كيف أصبح حال مقاهى نجيب محفوظ بعد رحيله؟

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن
من منا لا يجلس على المقاهى، ويكون له مكانه الخاص فى تلك "القهاوى" ليكون مكان إستراحته ولقاء الأصدقاء، وبالتأكيد تحمل لنا ذكريات وانطباعات عديدة تخلد فى ذاكرتنا.
 
وكان الأديب العالمى نجيب محفوظ، أحد أهم الأدباء الذين اشتهروا بحكاياتهم فى مقاهى القاهرة والإسكندرية المختلفة، لكن بالتأكيد علاقة أديب نوبل، لم تكن مقصورة على لقاء الأصدقاء والأحباب، وتناول المشروبات فقط، بل إنها خلقت حالة خاصة داخل نجيب، وأثرت فيه تأثيرًا عميقًا، ظهر واضحًا من خلال أعماله ورواياته التى سمى بعضها بأسماء هذه المقاهى.
 
مقاهى نجيب محفوظ، كانت حالة من "الأنس" ووضع ثقافى خاص، فكانت هى جلسة الأحديث ومكان الكتابة المفضل، وهى الحالة التى ربما اختفت من مقاهينا الآن.
 
فى رحلة نجيب محفوط داخل القاهرة والإسكندرية هناك عدة مقاهى اشتهرت بنجيب محفوظ، حتى أنها أطلق عليها جميعا "قهوة نجيب محفوظ".
 

مقاهى ريش

مقهى ريش
مقهى ريش
 
تلك المقاهى القديمة على مقربة من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، والذى تم تأسيسه عام 1908م، على أنقاض قصر الوالى محمد على باشا، كان وربما يزال أكبر تجمع للمثقفين والسياسيين فى مصر، كان المقهى ملتقى الأدباء والمثقفين أمثال نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأمل دنقل، ويحيى الطاهر عبد الله، وصلاح جاهين، وثروت أباظة، ونجيب سرور، وكمال الملاخ. 
 
فى ركن من أركان المقهى، كان يجلس نجيب محفوظ ليلتقى بأصدقائه، وطالما عقد بها نجيب محفوظ، ندوته الأسبوعية، عصر كل جمعة منذ عام 1963، واستمرت به سنوات طويلة، حتى ارتبكت المقهى به، وتخليدا لضيفها الكبير، المحبب للمكان، يعلق أصحاب المقهى الآن صورة كبيرة لأديب نوبل أعلى الركن الذى كان يفضل الجلوس فيه.
 

مقهى على بابا

مقهى على بابا
مقهى على بابا
"أما على بابا فدى قهوتى الخاصة اللى بروحها الصبح بدرى"، هكذا وصف صاحب الثلاثية مقهى على بابا المطل على ميدان التحرير، والذى تحول بعد سنوات قليلة من رحيل ضيفه الكبير إلى إطلال بعدما قرر مسئولو الحى هدم الدور الثانى من المقهى وإزالة "القهوة".
 
القرار وكأنه جاء خصيصًا لمحو ذكرى الأديب العالمى فى المكان، فخلال فترة السبعينيات، كانت شرفة الدور الثانى المطلة مباشرة على الميدان، تضم بين أضلاعها الأربعة، نجيب محفوظ، بملامحه المحفورة، وزبيبته المميزة ونظرته الطبيعة الغليظة، منغمسًا فى قراء الصحف اليومية، ويشرب قهوته المفضلة بها، وطالما كانت من الأماكن المفضلة لكتابة بعض أعماله، لكنها أصبحت الآن إطلال، وذكرى كذكرى ضيفها.
 
وبحسب ما ذكره الناقد الكبير رجاء النقاش فى كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" فإن هذا المقهى لم يكن يجرى فيه الأديب الراحل أى مقابلات صحفية أو تليفزيونية إلا بعد حصوله على جائزة نوبل عام 1988، ويذكر الكتاب أن العديد من رواد المقهى كانوا يحرصون على تحية الأديب والتحدث معه.
 

مقهى الفيشاوى

نجيب محفوظ على قهوة الفيشاوى
نجيب محفوظ على قهوة الفيشاوى
 
أما مقهى الفيشاوى الشهير، القابع بحى الأزهر، ويعد من أقدم مقاهى القاهرة، والذى يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1797م. فقد اتخذ المقهى شهرته وبريقه، بفضل الأديب العالمى نجيب محفوظ الذى طالما وصفه بمقهاه المفضل، حيث شهد المقهى الكثير من المسودات الأولى لرواياته، وكان بمثابة فضاء حى يلتقى فيه أصدقاءه ومحبيه من الكتاب والفنانين وبسطاء الناس.
 

مقهى قشتمر

مقهى قشتمر
مقهى قشتمر
هذا المقهى الموجود بباب الشعرية، تحول هو الآخر إلى ذكرى، بعدما تم إغلاقه منذ سنوات، وأصبح مقلب قمامة، بدلا من أن يكون متحفا بسيطا مفتوحا يخلد ذكرى ضيفه الراحل.
 
استلهم نجيب محفوظ من هذا المكان اسم أحد أهم وأشهر روايته "قشتمر" الذى اعتاد الرفاق على الاجتماع فيه.
 

مقهى عرابى

 
عندما كان يقيم نجيب محفوظ فى العباسية، كان ضيفًا دائمًا على مقهى عرابى الشهير بميدان الجيش، كانت هى مكان لقاء شلة "الحرافيش".
 
وبحسب ما ذكرته الكاتبة منى مكرم فى إحدى مقالاتها، نقلاً عن الأديب الراحل جمال الغيطانى، فإن "الأستاذ" كما كانوا ينادونه، كان يعقد الندوة الأسبوعية حتى منتصف الستينيات على مقهى عرابى بالعباسية، حيث كان يلتقى بأصدقاء طفولته، وخصص لهم مساء الخميس من كل أسبوع، وبحسب "الغيطانى" فى هذا المقهى رأيت جوانبًا جديدة من شخصيته فكان يبدو على سجيته مستعيدًا ذكريات الطفولة، ويبدو أكثر مرحًا.
 

مقهى زقاق المدق

 
مقهى زقاق المدق
مقهى زقاق المدق
 
اعتاد أن يجلس الأديب العالمى "نجيب محفوظ" على هذا المقهى يوميًا عليه وأمامه كومة من الأوراق البيضاء، يتفحص المارة ويسرح معهم فى حكايتهم ليعود إلى منزله وقد سطر أوراقه، بحكايات من نبض الشارع المصرى، تحولت فى النهاية إلى رواية "زقاق المدق" والفيلم بالاسم نفسه.
 
هذا المقهى الذى يعود عمره إلى أكثر من 170 عامًا، وما زال يخلد ذكرى صاحبه، بتعليق صورة للأديب الراحل، كان أهداها لصاحبها الذى عبر عن غضبه من دور المعلم "كرشة" فى الرواية والفيلم الذى يحملان اسم المقهى، وحاول نجيب تخفيف غضبه بأهدائه ذلك الصورة.
 

مقهى وحلوانى ديليس

مقهى وحلوانى ديليس
مقهى وحلوانى ديليس
من أشهر رواد المحل الروائى نجيب محفوظ، حيث كان يفضل الجلوس بالخارج فى الجهة المقابلة للبحر ويطلب فنجان قهوة مظبوط، يقرأ الكتب والجرائد وينظر للبحر ويطلب الحلويات تيك أواى ويغادر، وهى عادة يومية له أثناء تواجده بالإسكندرية، هكذا وصف سالم محمد محمود، أقدم جرسون بمحل ديليس، مكان نجيب محفوظ المفضل بالإسكندرية.
 
هذا المقهى الموجود حتى الآن بشارع سعد زغلول الشهير بالإسكندرية، والذى أسسه الخواجة اليونانى موستاكاس عام 1907، وكان خبازًا ماهرًا للخبز الأفرنجى، لحين قرر أن يدخل الآيس كريم لمدينة الإسكندرية، ظل المقهى المفضل للأديب الراحل كلما زار الإسكندرية قرر زيارته.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نور الشربيني تعود اليوم إلى القاهرة بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه

جوزاف عون: مصر أم الدنيا وبيروت "ست الدنيا" والنقوش على المعابد تؤكد أخوّتنا

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى


بعد العثور على أرشيف الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين.. الموساد يبحث عن رفاته

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي


الأهلى يخطط لتحصين إمام عاشور مبكرا بسبب الإغراءات الخليجية

غياب كونتى وإنزاجى عن الجولة الحاسمة من الدوري الإيطالي بسبب الطرد

دفاع المتهم بواقعة الطفل ياسين يستأنف على حكم الجنايات

فيديو نادر يكشف رأي يوسف إدريس في العندليب عبد الحليم حافظ

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول أول 1000 حاج من بعثة القرعة إلى مكة المكرمة

دراسة للمركز المصرى تشيد بالجهود المصرية لتمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمارات.. إجراءات إصلاحية شملت إصدار وثيقة ملكية الدولة وبرنامج الطروحات الحكومية والضريبة الموحدة أبرزها.. ومبادرة لدعم الصناعة المحلية

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

أستاذ بمعهد الفلك: مركز زلزال كريت الأخير من المصادر النشطة زلزاليا.. محمود الحديدي: الزلازل قد تحدث فى أى وقت والأهم أن نكون مستعدين لها.. ويطمئن المواطنين: لا توجد أحزمة زلزالية داخل مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى