خالد صلاح يكتب: المصالح المرسلة للمسلمين

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
الازهر (2)
 
لم أحب كلمة فى كتب أصول الفقه أكثر مما أحببت كلمة «المصالح المرسلة للمسلمين»، فهذه الكلمة دليل على أن السلف الصالح اعتبر أن العقل أساس فى التشريع، واعتبر كذلك أن مصالح المسلمين التى تتغير حسب المكان والزمان تفرض فقها مختلفا حسب كل زمان، وحسب كل مكان. 
 
الإمام ابن باز نفسه عرف المصالح المرسلة على هذا النحو: 
 
المصالح المرسلة هى التى يظهر من قواعد الشرع أنه يقرها ويدعو إليها، لما فيها من نفع للمسلمين، ولكن ليس فيها نص واضح يدل عليها فإذا وجد ما ينفع المسلمين ويعينهم على خير ويدفع عنهم شرا، وليس فى النصوص ما يمنع ذلك، بل القواعد الشرعية تقتضى ذلك، يقال له: مصلحة مرسلة، تتقيد بالحاجة إليها، حسب ما يراه أهل العلم، وولاة الأمر فى نفع المسلمين وجلب الخير إليهم، ودفع الشر عنهم بطريقة لا تخالف النصوص، لكنها تأمن للمسلمين شيئاً ينفعهم، وتدفع عنهم ما يضرهم دون أن يخل فاعلها بنص من كتاب الله، أو نص من سنة رسول الله- عليه الصلاة والسلام- أو مخالفة لقاعدة شرعية دل عليها كتاب الله وسنة رسوله- عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أن هذه المصالح المرسلة هى التى يتحراها ولاة الأمور من العلماء والأمراء لنفع المسلمين عند عدم وجود نص فى ذلك يمنع منها، ولكنها تشهد لها قواعد الشرع بملاحظتها والانتفاع بها، والاستفادة منها فيما ينفع المسلمين، لأن الشرع جاء لتحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها
 
 
هذا هو تعريف الإمام ابن باز نفسه للمصالح المرسلة، فيما تتعدد هذه التعريفات، ويذهب بعضها إلى أن هذه المصلحة التى يقدرها ولاة الأمر والفقهاء فى عصر معين قد تتعارض أحيانا مع نصوص صريحة، استنادا للقصة الشهيرة حول إلغاء حد السرقة فى عام المجاعة فى زمن الإمام عمر بن الخطاب، والمعنى ههنا أن مصالح المسلمين هى أساس أى تشريع، وأن ما يرتضيه العقل لمصلحة الأمة يحقق الغاية العليا للدين الإسلامى ورسالة السماء إلى الأرض، فالمصلحة هى جلب المنفعة المقصودة للمسلمين لحفظ النفس والعقل والمال والدين والعرض والنسب، وهى المصلحة التى تؤدى إلى تسهيل الحياة على الناس ودفع الخوف والأذى عنهم فى كل عصر وفى كل مكان. 
 
وإذا كان العلماء يؤكدون أن المصالح المرسلة يحين دورها فيما لم يرد فيه نص، فإن علماء آخرين يجتهدون بفتاوى مدهشة حتى مع ورورد النص كما فعل الصحابة الكرام. 
 
هل هناك دليل أكبر من ذلك على أن العقل هو الأساس فى التشريع؟ 
 
تبقى مشكلة وحيدة هنا.. 
 
ما هو النص، وما هو تفسيره، وما هى النصوص المختلف عليها، وما هى النصوص المتفق عليها، وعلى أى معيار نحتكم إلى النص؟ 
وهنا الإجابة لدى الأزهر فقط. 
 
وننتظر هنا كلمته الأخيرة فى «الصحيحين»
 
 
 
الازهر (1)
 
P
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم.. مرموش فى مهمة جديدة ومواجهة قوية بين الشباب والاتحاد

ذكرى رحيل سمير غانم.. ما لا تعرفه عن نصيحة عادل إمام التى لم ينفذها

منظمة الصحة العالمية تعلن قضاء مصر على طفيليات الملاريا البشرية

تطورات واقعة سرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من فيلا نوال الدجوى

تفاصيل اعترافات المتهم بقتل سيدة في مدينة 6 أكتوبر


البرلمان الأوروبى يتفق على منح الحكومة المصرية 4 مليارات يورو

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

المتهمون بسرقة كابلات كهربائية: بنسرقها من مواقع تحت الإنشاء

رئيس وزراء العراق يبحث هاتفيا مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى علاقات التعاون

الجولة الأخيرة من دوري نايل تحسم صراع عاشور ومنسى وفيصل على لقب الهداف


موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي

قرارات النيابة فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى.. تعرف عليها

الغندور حكما لبتروجت وسيراميكا بكأس عاصمة مصر.. ويوسف للطلائع والإسماعيلى

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 فى مصر

الأرصاد تحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق غدًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى