صبحى

"منديل يا بيه"،"هات جنيه أجيب أكل"، "فلوسى اتسرقت ومحتاج ثمن المواصلات"، عبارات شهيرة يستخدمها المتسولون للحصول على ما يبغون من أموال من المواطنين، حيث أن غالبيتهم يعتبرون التسول مهنة يجنون منها مئات الجنيهات يوميا دون كد أو تعب.

المتسولون يعملون فى مجموعات منظمة، فالمدقق فى شئونهم لا يمكن أن يصادف خلال مروره بأماكن تواجدهم متسولان يتشاجران، وهذا يدل على أن اغلبهم يعملون لصالح أشخاص وعصابات تدير تلك المجموعات، تنظم عملهم، وتحدد أماكن وقوفهم للتسول، والطريقة التى سيتبعونها لكسب شفقة المارة والحصول على ما يبغون من مال، ويدل ذلك أيضا على أن أغلبهم يتجمع فى مكان واحد ليلا للمبيت فيه، وبخاصة صغار المتسولين.

اللواء فادى الحبشى، الخبير الأمنى، مدير المباحث الجنائية بمصر مساعد وزير الداخلية سابقا، أكد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الداخلية تقوم بتحرير آلاف من محاضر التسول سنويا، على الرغم من ذلك فعملية التسول مستمرة، لأن القبض على المتسول ليس حلا جذريا للظاهرة.

وأضاف "الحبشى"، أن التسول أصبح مهنة للبعض، وتديرها عصابات كبيرة مؤكدا على أهمية أن تتوحد جميع الجهود لمواجهتها، ووضع حد لها لأنها تسئ للشارع المصرى.

أما عن ظهور الأطفال بكثافة ضمن المتسولين فى الشوارع واستغلالهم فى التسول من جانب أسرهم وآخرين، قال محمود البدوى رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث، إن القضايا المضبوطة لا تمثل شيئا بالنسبة للاستغلال الذى يتم للأطفال فى الفترة الحالية، مؤكدا أنه يجب التكامل بين جميع الجهات المعنية التى على تماس مع القضية مثل الجهات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدنى، مشددا على أن الإرادة السياسية الحالية وضعت هؤلاء الأطفال ضمن أوليات العمل مع الفئات المجتمعية.

وشدد "البدوى" على دور الأسرة  فى تربية أبناءها ،كى لا يهربوا إلى الشارع، ويتخذوه مأوى لهم، ويقعون ضحية للجماعات التى تدير المتسولين، موضحا أن الجمعية عملت على ذلك منذ عام 2013 حيث أكدت وجود بناء تشريعى قوى لحماية الطفل فى مصر لكن هذا البناء يفتقد لآليات التنفيذ على أرض الواقع.

وأكد على أهمية أن يتم تعريف الأسرة بمفهوم التربية الإيجابية، وتعريفها مصطلح "طفل" وقيمته وكيفية التعامل معه، وما هى مطالبه وأحاسيسه، حيث يجب مراعاة أن ثلث سكان مصر من الأطفال، وإذا لم تراع القوانين حقوقهم، سنجد من ينضم إلى داعش والجماعات الإرهابية أو من يتعرض للاستغلال الجسدى، والجنسى، وغير ذلك.

 وأوضح أن فى حالة استغلال الأطفال من جانب أسرهم فتطبق عليهم عقوبات مغلظة اما من جانب أشخاص آخرين فتطبق عقوبات قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 64 لسنة 2010  ، مؤكدا أن العقوبة وحدها لا تكفى لمنع ظاهرة استغلال الأطفال ويجب أن تتزامن مع التوعية.

ومن جانبه قال هانى هلال، رئيس ائتلاف حقوق الطفل، إن استغلال الأطفال فى التسول أحد أنواع الاتجار فى البشر، وقانون الطفل يحوى عقوبات رادعة لكنها لا تطبق.

وأضاف، أن ما يحدث من تسريح السيدات لأبنائهن وبناتهن من أجل التسول أصبح مظهر "قمئ"، لأن جميع الجهات أصبحت تتفرج، والأمر ألقى على عائق وزارة الداخلية وحدها، والتى تقوم بإلقاء القبض عليهم، وتحرر محاضر ضدهم ثم يخرجون فى نفس اليوم يتسولون مرة أخرى بالشارع.

وشدد على أن ضبط قضايا التسول لسيت حلا لعلاج الظاهرة، وأنها ليست مسئولية الأمن وحده، بل مسئولية الحكومة ووزارة التضامن الاجتماعى، بحيث تقوم بإنشاء إصلاحيات وأماكن لتشغيلهم وتدريبهم بدلا من التسول، وتراجع النظر فى الإصلاحيات الموجودة حاليا، ومراجعة مهارات من يتعلمون بها، وإمكانياتها، وأن يكون هناك رقابة شديدة عليها، لمنع التسريب، حيث أن هناك بعض الموظفين بها يساعدون هؤلاء الأطفال على الهرب، حيث أنهم يتعلمون السرقة بها وغير ذلك، مشددا على أن الاصلاحيات من الداخل منهارة، والأطفال يخرجون منها مجرمون، كما أن هناك قضايا يكون فيها المشرفون على الأطفال أنفسهم منحرفين، فالمؤسسات العقابية تحتاج إصلاحا كى تنتج عنصرا إيجابيا فعالا يعمل لصالح المجتمع بدلا من أن يتخصص فى الإجرام داخل الإصلاحية.

الجانب النفسى يعد شيئا هاما فى حياة المتسول، وبخاصة الطفل حيث يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، إن الطفل الذى يتم خطفه فى سن صغيرة من جانب العصابات ويستخدم فى التسول، يكون لديه أيضا اضطرابات فى التواصل، حيث أن الشخصية تتشكل من ثلاث أشياء رئيسية هى الوراثة والتربية والخبرات الحياتية.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

بعد نظر أولى الجلسات.. معلومات عن محاكمة المتهمين بخلية اللجان الإدارية


منتحلو الصفة فى قبضة القانون.. عقوبات رادعة تعرف عليها

الموت مقابل الغذاء.. الأمم المتحدة تجدد إدانتها لمنظومة الاحتلال لتوزيع المساعدات فى غزة.. وتندد بوقوع المزيد من الشهداء أثناء الحصول على الطعام.. والأغذية العالمى: ثلث سكان القطاع دون أكل منذ أيام

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى


اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

تفاصيل التحقيق مع متهم بالنصب على المواطنين بزعم توفير فرص عمل بالخارج

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

رادار المرور يلتقط 1109 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

بطل من الحماية المدنية.. مدير إدارة عمليات يصعد على السلم ليساعد في إخماد حريق سنترال رمسيس

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى