مدينتى وطنى

وائل السمرى
وائل السمرى
سألنى أحد أصدقائى معلقا على مقال أمس الذى دعوت فيه إلى اتخاذ تيمة فنية تميز كل حى من أحياء القاهرة، مستمدة من تاريخ هذا الحى، مندهشا: هل صحيح كل حى فى القاهرة له هذه الجذور التاريخية العميقة؟ فأجبته: وأكثر، وأكثر، وأكثر.
 
من سؤال صديقى المندهش اكتشفت أننا نعيش فى بلد عمر حضارته المشهودة 7 آلاف، لكننا للأسف لا نعرف كيف تكون هذه الحضارة وكيف نمت وكيف تجلت فى العديد من المناطق التى شهدت أول إسهامات البشرية فى التفاعل الحضارى مع محيطها، وقد كنت ألمح الدهشة أيضا فى عيون من أحدثهم عن الحى الذى نشأت فيه وتربيت «حى المطرية»، وأنا أتحدث مأخوذا بالفخر عن تلك الحضارة التى استنزفها اللصوص وسرقها الإهمال وبددها الجهل والتخلف والنكران، فغالبية من يعيشون فى المطرية لا يعرفون إلا أقل القليل عن حضارتها، ولا يدركون أنهم يتنفسون نفس الهواء الذى تنفسه أعظم فلاسفة العالم وأعظم معمارييها، وأعظم علمائها، وأعظم أنبيائها، ولهذا تحولت «المطرية» كما تحول غيرها من أحياء عظيمة إلى لقمة سائغة بين فكى العشوائية، مما كان دافعا لتخريبها بأيدى أبنائها وأيدى العابثين.
 
من هنا أعيد الدعوة إلى أهمية تدريس تاريخ الأحياء السكنية فى مصر لأبنائها، أو على الأقل أن تدرس كل محافظة لطلابها تاريخها منفصلا ومتصلا، ولكى لا نثقل على أبنائنا بإضافة مادة جديدة إلى مواد الدراسة أقترح أن تكون هذه المادة مادة اطلاع فحسب لا مادة «اختبار»، بمعنى أن نكتفى فإلقاء محاضرات متخصصة فى تاريخ كل حى أو كل محافظة، ويكون النجاح فى هذه المحاضرات بالحضور فحسب، وذلك على غرار كورس التربية العسكرية التى حضرناه فى الجامعة.
 
نزعم جميعا أن حب الوطن يبدأ من الأسرة، لكننا لا نجتهد فى تتبع حلقات هذا الحب حتى نصل إلى حب معنى الوطن الشامل، فنعم حب الوطن يبدأ من الأسرة، لكن الانتماء إليه بكل الجوارح يمر بالعديد من المراحل، منها حب الجيران وودهم، ومنها حب الشارع الذى تسكن فيه، ومنها حب المدرسة التى تتعلم فيها والحى الذى تسكنه، والجامعة التى تتخرج فيها، والمؤسسة التى تعمل بها، ولا بد أن ندعم هذا الحب بكل ما أوتينا من قوة حتى يتحول أبناء مصر إلى بنيان مرصوص يتقنون لغة المحبة، ويتسلحون بكل أسلحة الانتماء، والفخر بما تملك أول طريق تمسك به، والزهو بما تنجز أول طريق السواء النفسى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سقطة جديدة للإخوان.. أحزاب: محاولات الإرهابية التظاهر أمام السفارات المصرية إفلاس سياسى ومحاولة فاشلة لتصدير صورة سلبية عن الدولة المصرية..ونواب: مصر قادرة على صد أى اعتداء ومواصلة جهودها لدعم غزة رغم المضللين

وثيقة نادرة لـ "CIA" تكشف: الصحافة المصرية.. كابوس مؤلم للاحتلال الإسرائيلى

انتحار شرطى إسرائيلى بمدينة سيدروت فى غلاف غزة

جوناثان ديفيد يسجل أول أهدافه ويقود يوفنتوس لانتصار ثمين على بارما 2 - 0

محمد عمار يحصد جائزة أفضل لاعب فى مباراة الإسماعيلى وطلائع الجيش


الإسماعيلى يهزم طلائع الجيش بهدف محمد عامر بدورى نايل .. صور

ارتفاع ضحايا حادث تصادم 3 سيارات في قنا إلى 4 وفيات.. بالأسماء

يوفنتوس ضد بارما.. التعادل السلبى يحسم الشوط الأول فى الدورى الإيطالى

الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة

بعد تصدر داليدا التريند.. معلومات لا تعرفها عن المغنية الشهيرة


أوسوريو.. مدرب الزمالك السابق بدون ناد

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

خروج 15 فتاة من مصابي حادث غرق أبو تلات من المستشفى بعد تقديم الرعاية الطبية

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

6 مليارات جنيه استثمارات فى الصحة بسوهاج والمديرية ترفع شعار "المريض أولا".. وكيل الوزارة: القضاء على 90% من قوائم الانتظار.. إنجاز 11 ألف جراحة وافتتاح أول وحدة للحروق بصعيد مصر.. وحياة كريمة كلمة السر

زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

هل ينخفض تنسيق الثانوى العام فى محافظة الجيزة؟

وزير الرياضة ومحافظ بورسعيد يتابعان معدلات تنفيذ استاد المصري ببورسعيد

وزارة الصحة تكشف عن 7 أمراض تهدد الحياة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى