وزير التجارة من شرم الشيخ: مصر تمتلك رؤية لتعزيز علاقتها الاقتصادية بأفريقيا

ـ محمد السويدى يدعو الدول الأفريقية إلى زيادة الاهتمام بالبنى التحتية ودعم المصدرين

عقدت الجلسة الثالثة فى الاجتماعات السنوية للتجمع الأفريقى بالبنك الدولى وصندوق النقد الدولى بمدينة شرم الشيخ،  تحت عنوان "الدروس المستفادة فى مجال دعم وتنويع الصادرات".

 شارك فى الجلسة كل من المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، والمهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، والدكتور عزيئيل نداجيجانا وزير المالية والتخطيط الاقتصادى برواندا، ونيخيل تريبهوهون رئيس مجلس إدارة شركة أكسفورد العالمية للاستشارات، ومحمد التوموتى مدير إدارة الاقتصاد بالبنك المركزى المغربي، وليليا هاشم، مدير مكتب شمال أفريقيا للجنة الاقتصادية لأفريقيا، التابعة للأمم المتحدة.

وأكد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة أن مصر تعد احد الدول الرائدة فى مجال التصنيع والتصدير فى قارة أفريقيا منذ أربعينات القرن الماضى ، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية بدأت فى العشر سنوات الأخيرة فى استهداف قطاعات صناعية محددة وأسواق خارجية بعينها لتوجيه الصادرات المصرية لها.

وأوضح الوزير أن تجربة مصر الصناعية والتصديرية شهدت عدة تطورات وأصبحت أكثر نمواً خلال السنوات القليلة الماضية خاصةً فى ظل الخطوات الهامة التى اتخذتها الحكومة لتحسين بيئة الأعمال وتيسير منظومة استخراج التراخيص الصناعية. 

وقال الوزير إن الجلسة تناولت عدداً من الموضوعات الهامة والمتعلقة بوضع الصناعة والتصدير فى مصر، حيث تم استعراض دور القطاعات التصديرية ممثلة فى المجالس التصديرية فى تعزيز وتنمية الصادرات المصرية للأسواق الخارجية وفتح أسواق جديدة خاصةً فى الدول الأفريقية، مشيراً فى هذا الصدد إلى أنه تم تسليط الضوء على استراتيجية تنمية الصادرات الى السوق الافريقية خلال الفترة المقبلة والتى تعتمد على الشراكة والتكامل مع الدول الافريقية من خلال تحديد قطاعات تصديرية معينة ومن ثم تحديد المنتجات المستهدفة والتى يمكن من خلالها تحقيق الشراكة مع القطاع الخاص.

وأوضح نصار أن مصر تلعب دوراً محورياً فى دعم الدول الأفريقية فى مجالات التحول الصناعى وبصفة خاصة مجالات التعدين وتعميق مختلف القطاعات الصناعية فضلاً عن العمل على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول القارة الأفريقية من خلال العمل على تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن مصر تمتلك 12 قطاعا مصدراً لأفريقيا منها 6 قطاعات تحقق معدل نمو مرتفع حيث تتمتع المنتجات المصرية بميزات تنافسية عالية الجودة وبصفة خاصة فى السوق الافريقى .

وأشار الوزير إلى أن الحكومة المصرية تسعى لتحقيق أقصى استفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الدول الأفريقية حيث تستهدف الحكومة الوصول الى أسواق نحو 10 إلى 15 دولة أفريقية بالمنتجات والقطاعات ذات القدرات التنافسية العالية بالإضافة إلى تشجيع عدد من المستثمرين فى قطاعات محددة  للاستثمار فى عدد من الدول الافريقية، لافتاً إلى أن رؤية مصر لتنمية العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا ترتكز على الشراكة الصناعية والتجارية مع الأشقاء الأفارقة وليس مجرد نمو عوائد وحجم الصادرات.

وأضاف نصار أن مصر كباقى الدول الأفريقية لم تحقق الاستفادة الكاملة من مواردها حيث تسعى إلى التعاون مع باقى الدول الأفريقية لتحسين استغلال مواردها وزيادة معدلات التصنيع والتجارة، مشيراً إلى أن مصر خطت خطوات كبيرة فى برنامج الإصلاح الاقتصادى على مدار السنوات الماضية وهى حالياً فى مرحلة جنى الثمار.

وشدد الوزير على اهمية تكاتف جهود حكومات الدول الأفريقية  لخلق سوق أفريقى مستقل ومتكامل من خلال تعميق التعاون والاندماج بين الدول الأفريقية.

وقدم المهندس محمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات، شرحا  لتجربته الاستثمارية والتصديرية فى أفريقيا، التى امتدت لنحو 15 سنة. 

وقال رئيس اتحاد الصناعات، أن معوقات الاستثمار والتصدير فى أفريقيا تتركز فى صعوبة التواصل بين الشركاء، وضعف البنية التحتية المرتبطة بحركة الاستثمار والتصدير، وضرب مثالا بأن تكلفة نقل الصادرات المصرية إلى أفريقيا، فى كثير من الأحيان، أعلى من تكلفة التصدير لأوروبا أو الصين، داعيا الدول الأفريقية إلى زيادة الاهتمام بالبنى التحتية ودعم المصدرين.

وأشار المهندس محمد السويدى إلى استمرار وجود بعض العوائق أمام التطبيق الكامل والسليم للاتفاقيات التجارية داخل أفريقيا 

وأكد المهندس محمد السويدى على دور القيادات السياسية فى دعم حركة التصنيع والتجارة الأفريقية، مشيرا إلى إصرار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تصنيع علاج فيروس سى محليا، لتصبح مصر أكبر منتج لهذا العلاج عالميا 

من جانبها قالت ليليا هاشم، مدير مكتب شمال أفريقيا للجنة الاقتصادية لأفريقيا، التابعة للأمم المتحدة، إن أفريقيا تستحوذ على ما بين 2% إلى 4% فقط من التجارة العالمية، مشيرة إلى أن ربع الدول الأفريقية تعتمد بنسبة أكبر من 70% على سلعة واحدة، ما يجعلها عرضة أكثر لتقلبات الأسعار الدولية.

وقالت إن تنمية التجارة بين الدول الأفريقية سينعش الاقتصادات الأفريقية، وطالبت بالتفعيل السريع للاتفاقيات التجارية الأفريقية.