العلم والرأس والكراس ما قبل عصر «السبلايز».. إزالة أثار التطوير

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم: أكرم القصاص
كل دول العالم لديها أنظمة تعليم مستقرة تطورت عبر الزمن، أما نحن فمازلنا طوال عقود نبدل ونغير أنظمة التعليم أكثر مما نغير ملابسنا، مع الأخذ فى الاعتبار أن التعليم المحلى أنتج عشرات ومئات العلماء والمفكرين فى الداخل والخارج، ويصاب المراقب بالدهشة وهو يرى محاولات ربط تطور التعليم بألوان الجلاد ومسميات زمزمية الماء أو صندوق الغداء، وتخترع تفاصيل مثيرة للدهشة ليس من بينها التعليم. لدينا مشكلات فى التعليم تتوزع على المناهج وطرق التدريس وحجم ما يدرسه التلميذ وحجم ما لا يدرسه، وكيف يمكن اختبار درجة الاستيعاب والفهم والحفظ، وهى مشكلات يعرفها كل من يعمل بالتعليم أو يسعى لتعليم أبنائه.
 
بالطبع تطورت الدنيا وتقدمت طرق التعليم وأنظمة التدريس فى العالم مع توالد نظريات جديدة، وكل دولة فى العالم لديها نظام للتعليم، اليابان وبريطانيا وأمريكا وكوريا والصين وروسيا وألمانيا وسويسرا، كل منها تستند إلى نظريات وخبرات وتجارب، بينما لم نتوقف طوال عقود عن استهلاك وترديد الكثير من النظريات عن أفضل طرق التعليم، وفى كليات التربية يتداول المتخصصون الكثير من النظريات حول التعليم وأفضل طرق التلقين، وهل الأفضل الحفظ أم الفهم، وتدريس الرياضيات والعلوم واللغات.
 
وعندما نختار، فإننا نأخذ من كل تجربة قطعة، والنتيجة لدينا تراكمات وطبقات من التجارب أقرب للطبقات الجيولوجية، والنتيجة الطبيعية أن لدينا فى مصر العشرات من أنظمة التعليم الحكومى العادى، والتجريبى، والمعاهد القومية، والمتفوقين، وحاليا اليابانى الذى يدخل الخدمة، أما التعليم الخاص، لدينا الخاص العادى وبمصروفات متوسطة، ثم الخاص الأعلى، والبريطانى والأمريكى والإنترناشيونال والفرنسى، والخاص المميز، وشديد التميز، وواسع الطيف وعميق المناهج والخلطة السرية، والمصروفات بين خمسة إلى 300 ألف وأكثر فى السنة، وكل منها تقدم نفسها على أنها الأفضل والأكثر التزاما بالتعليم.
 
كل هذه الأنواع من التعليم ولدينا دروس خصوصية متسعة ومتشعبة ومتجذرة، وتبدو مستعصية على المواجهة، وفى نفس الوقت تقريبا أكثر من أربعة أخماس طلاب الثانوية العامة مثلا لا يذهبون للمدارس، وإنما للدروس والأوراق والملخصات، وهو نظام يعترف به الجميع من أوائل إلى أواخر الثانوية، أى أنهم يعترفون بأن الامتحان هو الغاية، وهناك فروق نسبية، لكن يظل التفوق من نصيب من يمكنهم التعامل مع هذه التشابكات والتجارب المتقاطعة، وتلتقى المدارس ذات الكثافات الأعلى مع نظيرتها ذات الكثافة المرتفعة من دون أن توجد نظرية ناجحة تتحدث عن ربط عدد التلاميذ بالفهم، والدليل أن من يشكون من وجود أربعين تلميذا فى الفصل يذهبون لمركز دروس خصوصية مع خمسين وربما 100 تلميذ، وهو أمر ينسف أى نظريات للتعليم والاستيعاب.
 
لا نريد أن نكون متشائمين، ونحن أمامنا تجارب كان التعليم فيها متقدما وخرج علماء وخبراء فى كل المجالات، وكان هذا فى زمن الكتاب والمريلة تيل نادية، والقلم الواحد، والكشكول الواحد، وما قبل اختراع «السبلايز» بعقود طويل، وربما يكون الحل فعلا فى إزالة تراكمات العصور السابقة من التجارب والاستمرار فى نظام مستقر لعدة سنوات، والعودة للمدارس وليس خارجها، ويفترض أن يكون التعليم أسهل فى ظل أدوات التكنولوجيا والاتصال، لكن بعد إزالة أثار التجارب المتراكمة، فالتعليم فى النهاية يعتمد على العقل والفهم والرأس والكراس وليس فقط «السبلايز واللانش باج».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صفحة منتخب مصر ترحب بمحمد صلاح: الملك فى الوطن

إصدار عملة تذكارية ذهبية وفضية بمناسبة 150 عاما على إنشاء هيئة قضايا الدولة

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

مجلس الوزراء يهنىء الرئيس بمنحه أرفع وسام من الفاو


هل ينتظم بنتايج فى تدريبات الزمالك بعد كأس العرب؟.. مصدر يجيب

أبرد مناطق الجمهورية.. سانت كاترين تسجل درجات حرارة غير مسبوقة

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

نجل ملياردير هندى يهدى ميسى ساعة من فئة المليون.. اعرف سعرها

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا


شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

أمم أفريقيا 2025.. حسام حسن يزين قائمة هدافى المنتخبات عبر التاريخ

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى