روائح الزمن «الكريه» هفهفى

وائل السمرى
وائل السمرى
كتب وائل السمرى
تقرأ شيئًا فتشعر معه أنك تستنشق راحة الزمن الجميل بكل ما فيه من شجن ورقة، وتقرأ شيئًا آخر، فتشعر أن هذا الزمن لم يكن جمالًا خالصًا، وإنما كان به أيضًا الكثير من الأمراض والكثير من الأورام والكثير من الأزمات التى تعجز الأيام عن إبرائها.
 
«يا روايح الزمن الجميل هفهفى، وخدينا للماضى وسحره الخفى»، هكذا غنت هدى عمار، فى تتر مسلسل «هوانم جاردن ستى»، لكن يجدر بنا بعد قراءة حوار المخرج الكبير «جلال الشرقاوى» فى جريدة الوطن أن نقول «يا روايح الزمن الكريه هفهفى» فما جاء بالحوار من أخطاء تاريخية وتصفية حسابات شخصية أعادتنى إلى تلك الحالة الهمجية من الحوار التى كنا للأسف ننتهجها قبل 25 يناير، وقت أن كانت الجرائد مقسمة إلى «سلطة ومعارضة»، ومن العيب أن نقول جرائد السلطة شيئًا إيجابيًا فى حق المعارضة، كما أنه من العيب أن تذكر جرائد المعارضة شيئًا إيجابيًا فى حق السلطة، وعلى هذا كانت جرائد المعارضة تفتح أحضانها لمعارضى «النظام» دون أن تنظر فى عدالة القضية، أو تراعى مبدأ عدالة الطرح أو الرأى والرأى الآخر، ومن بين هذه المعارك المشتعلة دائمًا كانت معارك الفنان فاروق حسنى مع بعض المثقفين التى عرفنا بعد أن كبرنا أن سببها لم يكن موضوعيًا، كما يصدر إلينا، ولم يكن نزيهًا عن الغرض كما كانوا يسوقونه إلينا، لكنه كان على قدر كبير من الإغراض، كما أنه كان أبعد ما يكون عن النزاهة.
 
من تلك المعارك التى يعيدها إلينا المخرج الكبير جلال الشرقاوى، برائحتها الكريهة أزمة إغلاق مسرحه التى روجها فى وقتها على أنها نتيجة غيرة فاروق حسنى منه أو حقده عليه، فى حين أن سببها الأساسى هو إضرار المسرح بكل قيم الفن والحضارة وخروجه عن النص الجمالى بإضفاء تشويهات عمرانية على سمت متحف الموسيقى العربية بكل ما يحمله من قيم، ولم نكن ندرك وقتها كيف كنا ندافع عن صور عبير الشرقاوى وشمس وحنان شوقى المنتشرة على جدران مسرح جلال الشرقاوى، متجاهلين أنها تطمس صور أم كلثوم وفتحية أحمد وليلى مراد التى تجسد تاريخ الموسيقى العربية، وفى الحقيقة أنا لا يعنينى كثيرًا أن نناقش تلك القضايا الميتة الآن، لكن يعنينى طبعًا ألا نشم روائح تلك الميتة مرة أخرى على صفحات الجرائد، لنعيد إلى الأذهان هذا الزمن الكريه الذى يحمل الكثير من الظلم والكثير من الافتراء.
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أغرب دعاوى أزواج مهددين بالحبس بسبب قائمة المنقولات رغم سدادها أكثر من مرة

إمام عاشور: سعيد بالدورى ولقب الهداف وأؤكد احترامى لـ حسام وإبراهيم حسن

مصطفى العش: سعيد بأول لقب مع الأهلي

الأهلي يعزز رقمه القياسى كأكثر الأندية العربية تتويجا بالدورى المحلى

فخر الدين بن يوسف يعلن انتهاء مسيرته مع المصري بعد التأهل للكونفدرالية


بيراميدز ضد صن داونز.. ترتيبات إعلامية مكثفة لنهائي دورى أبطال أفريقيا

أهداف مباراة الاهلي وفاركو فى ليلة تتويج الأحمر بلقب الدوري

ترتيب مجموعة بطولة الدورى بعد تتويج الأهلى باللقب

"يونيسيف": المساعدات لا يجب أن تكون أداة ضغط على المدنيين في غزة

أستاذة طب نفسى: كل 5 أشخاص يصاب واحد بمرض نفسى نتيجة الحروب


رئيس الوزراء يستعرض مجموعة مقترحات لخفض معدلات الدَين كنسبة من الناتج المحلى

وزير النقل: نسعى لامتلاك 36 سفينة بحلول 2030 لنقل 25 مليون طن بضائع سنويا

بعد دعوى الحجر على نوال الدجوى.. التقارير الطبية تحسم الدعاوى وحالات قبولها أو رفضها.. شروط لتحديد القيم على الأموال.. 6 أسباب للحجر أبرزها الجنون والسفه والإصابة بمرض الزهايمر.. وهذه أنواع دعاوي الحجر

طارق عكاشة: 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب

الصحة تعلن تعافى الروائى صنع الله إبراهيم ومغادرته مستشفى معهد ناصر

وزير الاتصالات: 3 مليارات جنيه تكلفة مبادرة "الرواد الرقميون" في أول عام

مدبولى عن الإيجار القديم: الفترة الانتقالية للوحدات السكنية أطول من التجارية

رئيس الوزراء: مصر تستقبل 4 سفن للغاز 2025.. وزيادة إنتاج الحقول المصرية بسبتمبر

مصطفى منصور وهايدى رفعت يحتفلان بخطبتهما غداً

موسم الذهب الأصفر.. حصاد 98% من إجمالى المساحة المنزرعة بالقمح.. توريد أكثر من 3.2 مليون طن.. وزير الزراعة: مصر تغطى حاليًا نحو 56% من احتياجاتها من القمح المحلي.. وتستهدف الوصول إلى 65% في المرحلة المقبلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى