تكفير البخارى.. فى ذكرى رحيله الـ1148.. قصة المحنة التى تعرض لها واضع "الصحيح".. وكيف اتهمه علماء عصره ومن عاصروه بالخروج عن الدين وأوجبوا ضرب عنقه.. والتاريخ ينصف الإمام الجليل

تكفير الإمام البخارى
تكفير الإمام البخارى
كتب محمد عبد الرحمن
"مغلطناش فى البخارى" يستخدم البعض تلك العبارة عند محاولة الخروج من مأزق الإساءة إلى شىء معين أو الاختلاف حول أحد الأمور، وكأن اسم وسيرة الإمام البخارى رمزان للقداسة وعدم احتمال الخطأ، وذلك رغم أنه هو ذاته فى زمانه تعرض للإساءة، بل وتم تكفيره، لكن وعلى مر الأيام أصبح اسم البخارى يحمل تبجيلا لذلك العالم الذى أفنى عمره فى جمع أحاديث النبى.
 
يعد الإمام محمد بن إسماعيل البخارى، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ1148، إذ رحل فى 1 سبتمبر عام 870 م، الموافق 1 شوال 256 هـ، أهم علماء علم الحديث، وصاحب كتاب "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" المعروف بصحيح البخارى، والذى يعد أهم وأوثق الصحاح الستة.
 
البخارى
البخارى
 
ورغم ما يحمله اسم البخارى من تبجيل لذلك العالم الذى أفنى عمره فى جمع أحاديث النبى (ص)، إلا أن الرجل لم يسلم من الإساءة والاتهامات بالتكفير، والتى كانت سببا فى طرده من مدينة نيسابور (إحدى مدن مقاطعة خراسان بإيران حاليا)، فى مشهد طالما تكرر فى زمننا الحالى من تكفير لكل من تحدث فى الأمور الدينية بشكل مختلف عن السائد، وما يؤكد أن محاكم التفتيش الفكرية، أمر مستمر منذ بدايات التفكير الإنسانى.
 
سير اعلام النبلاء
سير إعلام النبلاء
 
وتعود قصة تكفير الإمام البخارى وطرده من مدينة نيسابور، كما وردت فى موسوعة "سير أعلام النبلاء (ج 12 ص 453)" للمؤرخ شمس الدين الذهبى، بأن صاحب "صحيح البخارى" عندما وصل إلى نيسابور، اجتمع عليه الناس هناك، فحسده بعض من كان فيها من مشايخ لما رأوا من إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه، حتى جاء محمد بن يحيى الذهلى، الذى حضر مجلس البخارى من قبل وحسده وتكلم فيه، يطلب من بعض أصحاب الحديث أن يذهبوا إلى هذا الرجل ويستمعون إليه، قائلا: اذهبوا إلى هذا الرجل، فإنه يقول: اللفظ بالقرآن غير مخلوق، فامتحنوه فى المجلس.
 
وتعد قضية خلق القرآن، أو كما عرفها البعض بمحنة خلق القرآن وهو فكر انتشر فى عهد الخليفة العباسى المأمون من قبل فرقة المعتزلة، والتى تعتبر أن القرآن مخلوقا وليس كلام الله المنزل على نبيه محمد كما يؤمن المسلمون، واقتنع بهذا الرأى الخليفة المأمون وطالب بنشر هذا الفكر وعزل كل قاضٍ لا يؤمن به، وهو ما لقى معارضة واستهجان كثير من الأئمة مثل الإمام أحمد بن حنبل، والذى تحمل من أجل ذلك الكثير من التعذيب حتى قام الخليفة المتوكل بإنهاء هذه المحنة وأفرج عنه.
 
1
 
فلما حضر الناس مجلس البخارى، قام إليه رجل قال: يا أبا عبد الله، ما تقول فى اللفظ بالقرآن مخلوق أم هو غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخارى ولم يجبه، فقال الرجل: يا أبا عبدالله، فأعاد عليه القول، فأعرض عنه، ثم قال فى الثالثة، فالتفت إليه البخارى، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة، فشغب الرجل، وشغب الناس، واعترضوا عليه، وقالوا له بعد ذلك: أرجع عن هذا القول، حتى نعود إليك، فقال: لا، لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتى". فشغب الناس وتفرقوا، وظل البخارى فى بيته.
 
ولم يمر على هذا الموقف شهر، حتى جاء محمد بن يحيى، مرة أخرى ليقول: ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يختلف إلينا، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم فى اللفظ، ونهيناه، ولم ينته، فلا تقربوه، ومن يقربه فلا يقربنا. وتابع فى حديث آخر: القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته وحيث تصرف، فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعماه سواه من الكلام فى القرآن ومن زعم أن القرآن غير مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان وبانت منه امرأته، ويستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فينا بين المسلمين ولم يدفن فى مقابرهم.
 
2
 
وجاء رجل إلى الإمام البخارى، ليعرف ما فى الأمر، ورأيه فيما ذكره الذهلى عنه، فقال: يا أبا عبد الله، إن فلانا يكفرك، فقال: قال النبى (ص) إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما. ولما سأله رجل: يا أبا عبدالله نحن لا نخالفك فيما تقول، لكن العامة لا تحمل ذا منك، فقال البخارى: إنى أخشى النار، اسأل عن شىء أعلمه حقا أن أقول غيره.
 
لكن الناس لم يكن يعجبها كلام البخارى، وظل فى رأيهم أنه خارج عن الدين، ووجب طرده من المدينة، وهو ما دفع الإمام البخارى للخروج من نيسابور إلى بلده الأصلية "بخارى" من دون أن يودعه إلا شخص واحد، وقد ظل ثلاثة أيام خارج أسوار المدينة يرتب أغراضه التى خرج بها على عجل، استعدادا للرجوع إلى بلده الأم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49


أحمد العطار يعود للساحة الفنية بكليب "تعالى" بعد غياب سنوات

مصر تعود لقلب أفريقيا.. تخصيص 5 آلاف فدان لمزارعين مصريين فى كينيا.. اتحاد العمال يطلق مشروعا زراعيا مصريا ضخما فى نيروبى.. عيد مرسال يكشف: تسهيلات لسفر العمال وتأمينهم ومتابعتهم دون أى عائد مادى للنقابة

بتروجت يصطدم اليوم بكهرباء الإسماعيلية بحثا عن الفوز الأول في الدورى

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

"الأوقاف" تفتتح 21 مسجدا اليوم الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل


أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

منتخب السلة راحة اليوم ببطولة الأفروباسكت لكرة السلة

منتخب الشباب جاهز لودية المغرب الثانية ونبيه يشيد بالروح القتالية (صور)

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

ليفربول يبدأ حملة الدفاع عن سجله التاريخى فى المباريات الافتتاحية

رسميا.. منتخب مصر يتأهل إلى ربع نهائى بطولة الأفروباسكت

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى