احتدام الاشتباكات المسلحة فى طرابلس..ومصادر عسكرية ليبية تكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل التحركات بالعاصمة طرابلس..وتؤكد: ترتيبات تجرى للقضاء على حكم الميليشيات لتحرير البلاد.. واستمرار نزوح الأسر من ضواحى المدينة

تتواصل الاشتباكات المسلحة العنيفة بين اللواء السابع ترهونة والميليشيات المسلحة المتمركزة فى العاصمة الليبية طرابلس، والتى اندلعت مساء يوم الأحد الماضى، وذلك فى إطار التحركات الإقليمية والدولية التى تجرى لإعادة ترتيب الأوضاع الامنية فى العاصمة طرابلس.

وقال مصدر عسكرى ليبى أن الاشتباكات المسلحة تجددت فى العاصمة طرابلس فى مناطق خلة الفرجان وصلاح الدين والزهراء، مشيرا إلى نزوح عدد من الأسر الليبية من تلك المناطق التى تشهد اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيات طرابلس واللواء السابع ترهونة.

وكشف مصدر عسكرى ليبى تفاصيل ما يجرى فى العاصمة طرابلس منذ أيام بين عدد من الكتائب المسلحة، مؤكدا أن قوة مسلحة تتبع اللواء السابع ترهونة قد دخلت إلى العاصمة طرابلس لتحرير المدينة من قبضة الميليشيات المسلحة، موضحا أن الميليشيات المسلحة التى تتمركز فى طرابلس تصدت للتقدم الذى يقوم به اللواء السابع ترهونة مدعوما من بعض القوات فى مدينة ترهونة.

وأكد المصدر الليبى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الأربعاء، أن اجتماعا جمع قادة اللواء السابع ترهونة مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج لبحث تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات، موضحا أن تحرك اللواء السابع ترهونة يأتى بالتنسيق مع المجلس الرئاسى الليبى.

وأشار المصدر إلى عملية ترتيبات تجرى للعاصمة طرابلس للقضاء على حكم الميليشيات التى تسيطر على مفاصل الدولة منذ سنوات، مرجحا تدخل كتائب مسلحة من الزنتان لدعم اللواء السابع ترهونة لتحرير طرابلس من قبضة قادة الميليشيات المسلحة.

وتسيطر على طرابلس العديد من المجموعات المسلحة الآخرى التى تكونت إثر انطلاق عملية فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطنى السابق المنتهية ولايته نهاية 2014 ، والتى طرحتها جماعة الإخوان الليبية للانقلاب على المشهد السياسى فى ليبيا والهيمنة على مقدرات الشعب الليبى.

وبدوره قال عضو مجلس النواب الليبى المتنحى عن مدينة ترهونة، الدكتور محمد العبانى، أن مدينته ستلعب دورا كبيرا فى إعادة بناء الدولة، وحل الصراع، والقضاء على الميليشيات والعصابات المسلحة، مؤكدا أن ما حدث من تحرك اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة إلى طرابلس هدفه إعادة العاصمة من مختطفيها ووضع حد لتوسع الميليشيات فى طرابلس.

وأكد عضو مجلس النواب المتنحى عن مدينة ترهونة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن اللواء السابع مشاة والذي يتخذ من مدينة ترهونة مقرا له هو لواء عسكرى يضم ضباطا وضباط صف وجنود من كافة مناطق ليبيا.

وأشار العبانى إلى الجرائم التى تقوم بها الميليشيات المسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدا أاللواء السابع كان يتبع اللواء 22 المدعوم من قيادة الجيش الليبى، موضحا أن اللواء السابع ينتمى إلى الحرس الرئاسى بقيادة العقيد نجمى الناكوع المدعوم من المجلس الرئاسى الليبى.

وأوضح، أن عدد المقاتلين فى اللواء السابع مشاه ترهونة يبلغ 3 آلاف مقاتل عسكرى، مؤكدا أن اللواء يمتلك تسليحا ثقيلا ومتوسط ويسعى لبسط الأمن والاستقرار فى العاصمة الليبية طرابلس.

وذكر، أن سبب دخول اللواء السابع طرابلس هو تنفيذ تعليمات تم الاتفاق عليها بين المجلس الرئاسى واللواء السابع لتحرير طرابلس من العصابات المسلحة، مؤكدا أنه عقب حدوث الأزمة تنكر المجلس الرئاسى ونفى تبعية اللواء السابع للحرس الرئاسى.

وبسؤاله عن إمكانية تحالف اللواء السابع مع القيادة العامة للجيش الليبى بعد تنكر المجلس الرئاسى له، أكد الدكتور محمد العبانى إمكانية تحالف اللواء السابع مع المشير خليفة حفتر لأن اللواء جزء من اللواء 22 بموافقة القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية كى يتبع المجلس الرئاسى.

وأوضح أن الجيش الليبى يعمل لبناء دولة وبسط الأمن والاستقرار وفرض سلطة الدولة، مؤكدا أن اللواء السابع سيطر على أكبر المعسكرات وهو اليرموك الذى كانت تشغله وزارة الدفاع بحكومة الوفاق.

فيما أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، عن قلقها البالغ إزاء التحركات العسكرية والتحشيد المسلح في شرق وجنوب العاصمة طرابلس، في بادرة تنذر بتصعيد جديد لأعمال العنف والاشتباكات المسلحة، والتي تشكل تهديدا وخطرا كبيرين علي أمن وسلامة وحياة المدنيين وأمنهم وممتلكاتهم بالعاصمة طرابلس.

وطالبت اللجنة جميع الأطراف والكيانات المسلحة بالوقف الفوري لأي تصعيد مسلح وتجنب مزيد من العنف والاقتتال، محذرة من مغبة جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة وتعريض الوحدة الوطنية والإجتماعية والجغرافية لليبيا والأمن والسلم الاجتماعي للخطر.

كانت الأمم المتحدة قد دعت حكومة الوفاق الوطنى فى ليبيا التى تسيطر على العاصمة طرابلس إلى شن حملة ضد الجماعات المسلحة التى تعرقل عمل مؤسسات الدولة.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا فى بيان لها منذ أيام عن "إدانتها الشديدة لأعمال العنف والتخويف وعرقلة عمل المؤسسات السيادية الليبية من قبل رجال الميليشيات".

ودعت بعثة الأمم المتحدة حكومة الوفاق الوطنى إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية".